شؤون دوليةشئون أوروبية

الصين تؤكد أنها لن ترضخ للتهديد وأن الولايات المتحدة تُضر نفسها

بكين- أوروبا بالعربي
هاجمت الصين اليوم الولايات المتحدة بقولها ان واشنطن تسبب الأذى لنفسها مؤكدة أنها لن ترضخ للتهديد قبيل حرب تجارية وشيكة بين القوتين الاقتصاديتين.
وتدخل الرسوم الجمركية الجديدة على 34 مليار دولار من الواردات الصينية إلى السوق الأميركي حيز التنفيذ الجمعة في حين توعدت الصين برد مماثل وفوري.
وقال المتحدث باسم وزارة التجارة الصينية غاو فنغ ان “الولايات المتحدة هي التي تسببت بهذه الحرب التجارية، نحن لا نريد أن نخوضها، ولكن حفاظاً على مصالح البلد والناس، ليس أمامنا من خيار سوى أن نقاتل”.
وتركز الرسوم التي أعلنتها واشنطن على المكونات الصناعية مثل قطع الحواسيب الشخصية ومضخات الوقود ومعدات البناء والسيارات، وفق البيانات الصادرة عن شركة “بنجيفا” للمعلومات التجارية.
وقال غاو إن معظم هذه الصادرات تصنعها بالفعل شركات أميركية ودولية في الصين.
وأضاف أنه “ضمن ما يُسمى القائمة الأميركية للمنتجات الخاضعة للضريبة بقيمة 34 مليار دولار، نحو 20 مليار دولار أو 59% منها من صنع شركات استثمارية أجنبية تمثل الشركات الأميركية قسماً مهماً منها”.
واعتبر ان “التدابير الأميركية تتعرض في الأساس للإمدادات العالمية ولسلسلة القيمة. وببساطة، الولايات المتحدة تطلق النار على كل العالم، وتطلق النار على نفسها كذلك”.
وتعليقا على أنباء تحدثت عن احتمال فرض ضرائب أميركية على كل منتج صادر من الصين، قال غاو إن “استخدام عصا الرسوم الجمركية كأداة تخويف في التجارة يتعارض مع روح العصر”.
وأضاف أن “الصين لن تنحني في وجه التهديد والابتزاز”.
وكانت حذرت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل أمس الرئيس دونالد ترامب من خطر “حرب” تجارية اذا نفذت الولايات المتحدة تهديدها بفرض رسوم جمركية على وارداتها من السيارات الاجنبية.
وقالت ميركل أمام مجلس النواب في برلين ان الولايات المتحدة سببت في الأساس “نزاعا تجاريا” بعدما رفعت الرسوم الجمركية المفروضة على الفولاذ والالمنيوم.
وأضافت ميركل “تجري مناقشات أخطر تتناول هذه المرة مشروع فرض رسوم على واردات السيارات في الولايات المتحدة”، مؤكدة انه “يجب بذل كل الجهود لنزع فتيل هذا النزاع قبل ان يصبح حربا حقيقية، لكن لتحقيق ذلك نحتاج إلى الطرفين”.
ويفترض أن يتوجه رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر الى الولايات المتحدة قريبا لتقديم مقترحات في هذا الشأن.
وترد المستشارة الالمانية بذلك على التهديدات الاخيرة التي أطلقها ترامب بفرض رسوم جمركية تبلغ نسبتها 20 بالمئة على واردات السيارات من الاتحاد الاوروبي.
وتشكل صناعة السيارات قطاعا حيوية للاقتصاد الالماني وتؤمن 800 الف وظيفة في البلاد.
من جهة اخرى، رفضت ميركل انتقادات الرئيس الاميركي بشأن الفائض الألماني والأوروبي في الميزان التجاري مع الولايات المتحدة، مؤكدة أنه غير مرتبط بالقطاع الصناعي.
وقالت “اذا احتسبنا الخدمات بما فيها الخدمات الرقمية، يكون الميزان التجاري في هذه الحالة مختلفا تماما، بفائض اميركي مع أوروبا وليس العكس”.
وأضافت أن “احتساب البضائع وحدها بدون الخدمات لا يتماشى مع العصر”.
وسبق أن حذر الاتحاد الأوروبي واشنطن قبل يومين من أن تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم على واردات السيارات الأوروبية قد يضر بالاقتصاد الأميركي بشكل كبير ويدفع إلى ردود انتقامية قوية.
جاء التحذير الوارد في رسالة مكتوبة موجهة إلى السلطات الأميركية بتاريخ يوم الجمعة في وقت اعتبر ترامب أن الاوروبيين يمثلون مشكلة لا تقل أضرارها التجارية على بلاده عن الصين، في احد أبرز مواقفه الاستفزازية لحلفاء بلاده عبر الأطلسي.
وكان تهديد ترامب الحلقة الأخيرة في سلسلة حرب تجارية متصاعدة فرض الاتحاد الأوروبي بموجبها رسوما على منتجات الجينز الأميركية ودراجات هارلي ديفيدسون النارية ردا على الرسوم الأميركية على صادرات الحديد الصلب والالمنيوم الأوروبية.
وهدد ترامب بفرض رسوم نسبتها 20 بالمئة قد يتم تطبيقها خلال الأشهر المقبلة على واردات السيارات الأوروبية مبررا ذلك بمخاوف يشكك كثيرون بمدى صحتها تتعلق بالأمن القومي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى