الشرق الاوسطرئيسيشؤون دوليةشئون أوروبيةمقالات رأي

الاعلان عن مظاهرات جديدة في الهند قبيل زيارة بن سلمان

رغم اختلاف إسلام أباد ونيودهلي التاريخي إلا أنهما اتفقتا على استقبال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بمظاهرات غاضبة احتجاجا على الزيارة، فيما اضطر ابن سلمان لإلغاء محطتين من زيارته لجنوب شرق آسيا، وهي ماليزيا وأندونيسيا.
وتأتي الزيارة بعد فضيحة اغتيال الصحفي جمال خاشقجي التي هزت عرش الأسرة الحاكمة في الرياض، خاصة بعد اتهام ولي العهد بالمسؤولية الشخصية عن الجريمة التي وقعت داخل القنصلية السعودية باسطنبول.
ويرى محللون أن ابن سلمان أراد من زيارته استعادة بعضا من هيبته المفقودة وحضوره الدولي الذي انحدر لأدنى درجة في الشهور الخمسة الأخيرة.
وكان من المقرر أن تبدأ الزيارة يوم السبت من الباكستان غير أنها تأجلت للأحد بسبب المظاهرات الاحتجاجية، قبل أن تلغى بعض محطاتها.
وشهدت إسلام آباد أمس مظاهرات غاضبة ترفض استقبال ابن سلمان لارتكابه جرائم حرب في اليمن وانتهاكات واسعة لحقوق الإنسان.
ومن المقرر أن تستمر زيارة ولي العهد السعودي لباكستان يومي الأحد والاثنين، قبل أن ينطلق إلى نيودلهي التي تتحضر لمظاهرات غاضبة في استقباله.
وقال محللون إن ابن سلمان اختار اغراء باكستان بالمال لينال بعض الحضور الدولي، وهي (أي باكستان) التي تعاني من أزمة اقتصادية طاحنة وأدى عجزها الخارجي إلى انكماش الاقتصاد. وقد يتخذ الدعم السعودي شكل استثمارات بمليارات الدولارات في مصفاة أو في مجمع نفطي في جنوب البلاد.
وسيتوجه ابن سلمان بعد ذلك إلى الهند حيث سيلتقي رئيس الوزراء ناريندرا مودي ويناقش مسألة النفط مع وزير البترول والغاز الطبيعي دارميندرا برادان. وسيزور الصين الخميس والجمعة.
ورغم مرور خمسة أشهر ونصف على فضيحة اغتيال الصحفي السعودي في تركيا، إلا أن القضية مال زالت حية وتتصدر أجندة اللقاءات الدولية من حين لآخر.
وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الجمعة إن بلاده لم تكشف بعد عن جميع العناصر التي بحوزتها في التحقيق في مقتل الصحافي السعودي الذي لم يتم العثور على جثته بعد، وكان من أشد منتقدي الأمير محمد الذي ينفي تورطه في القتل.
لكن المحللين يرون أن هذه الجولة الآسيوية لولي العهد السعودي هي أهم ظهور له على الساحة الدبلوماسية منذ مشاركته في قمة العشرين في الأرجنتين في كانون الأول/ديسمبر، ومع ذلك فإن مظاهر الرفض التي باتت ترافق زياراته الخارجية، يجب أن تثير القلق لدى الديوان الملكي السعودي بما يعني ذلك تراجع نفوذ المملكة وتأكل هيبتها.

مظاهرات باكستان
وشهدت باكستان احتجاجات واسعة أمس السبت رفضا لزيارة ابن سلمان. وعلى وقع الاحتجاجات التي شهدت حشود كبيرا في عدة مناطق حيوية في العاصمة إسلام أباد، أعلنت وزارة الخارجية الباكستانية في بيان مقتضب تأجيل الزيارة ليوم الأحد، دون إبداء الأسباب.
ولكن وسائل الإعلام المحلية عزت التأجيل لحركة الاحتجاجات التي استبقت الزيارة، خاصة أن الحكومة حاولت جاهدة منع الوقفات الاحتجاجية، وسحبت التراخيص التي سمحت باقامتها.
كما قامت الأجهزة الأمنية الباكستنية بمنع مؤتمر صحفي لمنظمي الاحتجاجات رغم حضور وسائل الإعلام المختلفة له.
وكانت منظمات مدنية باكستانية ومؤسسات حقوقية واسلامية أعلنت عزمها تنظيم مظاهرات احتجاج لاستقبال ابن سلمان في العاصمة إسلام أباد، معتبرين أن يديه الملطخة بدماء الأبرياء والمسلمين يجب ألا تصافح.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى