رئيسيشؤون دولية

الرئيس التونسي: نرفض أن نكون “أرض عبور أو توطين” للمهاجرين غير النظاميين

شدد الرئيس التونسي قيس سعيد، مساء الجمعة، على رفض أن تكون بلاده أرض عبور أو توطين للمهاجرين غير النظاميين من جنسيات إفريقيا جنوب الصحراء، مع التأكيد على الاعتزاز بالانتماء الإفريقي.

وجاء ذلك في كلمة لسعيد خلال اجتماع لمجلس الأمن القومي بقصر قرطاج، خصّص للبحث مسألة الهجرة غير النظامية، بثتها صفحة الرئاسة التونسية في فيسبوك.

وقال سعيد: “نحن أفارقة ونعتز بانتمائنا الإفريقي، نجير من يلجأ إلينا، ولكن نرفض أن نكون أرض عبور أو توطين”.

وتابع: “ما قدمته تونس بالرغم من كل الصعوبات التي تعيشها، أفضل وأرقى من أن يجده هؤلاء المهجرون في عديد المناطق الأخرى”.

ونبّه سعيد إلى أن “الاتجار بالبشر أصبح من أكبر الأسواق العالمية للشبكات الإجرامية” التي “تتاجر بهؤلاء المهجرين وبالبشر وبأعضاء البشر باعتبارها تستهدف الربح وتستهدف أيضا وجود الدول والأوطان”.

وذكر أن “أموالاً طائلة وصادمة وصلت إلى تونس تمثل دليلا على أن هؤلاء المتاجرين بالبشر وبأعضائهم يستهدفون الوطن”.

وبحسب بيانات نشرت في مقطع الفيديو نفسه على صفحة الرئاسة، “بلغت قيمة التحويلات المالية التي انتفع بها أجانب من جنسيات إفريقية في مدينة صفاقس (جنوب) لوحدها بين شهري يناير وحزيران من السنة الحالية، 23 مليون دينار تونسي (7.5 مليون دولار) ”

ووفق الرئيس التونسي، يمثل هذا المبلغ ثلث المبالغ التي تم تحويلها عبر مكاتب البريد دون احتساب التي تم إرسالها عبر البنوك.

تصريحات سعيد جاءت بعد إطلاق منظمتين تونسيتين، الجمعة، إحداهما حقوقية والثانية مدنية، دعوات إلى حماية وإيواء مهاجرين غير نظاميين من إفريقيا موجودين على الحدود مع ليبيا والجزائر، بعد طردهم من صفاقس.

جاء ذلك خلال لقاء صحفي في مقر نقابة الصحفيين وسط تونس العاصمة، بدعوة من المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية (حقوقي مستقل مختص بقضايا الهجرة)، وشاركت فيه الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات (مدنية مستقلة).

والثلاثاء، شرعت السلطات التونسية بنقل نحو 400 شخص من المهاجرين الأفارقة الموجودين على الحدود مع ليبيا، إلى مراكز إيواء داخل محافظتي مدنين وتطاوين الجنوبيتين.

وتأتي هذه الخطوة بعد اشتباكات بين عدة مهاجرين أفارقة ومواطنين بمحافظة صفاقس (جنوب)، ما أسفر عن مقتل شاب تونسي ودفع بعدد من المهاجرين إلى مغادرة المحافظة لولايات أخرى.

ووفق مصادر محلية عاش هؤلاء المهاجرون خلال الأسبوعين الأخيرين أوضاعا إنسانية صعبة على الحدود التونسية الليبية، فيما قامت جمعية “الهلال الأحمر” التونسي بتوفير الحاجات الضرورية لهم ونقل بعضهم إلى المستشفى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى