رئيسيشؤون دوليةشئون أوروبيةمقالات رأي

الأمم المتحدة: أمريكا الأولى في استغلال الاتجار بالبشر جنسيا

تصاعدت اعداد حالات الإتجار بالبشر التي يتم الإبلاغ عنها من قبل الأمم المتحدة. ففي عام 2016 تم الكشف عن حوالي 25 حالة إتجار من هذا النوع حسب مكتب المنظمة الدولية المعني بالمخدرات والجريمة في فيينا (UNODC). وهو رقم يفوق بكثير أرقام السنوات الماضية، بسبب التحري الأفضل عن هذا الموضوع، إذ أظهرت مقارنة بيانات في 45 دولة ارتفاعا بنسبة 39 بالمئة في حالات الإتجار بالبشر مقارنة بعام 2011.

ويوضح بروتوكول الأمم المتحدة أن الإتجار بالبشر يعني “تجنيد الأشخاص أو نقلهم أو إيوائهم أو استقبالهم (…) بغرض الاستغلال”. ويتم ذلك عادة من خلال “التهديد بالقوة واستخدامها وغيرها من أشكال القسر كالاختطاف إضافة إلى الاحتيال والخداع وإساءة استخدام السلطة واستغلال عجز معين.”

ويجري استغلال معظم ضحايا الإتجار بالبشر، أي حوالي 60 بالمئة منهم، جنسيا، وفق ما أكدت الأمم المتحدة، حيث تصدرت أمريكا قائمة الدول التي يقوم فيها تجار البشر باستغلال الضحايا جنسيا، والتي تضم أيضا أوروبا وجنوب شرق آسيا أيضا.

ووفقا للتقرير فإن ثلث ضحايا الإتجار بالبشر أجبروا على العمل، وهذا النوع من استغلال ضحايا البشر منتشر بكثرة في إفريقيا والشرق الأوسط. ويعد التسول وأخذ الأعضاء بشكل غير قانوني هو نوع أخر من أنواع استغلال ضحايا الإتجار بالبشر، وفق تقرير الأمم المتحدة.

وتعد نسبة النساء هي الأعلى ضمن ضحايا الإتجار بالبشر، إذ تبلغ نسبتهن 49 بالمئة. بينما تبلغ نسبة الفتيات 23 بالمئة، وبحسب التقرير، فإن أغلبيتهن يتعرضن للاستغلال الجنسي، بينما يتم استغلال الرجال من خلال تشغيلهم بأعمال شاقة.

وبحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، فإن 28 بالمئة من ضحايا الإتجار بالبشر في جميع أنحاء العالم هم قاصرون، علما أن الفقراء واللاجئين من ضمن الفئات الأكثر عرضة للاستغلال من قبل مهربي البشر.

وبحسب تقرير الأمم المتحدة، فإن كل دولة “لديها قوانين لمعاقبة الإتجار بالبشر ” لكن هناك الكثير من المهربين الذين يتم الإفراج عنهم دون محاكمة. وأن العديد من البلدان والتي تشهد تزايد في عمليات الإتجار بالبشر، ما زالت بحاجة إلى مزيد من تحسينات قانونية وعملية من أجل مكافحة هذا الأمر ومعاقبة القائمين عليه، لا سيما في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.

ووفقا للمعلومات الواردة من مكتب الشرطة الجنائية الفيدرالي الألماني، فإن معدلات الإتجار بالبشر شهدت زيادة في ألمانيا أيضا. إذ تعرض 671 شخصًا للاستغلال الجنسي، وأجبروا على العمل أو التسول وذلك بزيادة قدرها 25 بالمائة عن العام السابق حسب ما أعلن المكتب المذكور في أغسطس / آب عام 2017.

من جهتها، تطالب الأمم المتحدة المجتمع الدولي بزيادة الاهتمام بهذه المشكلة ومحاولة خلق إمكانيات تعاون من اجل مكافحة هذه الظاهرة في مناطق الصراع وفي جميع المجتمعات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى