الشرق الاوسطرئيسي

مؤتمر في لندن ينتقد التضييق الحقوقي في السعودية

لندن- تصدرت المصاعب التي تواجه المنظمات الحقوقية الدولية في رصد انتهاكات حقوق الإنسان في السعودية جلسة خاصة للنقاش ضمن مؤتمر “السعودية.. أخطاء الماضي ومخاطر المستقبل” الذي نظمته منظمة “القسط” لحقوق الإنسان في لندن.

وأشارت المتحدثات اللواتي مثلن مؤسسات حقوقية دولية إلى أن هناك مناخا متذبذبا في السعودية إزاء حقوق الإنسان، وإلى أن ما يجري من اعتقالات أثار مزيدا من القلق الحقوقي خاصة في ظل الغموض الذي يكتنفها.

وقالت مي رومانوس، من برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمنظمة العفو الدولية (أمنستي) إن أي منظمة من منظمات حقوق الإنسان لا تستطيع أن ترصد ما يجري في السعودية بعد إغلاق كل المنظمات الحقوقية وسجن الحقوقيين، كما لا يمكن الإبلاغ عن أي انتهاك بسبب الخوف من مطاردة السلطات وبطشها.

وأشارت الناشطة إلى أنه بعد إزاحة ولي العهد السعودي السابق الأمير محمد بن نايف وقدوم ولي العهد الحالي الأمير محمد بن سلمان تم تركيز جميع السلطات في يد شخص واحد وظهر أثر هذا التغيير في سبتمبر/أيلول حيث كانت الموجة الأولى من الاعتقالات لرجال الدين، ثم الموجة الثانية بالاعتقالات التي قالت السعودية إنها تأتي ضمن برنامج مكافحة الفساد دون معلومات عن حقيقتها.

وعبّرت رومانوس عن قلق منظمة العفو الدولية إزاء تلك الاعتقالات والظروف الغامضة التي تجري فيها، مضيفة أنه من الغريب إضافة تهمة جديدة لأي شخص يتحدث عن قطر بشكل إيجابي، فهذه باتت تهمة يحاسب عليها القانون في السعودية.

وقالت رومانوس إن كل الاعتقالات التي تحدث في السعودية مقلقة لأنها تجري بدون غطاء قانوني واضح، ولا يتمكن المعتقل من توكيل محامي، موضحة أنهم حاولوا التواصل مع السلطات السعودية، ومطالبتها بتمكينهم من إجراء بحث ميداني دون تلقي أي رد حتى الآن.

من جانبها، قالت ممثلة مؤسسة الكرامة لحقوق الإنسان جوليا ليغز إن الوضع في السعودية لم يتغير منذ العام 2004، بل زادت الصعوبات التي يواجهها الناشطون في رصد الانتهاكات، ولم تتعد قدرتهم على الرصد نسبة 15% بسبب التضييق الذي تمارسه السلطات.

وأوضحت أن حملة الاعتقالات الأخيرة لرجال دين ترجع إلى عدم قيامهم بمدح السلطة وتمجيدها، موضحة أن سياسة الاعتقال التعسفي هي واحدة من الممارسات الممنهجة المنتشرة في السعودية.

وأضافت ليغز أن الرسالة الأهم التي يريدون إيصالها هي ضرورة وجود حوار في السعودية، وإتاحة المساحة للآراء المختلفة للتعبير عن نفسها.

وأشارت الناشطة البريطانية إلى أنها زارت السعودية ولكن قبل أن تعمل في مجال حقوق الإنسان، مبينة أنها الآن ممنوعة من زيارة السعودية، وقالت إنه “لا مساحة هناك للآراء المختلفة”.

من جهتها، قالت ممثلة منظمة “هيومن رايتس ووتش” هبة زيادين إن الوضع في السعودية زاد سوءا منذ وصول محمد بن سلمان إلى السلطة.

وأضافت أنه ينبغي الطلب من الحكومات الغربية الضغط على السعودية، معبرة عن اعتقادها بأن لندن وواشنطن ليس لديهما رغبة حقيقية في ممارسة هذا الضغط.

وقالت زيادين إن أهم الانتهاكات التي رصدتها المنظمة تمثلت في ممارسات السعودية في اليمن، إضافة لمسألة حرية التعبير في السعودية، والتمييز ضد الأقليات، وحقوق المرأة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى