رئيسيشئون أوروبية

الأورومتوسطي يعرب عن قلقه بعد إضراب مجموعة من طالبي اللجوء عن الطعام في بريطانيا

لندن – عبر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان عن قلقه إزاء إضراب مجموعة من طالبي اللجوء عن الطعام في بريطانيا احتجاجًا على نقص الإمدادات الغذائية وإطالة أمد إجراءات اللجوء، متهمًا الحكومة البريطانية بعدم الاكتراث بالصحة الجسدية والعقلية لطالبي اللجوء في البلاد.

وذكر المرصد الحقوقي الدولي ومقره جنيف في بيان صحفي اليوم الأربعاء، إنّ طالبي لجوء يقيمون في فندق بمدينة “ريدينغ” جنوبي البلاد يتلقوّن منذ مدة وجبات طعام بكميات قليلة جدًا، ومنخفضة الجودة وغير متنوعة وغير صحية، بالإضافة إلى أنّ السلطات المختصّة تتباطأ على نحو ملاحظ في معالجة طلبات لجوئهم، ما أجبر العديد منهم على البقاء في غرفهم لأكثر من ثمانية أشهر.

واطلع المرصد الأورومتوسطي على إفادة “صالح لاخضر” (24 عامًا)، وهو أحد طالبي اللجوء المقيمين في الفندق، إذ قال إنّه يعاني مع طالبي اللجوء الآخرين في الفندق من رداءة الطعام وكميته القليلة، ما ترتب عليه فقدان في الوزن ومشاكل في الكلى، أُدخل على أثرها العديد من طالبي اللجوء إلى المستشفى. وعلاوة على ذلك، تعلّق السلطات طلب لجوئه منذ أكثر من 13 شهرًا دون اتخاذ أي إجراء.

وكما الحال في مدينة “ريدينغ”، يشتكي عدد متزايد من طالبي اللجوء في مناطق بريطانية مختلفة من ظروف السكن السيئة وعدم كفاية الطعام المقدم، إذ قالت إحدى طالبات اللجوء -مقيمة في لندن- إنّ ابنتها الصغيرة فكّرت في الانتحار بسبب الطعام البائس، حيث أنّها “لم تأكل طعامًا صحيًا لأكثر من خمسة أشهر- لا خضروات ولا حليب طازج ولا جبن ولا بيض ولا سمك”.

كما شدّد المرصد الأورومتوسطي على أنّ القانون الدولي ضمن حق الإنسان في الغذاء الكافي، وكرسّه على نحو خاص في المادة 11 من العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، الذي وقعت عليه بريطانيا عام 1976، ونصّ على ” تقر الدول الأطراف في هذا العهد بحق كل شخص في مستوى معيشي كاف له ولأسرته، يوفر ما يفي بحاجتهم من الغذاء والكساء والمأوى، وبحقه في تحسين متواصل لظروفه المعيشية”.

وأشار الأورومتوسطي إلى التعليق العام رقم (12) للجنة الأممية المعنية بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، والذي نصّ على “توفر الغذاء بكمية ونوعية تكفيان لتلبية الاحتياجات التغذوية للأفراد، وخلو الغذاء من المواد الضارة وكونه مقبولًا في سياق ثقافي معين”، إضافة إلى “إمكانية الحصول على الغذاء بطرق تتسم بالاستدامة ولا تعطل التمتع بحقوق الإنسان الأخرى”.

وتحدثت الباحثة في شؤون الهجرة لدى المرصد الأورومتوسطي “ميشيلا بولييزي” إنّ الطعام هو المرآة التي تعكس حسن أو سوء الضيافة في مكان ما، وطالبو اللجوء يتذكّرون وضعهم البائس وتهميش السلطات لهم في كل وجبة طعام رديئة وغير صحية يحصلون عليها في مراكز الاستقبال. إنّ كل ما يطلبه هؤلاء الضعفاء ليس سوى بعض الاهتمام الجاد بعد أشهر طويلة من التجاهل والنسيان”.

كما دعا المرصد الأورومتوسطي الحكومة البريطانية إلى التأكّد من أنّ الطعام المقدم في مرافق الاستقبال يفي بالمعايير المطلوبة بموجب التعليق العام رقم (12) للجنة الأممية المعنية بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، لا سيما وجوب أن تتضمن الوجبات “خليطًا من المغذيات اللازمة للنمو الجسمي والنفسي، ولنماء وتطور النشاط البدني وتكون هذه المغذيات متمشية مع الاحتياجات الفيزيولوجية البشرية”؛ وضمان إيلاء اهتمام خاص بالتنوع والاستهلاك الغذائي المناسب للأطفال والشباب والأشخاص الذين يعانون من ظروف صحية والنساء الحوامل أو المرضعات.

وحث الأورومتوسطي السلطات البريطانية المعنية على احترام حق طالبي اللجوء في الحصول على جلسة استماع عادلة في غضون فترة زمنية معقولة، كما هو منصوص في المادة 6 من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان، وعدم إطالة مدة إجراءات اللجوء على النحو الذي يترك طالبي اللجوء في حالة من عدم اليقين لفترات طويلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى