الشرق الاوسطرئيسيمقالات رأي

بماذا بررت الإمارات وفاة السجينة علياء عبد النور في سجونها؟

في أول تعليق رسمي من الإمارات منذ وفاتها السبت الماضي، قالت إن وفاة الشابة الإماراتية المعتقلة في سجون أبو ظبي علياء عبد النور، بسبب تاريخها المرضي مع سـرطان الثدي الذي سـبق وأن عولجـت منه عام 2008 على نفقـة الدولـة.

وأضاف المتحدث الرسمي باسم النيابة العامة في الإمارات أحمد عبد الله الحمادي، أن علياء عبد النور أثنـاء قضائها مدة السـجن المقضي بها في عام 2017 عاودتها أعراض المرض، فعرضتها إدارة السـجن المختص على العيادات بالمنشأة العقابية حيث كانت هي ترفض الفحص والعلاج.

وتابع أنه بنـاء على طلب إدارة المنشـآت الصحيـة والعقابيـة ولحاجتها للعنايـة الطبية المتخصصة، أمر النائب العام للدولة بنقلها إلى مسـتشفى المفرق، حيـث حـدد نوع العـلاج اللازم لها، غير أنهـا رفضتـه وامتنعت عن تلقيـه، بل وأضربـت عن الطعام عدة مرات.

والتهم الموجهة إليها، وفق الحمادي، تتعلق بإنشـاء وإدارة حسـابات على المواقـع الإلكترونيـة، نقلـت عبرها رسـائل مشـفرة بين أعضـاء تنظيـم “القاعـدة” الإرهـابي، لتكون وسـيطًا يسهّل التواصـل بينهم، وإمـداد أفـراد التنظيم بأموال جمعتها لهـذا الغرض.

واتهم حقوقيون ونشطاء السلطات الإماراتية بالإهمال في علاجها، بعد رفضها إطلاق سراحها لتلقي العلاج، وصبوا جام غضبهم على السلطات عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وكانت مصادر عائلية وحقوقية قد أوضحت أن عبد النور توفيت بعد تدهور حالتها الصحية، وانتشار مرض السرطان في أنحاء جسدها.

وكانت مؤسسات حقوقية دولية طالبت سلطات الإمارات بالإفراج عنها لتقضي أيامها الأخيرة مع أسرتها، لكن السلطات لم تستجيب.

واعتقلت علياء عبد النور في 29 يوليو/ تموز 2015 بتهمة “تمويل الإرهاب والتعامل مع الإرهابيين”، وكانت واحدة من فتيات الإمارات اللاتي عشن في السجن وتعرضن للإخفاء القسري.

ولم تسمح السلطات الإماراتية لعلياء عبد النور خلال عزلها القسري لمدة أربعة أشهر، بالاتصال بأسرتها، ولم تفصح أيضًا عن مكانها.

وتعرضت علياء على مدار ثمانية أشهر لأشكال عديدة من التعذيب، شملت تقييد الأطراف وعصب الأعين لنحو 18 ساعة يوميًّا، بالإضافة إلى إجبارها على خلع الحجاب والوقوف ساعات طويلة.

وبعد ذلك، عُقدت محكمة لعلياء عبد النور بتهمة “تمويل الإرهاب والتعامل مع إرهابيين خارج البلاد”، وحكمت عليها بالسجن 10 سنوات.

وبقيت الفقيدة تصارع السجن والمرض في عزلتها، في حين كان المسؤولون الإماراتيون يُطلقون وزارات “التسامح” و”اللا مستحيل”.

وفقدت علياء داخل سجن الوثبة أكثر من 10 كيلوغرامات من وزنها، وعاد مرض السرطان للانتشار بجسدها مع ظهور تورمات في الغدد الليمفاوية وتكيس وتليف بالكبد.

كما كانت عبد النور مصابة بهشاشة في العظام نتيجة احتجازها مدة كبيرة في غرفة شديدة البرودة دون فرش أو غطاء.

وفي 10 يناير/ كانون الثاني الماضي، كشف المركز الدولي للعدالة وحقوق الإنسان عن نقل علياء إلى مستشفى توام بمدينة العين دون إخطار عائلتها ودون أي تبرير، بعدما كانت في مستشفى المفرق الحكومي.

وأوضح المركز أن علياء كانت خلال فترة الحجز الطبي مقيدة إلى سرير في غرفة دون تهوية، مؤكدة أن النيابة العامة رفضت السماح بنزع القيود من أطرافها.

 

وحاولت عائلتها الاستنجاد بأعلى سلطة قضائية في الإمارات، لكن تلك السلطة لم ترأف بحالها، وأدت الحكم الصادر بحقها، ورفضت الإفراج المؤقت عنها للعلاج.

محمد توفيق

كاتب سوري يهتم بالشأن السياسي و يتابع القضايا العربية على الساحة الأوروبية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى