رئيسيمصر

مصر وروسيا توقعان اتفاقا للطاقة النووية

القاهرة- وقعت مصر وروسيا في حضور الرئيسين عبد الفتاح السيسي وفلاديمير بوتين اليوم الاثنين في القاهرة اتفاقا لبدء تنفيذ مشروع محطة للطاقة النووية في مصر كما بحث الرئيسان التطورات في الشرق الأوسط عقب قرار واشنطن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وتشير زيارة بوتين إلى تنامي العلاقات بين روسيا ومصر ثاني أكبر متلق للمساعدات العسكرية الأمريكية بعد إسرائيل والشريك الاستراتيجي للولايات المتحدة في الشرق الأوسط.

وسيتوجه بوتين إلى تركيا بعد مصر التي وصل إليها قادما من سوريا حيث قام بزيارة قصيرة لقاعدة عسكرية روسية وأمر القوات الروسية في سوريا بالبدء في الانسحاب من الدولة العربية بعد حملة عسكرية استمرت عامين.

وبث التلفزيون المصري توقيع اتفاقية بدء العمل في مشروع محطة الضبعة للطاقة النووية خلال زيارة الرئيس الروسي بعد المباحثات مع السيسي.

وقال وزير النقل الروسي ماكسيم سوكولوف للصحفيين إن روسيا مستعدة لتوقيع بروتوكول مع مصر هذا الأسبوع لاستئناف رحلات الطيران المباشرة بين موسكو والقاهرة.

وذكر سوكولوف أنه قد يتم استئناف رحلات الطيران بين موسكو والقاهرة في أوائل فبراير شباط، على مسارات شركة مصر للطيران وشركة الطيران الروسية ايروفلوت.

وقال بوتين بعد مباحثاته مع الرئيس المصري إن روسيا مستعدة من حيث المبدأ لاستئناف حركة النقل الجوي المباشر للركاب مع مصر، مضيفا عبر مترجم أن من المنتظر توقيع اتفاق في المستقبل القريب.

وكانت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية قد نقلت قول المتحدث الرئاسي في القاهرة إن من المنتظر أن يناقش الرئيسان استئناف الرحلات الجوية الروسية إلى مصر في أقرب وقت.

وعلقت روسيا الرحلات الجوية المدنية إلى مصر في عام 2015 بعد أن فجر متشددون طائرة ركاب روسية بعبوة ناسفة بعد قليل من إقلاعها من مطار مدينة شرم الشيخ السياحية مما أسفر عن مقتل كل من كانوا على متنها وعددهم 224 شخصا.

وقالت شركة روس أتوم النووية الروسية المملوكة للدولة يوم الاثنين إن المحطة النووية التي ستبنيها في الضبعة بمصر ستضم أربعة مفاعلات وتتكلف 21 مليار دولار ويتوقع أن ينتهي العمل فيها في 2028 / 2029.

وكانت مصر وروسيا قد وقعتا اتفاقا أوليا لإنشاء المحطة في 2015 متضمنا أن تقدم روسيا قرضا لمصر يغطي التكاليف.

وتأتي الزيارة الروسية رفيعة المستوى لمصر بعد أن قررت الإدارة الأمريكية في أغسطس آب حرمان مصر من جانب من المساعدات قيمته 95.7 مليون دولار وتعليق تسليم 195 مليون دولار أخرى لعدم إحراز القاهرة أي تقدم في مجالي حقوق الإنسان والأعراف الديمقراطية.

وكانت روسيا قد بدأت في سبتمبر أيلول 2015 عملية عسكرية لدعم الرئيس السوري بشار الأسد وهناك مؤشرات على أن موسكو تصر على توسيع وجودها العسكري في المنطقة.

وفي نوفمبر تشرين الثاني نشرت الحكومة الروسية مسودة اتفاق بين روسيا ومصر يسمح للطائرات الحربية للبلدين بالاستخدام المتبادل للمجالين الجويين والقواعد الجوية فيهما.

وعلى نحو مطرد يعزز بوتين العلاقات مع مصر. وعندما زار مصر في 2015 كان أول رئيس لدولة كبرى يجتمع مع السيسي بعد إعلانه في منتصف 2013 عندما كان وزيرا للدفاع وقائدا للجيش عزل الرئيس السابق محمد مرسي.

ودفع ذلك واشنطن إلى علاقات غير دافئة مع مصر وعلقت الحكومة الأمريكية بعض المساعدات العسكرية لها.

ومنذ ذلك الوقت كثف الزعيمان المصري والروسي التعاون بين بلديهما وقاما بإحياء التحالف التاريخي بين مصر والاتحاد السوفيتي الذي كان قائما في السبعينيات. وكانت مصر قد تقاربت مع الولايات المتحدة عندما توسطت واشنطن في معاهدة السلام التي وقعتها مصر مع إسرائيل عام 1979.

وتهتم كل من مصر وروسيا كثيرا بليبيا حيث تدعمان القائد العسكري خليفة حفتر الذي أصبح أحد أبرز القادة الليبيين منذ سقوطها في صراع بين فصائل مسلحة بعد انتفاضة 2011.

وأقامت روسيا علاقات قوية مع حفتر الذي أجرى محادثات عدة مرات مع مسؤولين روس وزار موسكو.

وأيضا قال مسؤولون أمريكيون في مارس آذار إن روسيا نشرت قوات خاصة في مصر قرب الحدود مع ليبيا في قاعدة سيدي براني. وقالت مصادر مصرية إن الروس استخدموا قاعدة مصرية أخرى هذا العام. ونفت روسيا ومصر تلك المزاعم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى