رئيسيشؤون دوليةشئون أوروبية

صندي تايمز تكشف الأرشيف الأسود لبشار الأسد

فيما يقترب النظام السوري من هزيمة المعارضة المسلحة بمساعدة حلفائه الروس والإيرانيين ومليشياتهم، كشفت صحيفة صندي تايمز البريطانية ما وصفته بأرشيف الشر الذي يعلن الرئيس السوري بشار الأسد.
وقالت الصحيفة الاثنين إنها حصلت على مجموعة من الوثائق السرية تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن أوامر التعذيب والقتل للثوار تأتي من بشار الأسد مباشرة وبشكل شخصي.
وعلى أرفف معدنية داخل قبو مراقب بالكاميرات الأمنية في مكان سري بمدينة أوروبية، يتكدس 265 صندوقا كرتونيا بمحتويات أقل ما توصف بأنها “تقشعر لها الأبدان”.
وتحوى الصناديق أكثر من مليون صفحة من الوثائق عن جلسات عالية السرية تفصّل التعذيب المنهجي وقتل الخصوم، ومعظمها ممهورة بشعار الدولة السورية (الصقر المنقوش) ويحمل بعضها توقيع بشار الأسد.
وقالت الصحيفة البريطانية إن هذا المخبأ يعد “أكبر مخبأ للوثائق تم جمعها من أي حرب ما زالت جارية”.
وأضافت الصحيفة أن هذا الأرشيف المذهل يظهر كيف حقق الرئيس انتصاره، وأنه مع اقتراب نهاية الحرب تثار مسألة ما إذا كانت المحاكمات ستليها.
ويفصل الأرشيف كيفية عمل نظام اطلاق البراميل المتفجرة والغارات الجوية على المناطق المدنية والسكنية والمشافي والمقار المحمية بموجب القانون الدولي.
ومنذ بداية الأحداث في مارس 2011، قتل ما لا يقل عن نصف مليون سوري بفعل الغارات والنيران الكثيفة والتعذيب في السجون والمعتقلات الرهيبة، اضافة لما قتل على أيدي التنظيمات الارهابية كتنظيم الدولة الإسلامية “داعش”.
كما تعرضت البلاد لدمار كبير جدا، وتشرد نحو 5 مليون سوري كلاجئين في دول العالم. ولم يتبقى للمعارضة سوى منطقة إدلب، والتي اتفقت دولتا تركيا وروسيا على وقف الأعمال العسكرية فيها، واقامة منطقة عازلة بين قوات المعارضة والنظام.

تفاصيل الأرشيف الأسود
الأرشيف الأسود يظهر نظاما يطلق البراميل المتفجرة والغارات الجوية على السكنية وحتى المستشفيات، في حرب شهدت مقتل ما يقرب من نصف مليون سوري وهروب خمسة ملايين.
والمشروع السري لجمع الأدلة على جرائم الحرب التي اقترفها الأسد من بنات أفكار بيل وايلي ذي الـ 54 عاما، وهو جندي كندي سابق ومحقق بجرائم الحرب، وكان محبطا في العمل بالمحاكم الجنائية الدولية التي استنتج أنها بطيئة ومكلفة للغاية.
وعمل ويلي محققا بالمحاكم الجنائية في رواندا والكونغو ويوغسلافيا السابقة، وكان أيضا محامي دفاع لصدام حسين بعد اعتقاله من القوات الأمريكية، قبل أن يعدم لاحقا.
وقال المحقق الكندي إن ما جمعه يثبت “مئات المرات على أن الأسد يسيطر تماما على كل ما يحدث في النظام، وهو مسؤول عن القتل أكثر بكثير من تنظيم الدولة- داعش”.
وبدأ المشروع عام 2011 (تاريخ انطلاق الثورة السورية) بتمويل بريطاني وبالتعاون مع الجيش السوري الحر، حيث قام ويلي بتدريب 60 متطوعا. وأكد ويلي أن “الشيء الكبير الذي أردنا أن نركز عليه هو الوثائق التي أصدرها النظام، لأن ما نحتاجه هو المسؤولية”.
وشبه المحقق الكندي نظام بشار الأسد بالنظام النازي لأنه يوثق جهوده بدقة، وعادة ما يوقع كبار المسؤولين على كل وثيقة تعبر مكاتبهم، وغالبا ما تحمل طوابع تحدد هوية الموقع.
ووثقت منظمات حقوق الإنسان الدولية والمحلية ارتكاب النظام السوري لجرائم حرب ممنهجة ووفق سياسة وأوامر عليا تصل بالتسلسل النظامي للجنود المنفذين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى