الشرق الاوسطرئيسيمقالات رأي

الأسرة المالكة في السعودية تغامر بتثبيت الأنظمة حولها خشية الثورة

تغامر الأسرة المالكة في السعودية باللعب خارج حدودها في الدول التي تشهد ثورات عربية ضد الأنظمة، في محاولة منها لتثبيت تلك الأنظمة؛ خشية التغيير وانقلاب الثورات إلى داخل حمى ملكها، بحسب صحيفة بريطانية.

وذكرت صحيفة “الغارديان” البريطانية في مقالة، أن تدخل السعودية في السودان ومحاولة السطو على ثورته مرتبطة بخوف العائلة المالكة من الإرادة الشعبية؛ لأنها تعد عدم الاستقرار حولها تهديدًا جديًّا لاستمرارها في الحكم.

ورأت الكاتبة نسرين مالك في المقالة، أن مصير العائلة المالكة في السعودية بات مرتبطًا بالاستقرار في المنطقة، وهو الأمر الذي دفعها لخوض مغامرات خارجية من نوع جديد، يتمثل في خوفها الشامل من تغيير الأنظمة، لذلك تحاول منع حصول ذلك.

وقالت الكاتبة إن السعودية استبدلت زيادة نفوذها باستخدام “القوة الناعمة” في أنحاء العالم بالتدخلات المباشرة.

وأضافت أنه بالرغم من أن العائلة السعودية الحاكمة تحتكر السلطة لنفسها وتُعدم معارضيها فإن خوفها من الثورة في السودان يؤكد من جديد أن هذه الأنظمة تعيش حالة رعب من الإرادة الشعبية؛ لأنها ببساطة تعني أنه لا يمكنك أن تعدم الشعب كله.

والسعودية والأنظمة المستبدة الأخرى عدّت إخفاقات الربيع العربي نعمةً لهاـ وفق الكاتبة، غير أن الثورة السودانية عبثت من جديد باستقرار تلك الأنظمة التي تسوّق لنظرية واحدة مفادها أن الجيش والأسرة الحاكمة هما الضمان الرئيس للاستقرار، وبغيابهم ودخول المدنيين للحكم يدخل الإرهابيون.

ومن هذا المنطق كان يتعين على السعودية منع وصول مدنيين إلى السلطة؛ بدعوى عدم الرغبة في نشر الفوضى والحفاظ على الاستقرار، وهو ما تقوم به حاليًّا في السودان، وبرضى ضمني من الولايات المتحدة، كما تقول الكاتبة.

وأردفت أنه كان واضحًا منذ البداية أن الرياض ليست لديها النية للسماح بثورة في السودان تحقق هدفها المتمثل في إزاحة الجيش نهائيًا وتثبيت حكومة مدنية.

ودعت الكاتبة المتظاهرين في السودان لمواجهة ما يُحاك لهم بحزم، ومواجهة الحكومة الانتقالية الحالية بقوة، والإصرار على مطلبهم بضرورة إنشاء حكومة مدنية.

ورأت أن العبء على الثورة السودانية بات أثقل، في ظل الدعم السعودي وحلفائه لحكومة العسكر، مضيفة “لكن في حال نجحت فإنها ستهز عروش جميع الحكام المستبدين في الشرق الأوسط”.

وكانت السعودية ترى السودان “دولة يمكن أن تزوّدها بالمقاتلين في حربها في اليمن” فقط.

وسلّطت الكاتبة الضوء على توسّل الرئيس السوداني المعزول عمر البشير حلفائه في المنطقة لدعمه بعد الثورة عليه، لكن السعودية لم تهتم لذلك.

ولفتت إلى أن السعودية والإمارات سارعتا لتقديم تعهدات للمجلس العسكري في السودان بعد سقوط البشير بـ3 مليارات دولار، إضافة لحملة غير مسبوقة ومقلقة للدعاية للعسكر من خلال وسائل إعلام سعودية أو متعاطفة معها.

محمد توفيق

كاتب سوري يهتم بالشأن السياسي و يتابع القضايا العربية على الساحة الأوروبية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى