شئون أوروبية

بداية انفراج في أزمة أرمينيا بعد أسابيع من الاحتجاجات

يريفان– أوروبا بالعربي

ارتسمت في ارمينيا ملامح تسوية هشة اعقبت ثلاثة اسابيع من التظاهرات بعدما اعلن المعارض نيكول باشينيان الاربعاء انه بات يحظى بدعم كل الاحزاب لانتخابه رئيسا للوزراء في الثامن من ايار/مايو.

وتنزهت نساء الخميس مع اطفالهن في ساحة الجمهورية بوسط يريفان بعدما كان هذا المكان يضيق مساء الاربعاء بمتظاهرين يصرون على المطالبة بتعيين باشينيان رئيسا للوزراء في الجمهورية السوفياتية السابقة في القوقاز.

وقال المحلل فيغين اغوبيان لفرانس برس “نتجه نحو تسوية للوضع، لكن الوضع في الايام العشرين الاخيرة تطور على نحو دينامي غير مسبوق بحيث لا تزال الشكوك ماثلة”.

ومنذ 13 نيسان/ابريل، نزل عشرات الالاف الى الشوارع تلبية لنداء النائب والمعارض باشينيان (42 عاما) في مواجهة الرئيس السابق سيرج سركيسيان الذي تولى رئاسة الوزراء لبضعة ايام فقط مدعوما من الحزب الجمهوري الحاكم.

والمفارقة ان السلطات لم تتعامل في البداية بجدية مع هذه التعبئة، لكنها افضت في 23 نيسان/ابريل الى استقالة سركيسيان.

وغداة احتفال الحشود بهذا الحدث، كرر باشينيان دعوته الى التظاهر “لتعزيز انتصار الشعب” مطالبا بان ينتخب رئيسا للوزراء من جانب البرلمان الذي يهيمن عليه الحزب الجمهوري.

وكان الرئيس السابق سيرج سركيسيان اجرى تعديلا دستوريا جعل رئيس الوزراء الحاكم الفعلي للبلاد على حساب منصب الرئيس الذي تحول فخريا.

لكن باشينيان فشل في الاول من ايار/مايو في نيل الغالبية في البرلمان لانتخابه رغم انه كان المرشح الوحيد، بعدما وقف الحزب الجمهوري الذي يتمتع بالغالبية المطلقة في وجهه.

والاربعاء، احدث باشينيان مفاجأة باعلانه انه حصل على دعم جميع اعضاء البرلمان لانتخابه على راس الحكومة، على ان يتم ذلك في الثامن من ايار/مايو. ودعا الارمن الى وقف التظاهرات.

وعلق سركيس ازاريان (36 عاما) المتخصص في المعلوماتية ان “الشعب راض، هناك تقدم، ولكن ثمة مخاوف من ان تعود الامور اسوأ مما كانت عليه”.

ولاحظ المحلل اغوبيان ان “هناك شكوكا، شكوكا كثيرة حول قرار الجمهوريين دعم (باشينيان) او على الاقل عدم الحؤول دون انتخابه رئيسا للحكومة”، مذكرا بانه “من وجهة نظر قانونية وشكلية، يتوقف كل شيء على تصويت الحزب الجمهوري”.

بدوره، قال المحلل ستيبان سفاريان “رغم ان كل الامور تبدو واضحة، لا يمكن ان نؤكد شيئا بثقة كاملة”.

واوردت كارين فارتانيان (63 عاما) التي تعمل مدرسة “لا يزال الاستقرار بعيد المنال (…) ورغم ان خطر المواجهات ضئيل لا يمكن ان نعلم ماذا يدور في اذهان الناس”.

وقال كريكور اروتيونيان (42 عاما) لفرانس برس “آمل ان تتم تسوية كل شيء في الثامن من ايار/مايو والا نشهد اي احتجاجات بعد اليوم. لكننا لا نثق البتة بالحزب الجمهوري”.

ونبه المحلل سفاريان الى انه في حال وفى الجمهوريون بوعدهم وتم انتخاب باشينيان، وجب عليه ان يقيم توازنا “بين الشعب وغالبية برلمانية لا ينتمي هو اليها”.

واضاف “لا وقت لديه لتلبية تطلعات الشعب وهذه التطلعات كبيرة جدا”.

والمأخذ الاكبر للارمن على السلطات انها لم تقم باي خطوة لمكافحة الفقر والفساد. وتابع سفاريان “يجب اقرار اصلاحات تكون جذرية جدا (…) واعلان الحرب على الفئة المستفيدة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى