رئيسيشؤون دولية

السعودية تحمي بنفطها قرارات ترامب بشأن العقوبات على إيران

تلبيةً للحاجات الناتجة عن العقوبات الأمريكية على إيران، زادت السعودية من إنتاجها للنفط لحماية قرارات واشنطن، وتعويض السوق من النفط الفاقد.

وقال وزير الطاقة الأمريكي ريك بيري لقناة “سي.إن.بي.سي” الثلاثاء: إن حلفاءنا، السعودية مثلاً، يزيدون إنتاجهم لتلبية تلك الحاجات الناتجة عن عقوبات إيران.

وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد قررت في 22 إبريل/ نيسان المنصرم، عدم تجديد إعفاءات متعلقة بشراء النفط الإيراني مطلع مايو/ أيار الجاري، كانت قد منحتها لثماني دول؛ لممارسة المزيد من الضغوط على إيران وإخراجها من سوق النفط العالمي.

ومقابل القرار الأمريكي، تعهدت السعودية والإمارات بتلبية الحاجة والمساهمة في استقرار الأسعار عالميًّا، بحسب بيان للبيت الأبيض.

وأضاف وزير الطاقة الأمريكي أن الرسالة إلى حلفاء الولايات المتحدة في أنحاء العالم هي عدم التعامل مع إيران.

ونهاية الشهر المنصرم، أكد وزير الطاقة السعودي خالد الفالح استعداد بلاده لتلبية طلب مستهلكي النفط من خلال تعويض نقص الإمدادات الإيرانية نتيجة العقوبات الأمريكية.

والأسبوع الماضي، ارتفعت أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها في ستة أشهر، متجاوزة 75 دولارًا للبرميل؛ لأسباب منها بواعث القلق بشأن تراجع الإمدادات الإيرانية، والعقوبات الأمريكية المفروضة على فنزويلا، بالإضافة إلى الصراع في ليبيا.

وتطوع السعودية في ضخ المزيد من النفط في السوق العالمية تزامن مع دعوات أطلقها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين طالب فيها الرياض بعدم زيادة إنتاجها النفطي لتعويض أي انخفاض محتمل في الصادرات الإيرانية بسبب العقوبات الأمريكية.

وقال بوتين في تصريحات صحفية في 27 إبريل: إن روسيا انضمت إلى اتفاق (أوبك+) لأنه كانت هناك حاجة لتنسيق السياسة الخاصة بالأسعار في السوق، مشيرًا إلى التزام بلاده ببنود الاتفاق وأنه لم يتلق أي مؤشرات من أعضاء المنظمة المصدرة للنفط بشأن تخفيض الإنتاج.

تحذيرات إيرانية

وقبل نحو أسبوعين، حذر الرئيس الإيراني حسن روحاني، السعودية والإمارات من مواجهة الشعب الإيراني، بإيقاف صادرات النفط الخاص ببلاده.

جاء ذلك على إثر إعلان واشنطن، قبلها بيومين، أن السعودية والإمارات تعهدتا بضمان عدم حدوث شح في السوق النفطية العالمية، بعد إنهاء الاستثناءات الأمريكية للحظر المفروض على صادرات النفط الإيراني.

وقال روحاني خلال اجتماع للحكومة: إن إيقاف صادرات النفط الإيراني أمر غير ممكن، وإن تعويض السعودية والإمارات حصة النفط الإيراني في السوق العالمية يعني مواجهة الشعب الإيراني.

وكان مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي تعهد بالرد على ما أسماه العداء لإيران، وبعدم السكوت على إيقاف الصادرات النفطية.

وأضاف روحاني مخاطبًا السعودية والإمارات: “يجب أن تعلما أن إيران القوة الأساس في المنطقة وأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ستنتهي فترته لكن إيران باقية”، مطالبًا إياهما باتخاذ قرارات لمصلحة شعوب المنطقة وسوق النفط.

وأكد أن المفاوضات مع بلاده لا تزال ممكنة ولم تصبح مستحيلة، “لكن البداية تكون بوقف الضغوط والتهديد”.

محمد توفيق

كاتب سوري يهتم بالشأن السياسي و يتابع القضايا العربية على الساحة الأوروبية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى