رئيسيشؤون دولية

ألمانيا ترفض سحب القوات الدولية من أفغانستان وطالبان تهدد بمواصلة القتال

برلين – أعلنت ألمانيا رفضها سحب القوات الدولية من أفغانستان قبل إتمام مفاوضات السلام بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان، فيما هددت الحركة بأنها ستواصل القتال في حال لم تخرج القوات الأجنبية من البلاد.

وصرح وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إن أي عملية لسحب القوات الدولية من أفغانستان يجب أن ترتبط بمفاوضات السلام.

كما عبر الوزير الألماني عن تخوفه من أن يدفع التعثر في مفاوضات السلام حركة طالبان إلى البحث عن حل عسكري للصراع.

وقال ماس -خلال الندوة الرقمية “أوروبا 2021” لمجموعة صحف ألمانية- أنه يجب عدم المبالغة في التمسك بموعد نهاية أبريل/نيسان المقبل، وهو الموعد الذي حدده الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب لمغادرة جميع القوات الأجنبية أفغانستان.

وأكد الوزير الألماني على ضرورة التوصل إلى حل مشترك مع الولايات المتحدة لسحب القوات، مشيرا إلى أن الحكومة الأميركية الجديدة عرضت هذا الأمر.

في حين انتقد ماس سحب القوات الأحادي الجانب الذي بدأ فيه ترامب، قائلا إن “أمن الجنود الألمان مرهون أيضا بالقدرات العسكرية التي توفرها الولايات المتحدة في مهمة القوات الأجنبية في أفغانستان”.

كما أنه يشار إلى أن مهمة قوات “الدعم الحازم” التابعة لحلف شمال الأطلسي “ناتو” (NATO) لتدريب القوات الأفغانية كان يشارك فيها نحو 12 ألف جندي في صيف 2020، وتسهم ألمانيا بثاني أكبر قوة في هذه المهمة والتي يبلغ عددها 1200 جندي.

تهديدات طالبان

كما هددت حركة طالبان أول أمس الاثنين بأنها ستواصل القتال في حال لم تخرج القوات الأجنبية من أفغانستان بعد انتهاء المهلة المحددة في الاتفاق بين واشنطن والحركة في مايو/أيار المقبل.

ويأتي ذلك بعدما نقلت وسائل إعلام أميركية عن “مصادر مجهولة” أن القوات الدولية ستبقى في أفغانستان إلى ما بعد الموعد المحدد.

وصرح المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد في بيان إن “الحركة ستواصل الدفاع عن أفغانستان إذا بقيت القوات الأجنبية بعد الموعد النهائي في مايو، والذي تم تحديده على أساس اتفاق وقعته الحركة مع الولايات المتحدة العام الماضي”.

وأشارت الحركة في البيان أنه إذا تجاهل أحد اتفاق الدوحة وبحث عن أعذار لمواصلة الحرب وإطالة الاحتلال فإنه يمكن للأمة المجاهدة في أفغانستان أن تدافع بشجاعة عن القيم والأرض والوطن وحقوقها كما كانت من قبل وكما ثبت في التاريخ.

وبوساطة قطرية، انطلقت في 12 سبتمبر/أيلول الماضي مفاوضات سلام تاريخية في الدوحة بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان بدعم من الولايات المتحدة، لإنهاء 42 عاما من النزاعات المسلحة في أفغانستان.

وقبلها، قامت قطر بدور الوسيط في مفاوضات واشنطن وطالبان، والتي أسفرت عن توقيع اتفاق تاريخي في 29 فبراير/شباط الماضي لانسحاب أميركي تدريجي من أفغانستان وتبادل الأسرى.

حيث يمهد الاتفاق الطريق لانسحاب القوات الأميركية من أفغانستان تدريجيا في غضون 14 شهرا مقابل ضمانات من الحركة.

وتعاني أفغانستان حربا منذ عام 2001 حين أطاح تحالف عسكري دولي تقوده واشنطن بحكم حركة طالبان، لارتباطها آنذاك بتنظيم القاعدة الذي تبنى هجمات 11 سبتمبر/أيلول من العام نفسه في الولايات المتحدة.​​​​​​​

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى