شئون أوروبية

عشرات الآلاف يتظاهرون في وسط باريس رفضا لإصلاحات ماكرون

باريس- أوروبا بالعربي

تظاهر عشرات الآلاف في وسط باريس احتجاجا على اصلاحات الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مع اقتراب الذكرى السنوية الاولى لتوليه الحكم، وسط انتشار امني كثيف.

واحصت الجهات المنظمة مشاركة “اكثر من مئة الف شخص في اجواء احتفالية” وذلك بعدما اعلن حزب “فرنسا المتمردة” (يسار راديكالي) مشاركة نحو 160 الف متظاهر في حين تحدثت الشرطة عن نحو اربعين الفا.

وبخلاف التظاهرة التي جرت في اول ايار/مايو وتخللتها مواجهات، انتهت المسيرة بهدوء فيما تحدثت الشرطة مساء عن اعتقال ثمانية اشخاص.

وقال وزير الداخلية جيرار كولومب من مركز الشرطة ان المشاركة “ليست كثيفة بالقدر الذي اعلنت فيه” منددا بالهجوم على شاحنة تابعة لإذاعة “فرانس انفو” لدى وصول المسيرة الى ساحة الباستيل.

واضاف “حين يهاجم البعض الصحافة فهذا يعني ان لا حدود للأمور”.

وألقيت زجاجة حارقة داخل الشاحنة التي تحطم بعض زجاجها. ولم يكن احد داخل الشاحنة لكن شرطيا اصيب بجروح طفيفة خلال سحبها.

وقال احد المنظمين ايمانويل فير ساخرا ان “وزير الداخلية امضى الاسبوع متحدثا عن اعمال عنف ستقع لكن الضربات الوحيدة التي تلقيناها كان مصدرها الشمس”.

ومساء، تجمع بضعة الاف في ساحة الباستيل بعد انتهاء التظاهرة لحضور حفل موسيقي.

وأعربت الحكومة في الايام الاخيرة عن قلقها من ان تنحو التظاهرة منحى عنيفا بعد اعمال عنف شهدتها التظاهرة السنوية التقليدية لمناسبة عيد العمال في الاول من ايار/مايو. وانتشر السبت نحو الفين من عناصر الشرطة والدرك.

وتندرج التظاهرة ضمن سلسلة تظاهرات ضد ماكرون الذي تسبب تعديلاته على مختلف الأصعدة من النظام التربوي الى الشركة المشغلة للسكك الحديد، خلافات مع العديد من الفئات.

ويأمل اليسار الراديكالي وبعض النقابات باستثمار هذه التحركات لدفع ماكرون الى التراجع.

وقال زعيم حركة “فرنسا المتمردة” جان لوك ميلانشون امام الحشد “ليحيا موظفو اير فرانس، ليحيا عمال السكك الحديد، ليحيا موظفو المستشفى العام، ليحيا المحامون، المجد للموظفين”، في اشارة الى مختلف الفئات الاجتماعية التي نفذت اضرابا في الاسابيع الاخيرة في فرنسا.

واضاف النائب عن مدينة مرسيليا “نحن تجمع يندد بالعنف بدءاً من العنف اللفظي للاقوياء. (هؤلاء) من قالوا ان في المحطات أناسا لا قيمة لهم، (هؤلاء) من وصفوا الشعب العامل بأنه (مجموعة من) الخاملين والجهلة ومدمني الكحول”.

وكان ميلانشون الذي يعتبر المعارض الاول لماكرون يقف على سلم حافلة كتب عليها “حين تتم خصخصة كل شيء، سنحرم كل شيء”.

ورفع المشاركون في التظاهرة مطالب مختلفة ضد الاصلاحات الاجتماعية والاقتصادية للحكومة وايضا ضد مكافحة التغير المناخي واستقبال المهاجرين.

وشهدت مدن جنوبية مثل تولوز وبوردو تظاهرات أصغر حجما، في حين بدأت التظاهرة الحاشدة في باريس على شكل نزهة في الطبيعة بمشاركة عائلات.

وقال المنظمون ان هذه المبادرة هي “مرحلة اولى” وخصوصا ان العديد من الجمعيات والنقابات والاحزاب تستعد ليوم جديد من الاحتجاجات في 26 ايار/مايو.

والسبت، دعا ميلانشون الفرنسيين الى النزول “بالملايين” في اليوم المذكور بحيث يكونون “بحرا بشريا يغير التاريخ”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى