منشور على فيسبوك “يرغم” زعيم يميني متطرف على الاعتذار عن معاداته للهجرة

روما- فوجئت سيدة إيطالية بغلق حسابها على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي، بعد أن كانت قد وجهت رسالة إلى زعيم رابطة الشمال ماتيو سالفيني المنتمي لليمين المتطرف، تستهجن فيها سياساته المعادية للهجرة.

غابريلا نوبيلا، سيدة الأعمال البالغة من العمر 49 عاما، هي أم بالتبني لطفلين إفريقيين، صبى يبلغ من العمر 12 عاما من الكونغو وفتاة في السابعة من عمرها آتية من أثيوبيا.

وتسرد نوبيلا ما تعرضت له فتقول إنها وجهت رسالة على الفيسبوك لسالفيني، لانتقاد سياساته المعادية للهجرة قالت فيها : “أود أن أشكرك على حالة الذعر التي سببتها لأطفالي الصغار. فإبنتي البالغة من العمر 7 أعوام سألتي برعب قبل أن تذهب للنوم – هل سيعيدني إلى إفريقيا في حال فوزه بالانتخابات؟ – ثم أجهشت بالبكاء. أما ابنى فيذهب باستمرار للممارسة رياضة كرة القدم مستقلا الحافلة، غير أنه يتعرض مؤخرا منذ نحو شهرين لكثير من السباب والألفاظ العنصرية. إن ما بتعرض له طفلى من عنصرية يعكس بصورة واضحة إلى أي مدى تنزلق هذه البلد إلى الهاوية بفضل أمثالك من البشر”.

كما اتهمت نوبيلا الزعيم اليميني المتطرف، باستغلال “جهل” بعض الإيطاليين والتلاعب بمشاعرهم من خلال إطلاق شعارات مثل “إيطاليا أولا”.

ومنشور نوبيلا على الفيسبوك لاقى تفاعلا كبيرا، حيث تم إعادة نشره عشرات آلاف المرات، قبل أن يتم حذفه صباح الأحد من قبل إدارة الفيسبوك، وحين أعادت نوبيلا نشره مجددا، تم حظر حسابها بالكامل على الموقع.

وفي اتصال مع يورونيوز، قالت نوبيلا إن إدارة الفيسبوك أخبرتها أنه تم حظر حسابها لنشرها محتوى “يؤجج المشاعر العنصرية”.

وبالرغم من حظر حسابها، تلقت نوبيلا مئات الرسائل التضامنية من العديد من الأشخاص الذين قالوا إنهم تعرضوا لمواقف عنصرية.

وتتابع نوبيلا أنها لاحظت أن العنصرية التي يتعرض لها ابنها قد تزايدت بصورة فجة خلال الشهرين الماضيين، حيث لم تعد تقتصر التعبيرات العنصرية على أطفال في سنه فقط، بل تعدى الأمر ذلك ليهاجم بعض الراشدين ابنها. وذكرت نوبيلا أحد المواقف التي تعرض لها ابنها حين أجبره أحد الأشخاص في الحافلة على ترك مقعده، قائلا له “عد إلى إفريقيا”.

من جانبه، رد سالفيني على منشور نوبيلا، مؤكدا أنه يريد إبعاد المجرمين والمهاجرين غير الشرعيين وتجار المخدرات ولكن بالتأكيد لا يريد طرد الأطفال.

ودعى سالفيني السيدة المعارضة لسياساته لاحتساء فنجان قهوة سويا في ميلانو، في الوقت الذي يلعب فيه أطفالهم سويا.