شئون أوروبيةمقالات رأي

دعوات لجيش أوروبي يملأ الفراغ الأميركي

برلين- شهدت المداخلات في مؤتمر ميونيخ للأمن بألمانيا دعوات لقيام أوروبا بلعب دور عسكري يملأ الفراغ الذي قد يتركه الانسحاب المحتمل للولايات المتحدة من مناطق مختلفة من العالم، فأكد المشاركون على تشكيل جيش أوروبي قوي.

واستهل رئيس مؤتمر ميونيخ فولفغانغ إيشينغر كلمته الافتتاحية للمؤتمر بدعوة الاتحاد الأوروبي إلى زيادة وزنه العسكري بالساحة العالمية، والاستعداد لـ”أخذ مكان الولايات المتحدة بعد انسحابها المتوقع قريبا تحت قيادة الرئيس دونالد ترمب كقوة عظمى من النظام العالمي”.

وشدد إيشينغر على أهمية الدور العسكري الأوروبي بموازاة ما اعتبره خطرا متزايدا لحدوث مواجهة عسكرية بين الولايات المتحدة وروسيا، وأشار إلى وصول هذا الخطر لمستوى غير مسبوق منذ سقوط الاتحاد السوفياتي السابق.

وأرجع رئيس المؤتمر الأمني الأوضاع العالمية الراهنة إلى أن “صورة الولايات المتحدة المعروفة منذ عقود كقوة عالمية لم يعد لها وجود”.

وفي كلمات مشابهة اعتبر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس شتولتنبرغ أن توحيد القوة العسكرية الأوروبية لن يقلل من قوة الحلف.

واعتبر شتولتنبرغ أن البرنامج النووي لكوريا الشمالية شديد الخطورة، وحذر الأوروبيين من أن “ميونيخ أقرب لبيونغ يانغ من واشنطن”، وأضاف أن كافة الدول الأعضاء في الناتو أصبحت بمجال استهداف الصواريخ النووية الكورية.

ونبه الأمين العام للناتو إلى خطورة تطوير روسيا رؤوسا نووية جديدة وتقويتها لدور الأسلحة النووية بإستراتيجيتها العسكرية.

من جانبها، رأت الحكومة الألمانية أن أوروبا أصبحت مطالبة بتحمل مسؤوليتها العسكرية بمواجهة الخلافات الحالية مع الولايات المتحدة بشأن سياستها الخارجية والدفاعية تحت قيادة رئيسها ترمب.

وفي جلسة ناقشت مستقبل الاتحاد الأوروبي قالت وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون ديرلاين إن بلادها أضحت مستعدة للقيام بدور عسكري أكبر عالميا، وأوضحت أن مشاركة ألمانيا في التحكيم بالأزمة الأوكرانية وفي الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية وبإعادة الاستقرار إلى مالي مثل مرحلة اختبار اجتازتها بلادها.

ودعت فون ديرلاين لتغيير آلية اتخاذ القرار بشأن السياسة الخارجية والمهام العسكرية داخل الاتحاد لتحويله إلى قوة ضاربة، وأوضحت أن اتخاذ القرارات حاليا بالإجماع بدلا من الأغلبية يحول دون تحرك أوروبي سريع لمواجهة الأزمات.

وذهبت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورنس بارلي لأبعد من هذا، وطالبت بتحويل أوروبا إلى “وحدة إستراتيجية” وجعل الاتحاد الأوروبي مستعدا وقادرا بمفرده على مواجهة أي خطر مستقبلي من جواره الجنوبي.

ومن أجل الاستقلال عسكريا عن الولايات المتحدة يكثف وزراء دفاع الاتحاد الأوروبي -باستثناء بريطانيا والدانمارك ومالطا- على الانتهاء من خطة لتحويل الاتحاد الأوروبي إلى اتحاد دفاعي.

وضمن هذه الخطة اتفقت برلين وباريس على عدة مشروعات تعاون مشتركة بمجالات التدريب والتسليح والمرافق لتمهيد الطريق لقيام جيش أوروبي موحد.

وأعلن السيناتور الجمهوري الأميركي البارز ليندساي غراهام أثناء مشاركته في جلسة مستقبل الاتحاد الأوروبي بمؤتمر ميونيخ تراجعه عن موقفه المعارض لتفعيل الاتحاد الأوروبي دوره العسكري، وقال غراهام إنه لم يعد يرى في قيام اتحاد عسكري أوروبي منافسة للولايات المتحدة.

وعكست كلمة روز غوتيمويلر نائبة الأمين العام للناتو تراجعا مماثلا لتحفظات الدوائر العسكرية الأميركية بقيادة الحلف الأطلسي عن الخطة العسكرية الأوروبية، واعتبرت روز أن اتحاد الأوروبيين عسكريا يصب بمصلحة الناتو.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى