رئيسيشئون أوروبية

بريطانيا: الناخبون يتوجهون لصناديق الاقتراع للتصويت في الانتخابات المحلية

يتوجه المواطنون البريطانيون، اليوم الخميس، إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات المحلية، وسط اضطرابات سياسية تبدو الأكبر منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ومن شأن نتائج هذه الانتخابات أن توضّح موقع حزب المحافظين، وشعبيته، وأن تكشف مدى قوة المعارضة العمّالية.

كما يكتسب اليوم أهمية إضافية مع انتخابات تأتي بعد أشهر قليلة من قضية حفلات “داونينغ ستريت”، التي كان لها الكثير من التداعيات على حزب المحافظين، وزعيمه بوريس جونسون.

فيما أنها تتزامن مع تصاعد الأصوات الغاضبة بسبب ارتفاع تكلفة المعيشة وأسعار المواد الأولية، والوقود والغاز والكهرباء، وبعد أكثر من شهرين على الغزو الروسي لأوكرانيا والدعم “غير المسبوق” الذي قدّمته الحكومة البريطانية لدعم الشعب الأوكراني في بلده، وفي بريطانيا أيضاً.

حيث يبدو أن قضية خرق بوريس جونسون للقانون واتّهامه بالكذب بشأن إقامة حفلات “داوننغ ستريت” في مرحلة الإغلاق العام، لن تشكّل عامل الضغط الأكبر خلال هذه الانتخابات في ظلّ النقاش الحاد حول غلاء المعيشة.

ولا يتّخذ الناخب البريطاني عموماً قراراته في التصويت على أساس القضايا الدولية، بل على أساس القضايا المحلية.

مما يقلّل من وزن السياسة البريطانية في التعامل مع الأزمات الدولية كأزمة أوكرانيا، وشكّل ضغوطاً إضافية على كافة الأحزاب، وليس فقط على حزب المحافظين ورئيس الوزراء.

وإن تأكدت في هذه الانتخابات صحة استطلاعات الرأي، فإن النتائج ستشكّل عامل ضغط إضافي بالنسبة لجونسون ليتنحّى.

ومن المقرر فتح صناديق الاقتراع في السابعة صباحاً وتغلق في العاشرة مساء، كما يحق للناخبين التصويت عبر خدمة البريد على أن ترسل الأصوات مساء اليوم كحد أقصى. ومع أن موعد الانتخابات هو اليوم الخميس، إلا أن الكثيرين انتخبوا مسبقاً عبر إرسال أصواتهم في البريد.

كما يحق لكل مواطن بريطاني أو أيرلندي أو يحمل الجنسية الأوروبية ويقيم على الأراضي البريطانية الإدلاء بصوته، وفي حين أن الناخبين في كل من إنكلترا واسكتلندا وويلز غير مطالبين بإثبات هويّاتهم، فإن عليهم في أيرلندا الشمالية إبراز هوياتهم للإدلاء بأصواتهم.

ويبلغ عدد المقاعد المتنافس عليها في إنجلترا أكثر من 4350 مقعداً موزعة على أكثر من 140 مجلساً بما فيها 32 مجلساً في اسكتلندا و22 في ويلز. ولا يمكن التنبّؤ بعدد الناخبين هذا العام، إلا أن العادة جرت ألا يشارك عدد كبير في الانتخابات المحلية، إضافة إلى توقّعات بامتناع الكثير من الناخبين المحافظين عن التصويت في انتظار ما ستفضي إليه هذه النتائج بما يؤثر على مستقبل الحزب وجونسون.

وكان قد أظهر استطلاع الرأي الأخير الذي أجراه نائب رئيس حزب المحافظين السابق، اللورد أشكروفت، أن المعارضة تتقدم، ليس فقط في القضايا التقليدية: القطاع الصحي والخدمات العامة، ولكن أيضاً في الملفات المعروفة تقليدياً بأنها “ملعب المحافظين”، مثل الهجرة والجريمة.

وأوضح الاستطلاع، الذي شارك فيه 8000 ناخب ميلاً عاماً للثقة بحزب العمال في الملفات الاقتصادية، وهو أمر يقلق المحافظين نظراً لأزمة المعيشة المتوقع لها أن تزداد سوءا خلال الأشهر القليلة المقبلة، مع ارتفاع الأسعار وزيادة الضرائب.

وكان لافتاً في الاستطلاع أيضاً تراجع المحافظين لصالح العمّال أمام شعارات الوحدة والقيم.

قد ينجو جونسون من كارثة الانتخابات المحلية، إلا أن هذه النجاة لن تستمرّ طويلاً على الأرجح، فقد تعطيه نتائجها متنفّساً لإعادة تأكيد سلطته، إلا أن الوقت لن يسعفه ولا الملفّات الداخلية العالقة كذلك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى