رئيسيشؤون دوليةشئون أوروبيةمقالات رأي

عقب الإعلان الليبي عن قصفٍ عربيٍّ على طرابلس .. تحذير أممي من دعم حفتر

أعقب إعلان وزير الداخلية في حكومة الوفاق الليبية فتحي باشاغا، أن حكومته لديها أدلة بشأن مشاركة طائرات أجنبية في الهجوم على طرابلس ، تحذير مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة، الدول التي تميل إلى مواصلة دعم رجل شرق ليبيا خليفة حفتر.

وبدأ حفتر قائد قوات شرق ليبيا هجوما منذ ثلاثة أسابيع على العاصمة طرابلس حيث مقر الحكومة المعترف بها دوليا لكنه لم يفلح حتى الآن في اختراق دفاعات المدينة الجنوبية على الرغم من القتال الضاري.

ودمرت معركة طرابلس تقريبا الجهود التي تساندها الأمم المتحدة للتوصل إلى اتفاق سلام بين الفصائل المتنافسة وتهدد بإلحاق مزيد من الضرر بصناعة النفط في ليبيا عضو منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك).

وقال سلامة لإذاعة “فرانس إنتر”: إن حفتر ليس ديمقراطيا، ومعظم الليبيين لا يؤيدون برنامجه السياسي، لكن لديه مؤهلات ويريد توحيد البلاد، مشيرا بذلك إلى الرئيس الأمريكي في القرن التاسع عشر الذي قاد البلاد خلال الحرب الأهلية وحافظ عليها وألغى العبودية.

وأضاف سلامة ”لكن كيف سيفعل ذلك؟ فعندما نرى كيف يعمل يساورنا القلق من الأساليب التي يستخدمها لأنه لا يحكم بأسلوب لين وإنما بقبضة حديدية في المناطق التي يحكمها“.

وتواجه فرنسا والولايات المتحدة اتهامات في طرابلس بالتلاعب بطرفي الصراع منذ شن حفتر هجومه. ودعمت باريس حفتر في مساعيه السابقة لقتال الإسلاميين في ليبيا بينما تساند رسميا الحكومة التي تعترف بها الأمم المتحدة.

وانتقد محللون ودبلوماسيون فرنسا هذا الشهر بعد عرقلتها بيانا للاتحاد الأوروبي اعتبرته مناهضا لحفتر أكثر مما ينبغي. وجرى إقرار البيان في آخر الأمر بعد إدخال بعض الإضافات وإعادة صياغة النص لكن ظل على انتقاده لهجوم حفتر.

وقال سلامة في إشارة إلى مشروع قرار اعترضت عليه روسيا والولايات المتحدة الأسبوع الماضي ”أعاني من انقسام عميق للغاية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حال دون إقرار مشروع قرار بريطاني لوقف إطلاق النار“.

وأضاف ”إغواء (فكرة) الرجل القوي واسعة الانتشار. المشكلة هي أن الرجل القوي ربما ليس قويا مثلما يبدو وهذه هي المعضلة لمن يدعمونه“.

ويرى خصوم حفتر بليبيا أنه في طريقه ليكون حاكما مستبدا على غرار معمر القذافي الذي أطاحت به انتفاضه ساندها حلف شمال الأطلسي في 2011.

وكان وزير الداخلية الليبي باشاغا، قال أكد في مؤتمر صحفي في تونس، أن دقة القصف على طرابلس تدل على أن الطائرات تتبع لدولتين عربيتين، لم يسمهما.

وانتقد باشاغا فرنسا، مطالبها بالالتزام بالقيم الفرنسية وعدم التعامل مع اللواء المتقاعد خليفة حفتر، وذلك إثر ثبوت دعمها له.

وأضاف أن هناك صمتا وصفه بـ”المشين” من المجتمع الدولي بشأن القصف على طرابلس.

وفي السياق ذاته، كانت صحيفة “الغارديان” البريطانية قد كشفت النقاب عن أن طائرات إماراتية مُسيّرة (بدون طيار) شنت غارات على أهداف في العاصمة الليبية طرابلس ليلة الأحد قبل الماضي، دعمًا للواء خليفة حفتر في حربه ضد الحكومة المعترف بها دوليًّا.

 

وأفادت وسائل إعلام ليبية وعالمية بسماع عدة انفجارات في العاصمة جراء قصف طائرات مُسيّرة أهدافًا عديدة في العاصمة.

ولا تملك قوات خليفة حفتر الذي يقود قوات مناهضة للحكومة المعترف بها طائرات مُسيّرة سواء لأغراض الاستطلاع أو الهجوم.

ويتلقى حفتر دعمًا سياسيًّا وعسكريًّا وماديًّا من الإمارات ومصر والسعودية في حربه ضد الحكومة.

ونقلت الصحيفة البريطانية عن “رويترز” قولها: إن شهود عِيان أكدوا تعرض العاصمة طرابلس لقصف ليلي بواسطة طائرات بدون طيار.

وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لقصف على العاصمة شنته طائرات مجهولة.

وكشفت الصحيفة عن بناء الإمارات منشأة للطائرات المُسيّرة في قاعدة الخادم الجوية جنوبي طرابلس عام 2016.

واستبعدت الصحيفة البريطانية أن تكون طائرات حفتر هي من قصفت الأهداف داخل طرابلس كونها متهالكة.

محمد توفيق

كاتب سوري يهتم بالشأن السياسي و يتابع القضايا العربية على الساحة الأوروبية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى