رئيسيشؤون دولية

الأمم المتحدة تحذر من مخاطر تآكل القيم الإنسانية في العال

حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، من مخاطر تآكل القيم الإنسانية في كل ركن من أركان العالم في ظل الصراعات المشتعلة.

الوضع في اليمن وليبيا وتونس وأفغانستان، والتوتر على الحدود الروسية الأوكرانية – كلها قضايا تتصدر العناوين في هذه الأيام.

وفي مؤتمر صحفي من المقر الدائم استهله بشرح أولوياته لعام 2022، ردّ غوتيريش، على أسئلة أثارها الصحفيون لتحديد موقف الأمم المتحدة منها ومن قضايا أخرى غيرها.

فبعد عرض أولوياته أمام الجمعية العامة تحدث غوتيريش، إلى الصحفيين قائلا في بداية حديثه إن المشكلات التي نواجهها اليوم هي من صنع البشرية، هذا يعني أنه يمكن للبشرية أن تحلها، لكنّ حلّها يتطلب التضامن.

وأشار إلى أن التضامن هو جزء من الطبيعة البشرية، لكنّ الأنانية أيضا جزء من الطبيعة البشرية. وقال: “عندما تفوز الأنانية، يخسر الجميع.” ودعا إلى استعادة الكرامة الإنسانية ومنع موت الحقيقة، “وجعل الكذب باطلا مرة أخرى.”

ردّ الأمين العام على طائفة من الأسئلة المتعلقة باليمن، وقال: “أولا، الهجوم على أبو ظبي هو تصعيد مؤسف وهو في رأيي خطأ جسيم، بغض النظر عن كونه غير مقبول. الآن، أي قصف يستهدف مدنيين، أو لا يتسم بالحذر الكافي لحماية المدنيين، هو، بطبيعة الحال، غير مقبول أيضا.”

وشدد على أن ثمة حاجة إلى وقف ما وصفه بالحلقة المفرغة بحيث تتصاعد الأمور واحدة تلو الأخرى. وقال: “ما نحتاج إليه هو أن يكون لدينا، كما كنا نقترح منذ زمن بعيد، وقف إطلاق نارإلى جانب مع فتح الموانئ والمطارات ومن ثمّ بداية حوار جدي بين الأطراف. يجب أن يتوقف هذا التصعيد.”

وقال غوتيريش إنه يشجع بقوة الجميع على تبنّي سياسة تضع ضغطا باتجاه حل سلمي وليس تضخيم القدرة العسكرية لأطراف الصراع.

وردّا على سؤال يتعلق برفض الحوثيين التحدث مع المبعوث الخاص هانس غروندبرغ، قال الأمين العام: “خطأ كبير من جانب الحوثيين عدم استقبال مبعوثنا الخاص، وبالفعل كنا على اتصال وثيق مع دول مختلفة أبقت علاقاتها مع الحوثيين من أجل محاولة التوضيح لهم أن الأمر في صالحهم وصالح السلام، أن يتمكن مبعوثنا الخاص من الذهاب إلى صنعاء. وآمل في أن يحدث ذلك قريبا.”

وفيما يتعلق بالدعوات لتصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية، قال الأمين العام إن مثل هذا التصنيف يصدر عن مجلس الأمن وليس عن الأمم المتحدة.

وأضاف قائلا: “ما أريد أن أؤكده هو أنني أعتبر أن الهجوم الذي وقع ضد الإمارات العربية غير مقبول على الإطلاق وشكل من التصعيد المؤسف وفوق ذلك كله كان خطأ كبيرا لأن ما نحتاج إليه هو التحرك نحو حل المشكلة وليس تصعيدها.”

وحذر من أنه في حالات كاليمن، إذا تم تصنيف طرف ما كمنظمة إرهابية يصاحبها ذلك عدد من العقوبات، وتابع قائلا: “الآن الحقيقة تُظهر أن من خلال تجربتنا فإن من شأن تلك العقوبات أن تخلق صعوبات فيما يتعلق – ليس فقط بالمساعدات الإنسانية – ولكن أيضا بالحل لبعض المشاكل الدراماتيكية، كالجوع والصحة، الموجودة في البلاد.”

وشدد على موقف الأمم المتحدة وهو التأكد من عدم اتخاذ أي قرار بدون أن يتم التمعّن فيه بعناية، كي لا يؤثر بشكل سلبي على المساعدات الإنسانية.

وفيما يتعلق بالوضع في تونس، قال الأمين العام أنطونيو غوتيريش: “إننا نتابع الوضع بقلق، ونعتقد أن ثورة تونس الديمقراطية كانت شيئا بعث الأمل في جميع أنحاء العالم وبالتأكيد نريد الحفاظ على تلك الثورة الديمقراطية من خلال جميع القيم الديمقراطية.”

وأعرب عن أمله في حدوث ذلك، وقال: “نرى شواغلكم، نرى القلق، وآمل في أن تتم إزالة هذه الشواغل من خلال الاستعادة الكاملة لإطار مؤسسي ديمقراطي يعمل من أجل جميع التونسيين.”

وفي الشأن الليبي، أكد الأمين العام أن مستشارته الخاصة، ستيفاني وليامز، تقوم بجميع الاتصالات وجميع أشكال الوساطة أملا في خلق الظروف كي تُعقد بالفعل الانتخابات، وأن تعقد في الفصل الأول من هذا العام.

وقال: “أعتقد أن هذا مهم جدا بالنسبة للشعب الليبي.”

وفيما يتعلق بأي انتخابات ستُجرى أولا، أكد الأمين أن هذا الخيار بيد الشعب الليبي، مشيرا إلى أنه كان ينبغي إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية معا قبل نهاية العام الماضي.

في سؤال عن رسالته إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في حال كان يفكّر في غزو أوكرانيا، قال السيد غوتيريش: “لا يجب أن يكون هناك أي تدخل عسكري في هذا السياق”.

وتابع “أعتقد أن الدبلوماسية هي الطريق لحل المشكلات. بالطبع أي غزو من قبل أي دولة لدولة أخرى هو مخالف للقانون الدولي، وآمل في ألا يحدث ذلك في الظروف الحالية. أنا مقتنع أن ذلك لن يحدث، وآمل بقوة في أن أكون مصيبا في ذلك.”

وأعرب عن أمله في أن تطغى الدبلوماسية على كل شيء آخر.

وقال: “في اللحظة الحالية، أصر أن ما يجب علينا جميعا أن نساهم به هو تجنب مواجهة ستكون سلبية جدا على الجميع وخلق الظروف لحل دبلوماسي للمشكلة.”

وفيما يتعلق بالوضع في أفغانستان، قال غوتيريش إنه من الواضح أن هناك انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان.

وقال: “هدفنا – وخاصة فيما يتعلق بحقوق النساء والفتيات – هو إمكانية أن تتوجه جميع النساء للعمل وأن ترتاد جميع الفتيات الثانوية والتعليم بمستويات أعلى. هذا لم يتحقق بعد.”

لكنه أشار إلى بعض التقدم المحرز، على سبيل المثال سُمح لعضوات طاقم الأمم المتحدة النساء بالعمل، وفي بعض المواقع، توجد إمكانية وصول للفتيات الصغيرات إلى المدرسة.

وشدد على أنه في سياق تحقيق هدف طالبان في الحصول على الاعتراف والدعم الدولي، فمن الضروري أن يكون هناك احترام كامل لحقوق النساء والفتيات وأن يكون لطالبان توجه إيجابي لحقوق الإنسان بشكل عام. “هذا ما كنا نتحدث عنه بشكل واضح وعلنا وفي مباحثاتنا معهم.”

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى