رئيسيشئون أوروبية

الرئيس الفرنسي يستجيب لبعض المطالب ويعلن الطوارئ الاقتصادية

أعلن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، في خطابه الليلة عن تعجيله بخفض ضرائب سابقة على أصحاب الدخل، وعن رفع طفيف للحد الأدنى للأجور، بعد موجة الاحتجاجات التي تصدّرتها حركة “السترات الصفراء” في عموم فرنسا.

ورفع ماكرون الذي واجه انتقادات حادة من المعارضة حالة الطوارئ الاقتصادية والاجتماعية في فرنسا، مؤكدة أهمية العودة للهدوء من الآن فصاعدا، مع اعترافه بشرعية بعض المطالب والغضب من أجلها.

وشدد ماكرون على أنه “رأينا جميعاً لعبة الانتهازيين”، وأن ” أي غضب لا يبرر مهاجمة دركيّ”.

وأضاف بأنه لا يمكنه أن ينسى الاحتجاج، الذي كان في البداية غضباً ضد ضريبة، ولكن هذا الغضب، كما يشعر به الرئيس، “أكثر عمقًا”. وأرجعه إلى “أربعين سنة من الضائقة”، وفي نوع من التقرب من الشعب، اعترف بــ”جرح بعض الفرنسيين”.

ثم بدأ ماكرون في استعراض إعلاناته الملموسة على مطالب السترات الصفراء. وكان الإعلان الأول هو رفع الحد الأدنى القانوني للأجور بمائة يورو، وهذا ابتداءً من سنة 2019. والقرار الثاني، وهو غير مُلزم، ويتمثل في مناشدة المشغِّلين، الذين تسمح لهم إمكاناتهم، منح مساعدة لعمالهم وموظفيهم.

كما أضاف أن الساعات الإضافية، لن تخضع للضرائب ولا للاقتطاعات الاجتماعية ابتداءً من سنة 2019.

ولكنّ الرئيس أصرّ على أنه ليس من الوارد إعادة فرض الضريبة على الدخل، لأن العودة إلى فرضها: “ستضعفنا في الوقت الذي نحن فيه منهمكون في خلق وظائف في كل القطاعات”. وتجدر الإشارة إلى أن إعادة فرض هذه الضريبة، التي تخلت عنها حكومته، كانت من مطالب السترات الصفراء الرئيسية.

كما كشف عن رغبته في سحب ضريبة “المساهمة الاجتماعية المعمَّمة”، بالنسبة للمتقاعدين الذين يحصلون على معاش تقاعدي أقل من 2000 يورو، شهريًا.

وإذا كان الرئيس ماكرون قد ناصَب العُمدات العداء، كما فعل مع النقابات، التي حاول تقزيمها فور توليه الرئاسة، من أجل تمرير سريع لإصلاحاته العنيفة، قبل أن يستعيد لقاءها ومشاورتها، اليوم، فقد أعاد الصلة بهؤلاء العمدات، معترفًا بأنهم “يحملون الجمهورية على الأرض”، معلناً رغبته في التوجه لملاقاة هؤلاء المنتخبين.

وفيما لقي الخطاب بعض الارتياح الشعبي، تمسكت المعارضة من اليمين واليسار بانتقاد سياسية ماكرون، وقال مسؤولون في حزب “الجمهوريون” المعارض، لا يتعلق الأمر سوى بقرارات كان ماكرون ينوي تطبيقها، لكن في نهاية ولايته، اضطرته الأحداث إلى التعجيل بها.

وكان أكثر المنتقدين للتصريحات الرئاسية رئيس حركة “فرنسا غير الخاضعة” جان لوك ميلانشون، الذي توعد بالجولة الخامسة من الحراك الاجتماعي، معتبرًا أن ماكرون يبدو وكأنه لا يتحدث عن هذا الزمن.

بدوره، رأى بونوا هامون، رئيس حركة “أجيال”، أن النضال الاجتماعي فرض على ماكرون هذه الإعلانات، ولكنه يراها غير كافية، خاصة وأن الرئيس ماكرون لم يتحدث عن مسؤولية الشركات الكبرى والملوّثة والبنوك، ولا كيفية دفعها للمساهمة في التضامن الوطني.

من جهتها عبر الكثير من ممثلي “السترات الصفراء”، عن خيبة أملهم من الخطاب الرئاسي، معتبرين أن أن الرئيس ماكرون لا يزال بعيداً عن فهم هموم الفرنسيين وتضحياتهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى