رئيسيشؤون دولية

أميركا تعتبر أن إعادة إعمار العراق لا يشملها

واشنطن- استبق مسؤولون أميركيون وغربيون انعقاد مؤتمر إعادة إعمار العراق في الكويت الأسبوع القادم بالتأكيد على أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لا تعتزم المساهمة بأية أموال لهذا الغرض، وهو ما يعد -على ما يبدو- تنفيذا لمبدأ “إنهاء عهد بناء الدول”، الذي أعلنه ترمب قبيل توليه منصبه.

وقال مسؤول أميركي -رفض ذكر اسمه- “في ما يتعلق بالمساعدة المالية في المؤتمر الذي سيحضره وزير الخارجية ريكس تيلرسون لا نعتزم إعلان أي شيء”.

وأضاف أن واشنطن “ستشجع بدلا من ذلك استثمارات من القطاع الخاص، والاعتماد على دول الجوار الخليجية -خاصة السعودية- لضخ أموال هناك، في إطار نهج جديد متبع مع بغداد بهدف تقليل نفوذ إيران في العراق”.

من جانبها، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر ناورت ردا على سؤالها عما ستقوم به الحكومة الأميركية بشأن المساهمات في المؤتمر؛ “لست على علم بأي أمور سنعلنها”.

وأضافت “هناك نحو 2300 فرد من القطاع الخاص سينضمون ويتحدثون عن سبل يمكنهم بها المساعدة في تسهيل عملية إعادة الإعمار واسعة النطاق في العراق”.

واعتبر مسؤول أميركي -طلب عدم ذكر اسمه- أن “الاحتياجات الفورية اللازمة للاستقرار ضخمة والموارد الأميركية وحدها لا يمكن أن تفي بتلك الاحتياجات الحالية والملحة، ناهيك عن دعم عمليات إعادة الإعمار على المدى الطويل”.

وقال جيمس جيفري، وهو سفير سابق للولايات المتحدة في العراق، إن الولايات المتحدة ضخت بالفعل “مليارات الدولارات في العراق من أجل القتال ضد الدولة الإسلامية وتزويد القوات العراقية بالعتاد والمساعدات الإنسانية”.

لكنه أضاف أن “الولايات المتحدة فقط هي التي تستطيع تنظيم الجهود الدبلوماسية والعسكرية والسياسية وإعادة الإعمار في إطار إستراتيجية يتبعها المجتمع الدولي، وحقيقة أننا لن نسهم بأي أموال ستضعف موقفنا وهذا أمر مؤسف”.

وبسؤال مسؤول غربي -طلب عدم ذكر اسمه- عما إذا كانت واشنطن ستعلن أي مساهمات مالية في المؤتمر لتمويل مشروعات إعادة البناء طويلة الأمد؛ أجاب “لا شيء على الإطلاق”.

 وأحجم مظهر صالح، وهو المستشار الاقتصادي لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، عن تأكيد أو نفي امتناع الولايات المتحدة عن دفع المزيد من المساهمات.

 

قال إن الأمر “لا يتعلق بالمساعدات المالية المباشرة”، مشيرا إلى أنه يعتقد بأن السياسة الأميركية الحالية هي دعم استثمارات القطاع الخاص في العراق.

وكان العبادي أعلن احتياج العراق إلى نحو مئة مليار دولار لإصلاح البنية التحتية المتداعية والمدن التي تعرضت للدمار بسبب القتال ضد الدولة الإسلامية.

وترأس العبادي أمس اجتماع اللجنة العليا للاستثمار والإعمار، حيث تمت مناقشة السبل الكفيلة بتوفير بيئة صحيحة للاستثمار في العراق، وبحث مجموعة من المشاريع والفرص الاستثمارية المعروضة على اللجنة، كما تمت مراجعة التحضيرات والاستعدادات لمؤتمر إعمار العراق الذي سيعقد في الكويت.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى