رئيسيسورياشئون أوروبيةمقالات رأي

صحيفة أمريكية تكشف بالوثائق فظائع التعذيب والوفاة في سجون النظام السوري

كشفت صحيفة أمريكية، بالوثائق، عن الفظائع التي يرتكبها النظام السوري ضد آلاف المعتقلين في سجونه، عدا عن آلاف حالات الوفاة إثر ذلك.

وقالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن النظام السوري يواصل ارتكاب الفظائع بحق آلاف المعتقلين في السجون، في إطار حملة النظام لقمع المعارضة وإسكاتها.

وهُربت مراسلات حكومية تُوثق عمليات الاعتقال والتعذيب والوفيات داخل سجون النظام السوري، إلى خارج سوريا وحصل عليها محققون تابعون لمفوضية العدالة والمحاسبة الدولية، بحسب ما ذكرت الصحيفة الأمريكية في تقرير مطول.

وتكشف الوثائق أن كبار المسؤولين الأمنيين كانوا على علم بالانتهاكات المرتكبة داخل سجون النظام السوري، وأنهم هم من أمر بقمع المدنيين والتعامل بقسوة مع محتجزين بعينهم.

وجاء في إحدى الوثائق شكوى المقيمين على سجون النظام السوري من تراكم الجثث داخل السجون وتآكلها مع زيادة عدد الوفيات.

وأظهرت الوثائق أن مسؤولي نظام الرئيس بشار الأسد حرصوا على حماية المتورطين في أعمال التعذيب من المقاضاة مستقبلًا، وأصدروا أوامر للضباط بالقيام بكل ما يلزم لضمان الحصانة القضائية لمسؤولي الأمن.

ومضت الصحيفة الأمريكية بالقول إن نجاح نظام الأسد في مواجهة خصومه كان وراءه سبب محوري هو ذلك النظام السري الممنهج من الاعتقالات التعسفية وسجون التعذيب، حيث شن النظام حربا بلا رحمة على المدنيين، ملقيا مئات الآلاف في حصون شديدة القذارة ليُعَذبوا ويُقتلوا فيها.

ومع تسجيل أكثر من 6 آلاف حالة اعتقال تعسفي جديدة العام الماضي بزيادة الربع عن العام السابق له، أشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن ما يزيد على 128 ألف سوري دخلوا تلك السجون ولم يغادروها أبدًا، ويُعتقد أنهم إما قتلوا أو ما زالوا في الأسر.

وأردفت الصحيفة أن 14 ألفًا تقريبا قُتلوا تحت التعذيب في ظروف بالغة القسوة وصفتها تحقيقات الأمم المتحدة بالإبادة.

ونقلت الصحيفة معاناة طالب المحاماة الشاب السوري محمد غباش الذي أمضى 19 شهرًا في المعتقلات السورية لمجرد تنظيمه مظاهرة سلمية ضد النظام.

وتحدث غباش عن صنوف التعذيب التي تعرض لها إلى جانب مئات المعتقلين وكيف أُجبر على الاعتراف بجرائم لم يرتكبها وكان عليه تخيلها.

صراخ وأنين وتعذيب

وكانت المعتقلة السورية السابقة سمر الخالد قد قالت إن “أصوات صراخ الأطفال جراء التعذيب في سجون الأسد ليلا كانت تمنعهم من النوم”.

وأفادت الخالد، التي كانت صاحبة معهد لتعليم القرآن الكريم، بأنها اُعتقلت عام 2014 في دمشق، على يد فريق أمني كان بانتظارها في الطريق إلى منزلها.

وأضافت أن الشخص الذي اعتقلها كان يرتدي لباسا مدنيا، وأنه هددها قائلا “امشي دون أن تقومي بأي حركة خاطئة، وإذا حاولتِ الهرب سأقتلك، عائلتك وأطفالك معتقلون لدينا، ولم يبق أحد في الخارج سواكِ”.

وأردفت أنهم أخذوها إلى السجن على الفور، حيث بدأت سماع أصوات الصراخ والأنين والتعذيب، خاصة أصوات الأطفال الصغار.

وتابعت “بدأت أسأل نفسي: أين أنا؟ لقد كان المكان باردا جدا، ثم نقلوني إلى زنزانة أخرى، انتابي الخوف هناك كثيرا، وكنت أتساءل دوما عن مصير أبنائي وعائلتي”.

وأضافت أنهم عذبوها بشحنات كهربائية، مطالبين إياها بالاعتراف بأنها عضو في مجموعة مسلحة، في حين أن “حالات زميلاتي في السجن كانت سيئة للغاية، إذ كانت الديدان تأكل جلودهن، لقد كانت الزنزانة مظلمة جدا، وكان النور ينبعث فقط عند فتح الباب، ثم نقلوني إلى زنزانة ضيقة جدا لدرجة أنه لا يمكن الجلوس فيها، ولقد جفت عظامي من الوقوف على قدمي”.

محمد توفيق

كاتب سوري يهتم بالشأن السياسي و يتابع القضايا العربية على الساحة الأوروبية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى