الشرق الاوسطشئون أوروبية

السعودية: سعادة وحماسة قبيل رفع الحظر عن قيادة المرأة للسيارة

الرياض- أوروبا بالعربي

جلست عزيزة خلف مقود مركبة مفتوحة ووضعت خوذة موصولة بجهاز إلكتروني يساعدها على محاكاة الواقع قبل أيام من رفع الحظر عن قيادة المرأة في السعودية، ثم ضغطت بحماسة على دواسة الوقود: 70 ميلا في الساعة، 80، 90…

ستسمح السلطات لعزيزة وآلاف النساء في المملكة المحافظة، بان تجلس خلف مقود سيارة حقيقية بدءا من يوم الاحد، لتنهي السعودية عقودا من الحظر جعلتها الدولة الوحيدة في العالم التي تحرم النساء من قيادة السيارة.

وقالت عزيزة الطالبة في علم النفس “سيكون يوما عظيما لنا”. وأضافت وهي تحاول التركيز على القيادة عبر الجهاز الاقتراضي، “لقد انتظرنا طويلا”.

سادت الغبطة في مركز “الرياض بارك” التجاري حيث نظمت ادارة المرور فاعلية لمساعدة النساء على الاستعداد نفسيا لرفع الحظر عن القيادة يوم الاحد.

وتدفق عشرات النساء للاستمتاع بقيادة سيارات السباق الصغيرة فوق المسارات المتشابكة، بينما فضّلت اخريات زيارة المواقع التي خصصت لإعطاء دروس عن إشارات المرور تحت إشراف مدربات منقبات.

وقدّم مدرب شرحا حول أهمية حزام الأمان وقام بربطه حول جسده داخل سيارة أمام أعين النساء.

ونظّمت الفاعلية ذاتها في مناطق اخرى في المملكة في الدمام وجدة وتبوك، في مؤشر على الاستعدادات التي تشهدها السعودية لساعة الصفر، ضمن حملة تغيير يقودها ولي العهد الشاب الأمير محمد بن سلمان الساعي الى ادخال اصلاحات اجتماعية واقتصادية على المملكة الغنية.

ومنذ صدور قرار السماح للمرأة بالقيادة العام الماضي، فتحت معاهد تعليم قيادة السيارات أبوابها امام النساء لتعليمهن قيادة السيارات والدراجات النارية أيضا، في مشهد بقي محظورا لعقود.

وسيؤدي القرار الذي كان ينظر اليه على انه أكثر الاجراءات قمعا للمرأة، الى تغيير كبير في الحياة اليومية للنساء اللواتي لن يعدن بحاجة الى سائقين ذكور للتنقل.

وقالت هاتون بن دخيل (21 عاما) طالبة الصيدلة “اينما نريد ان نذهب، مستشفيات او فنادق او مطاعم، نستطيع الان ان نقوم بذلك وحدنا. لم نعد بحاجة الى رجل”.

وأضافت “أيام انتظار السائق لساعات طويلة انتهت”.

ويمكن ان تحصل نحو ثلاثة ملايين امرأة في السعودية على رخصة قيادة بحلول 2020، بحسب خبراء.

إلا أن السماح للمرأة بالقيادة في مملكة باتت تتأرجح بين المطالبين بالحداثة والمحافظين، قد يتسبب بردة فعل سلبية من قبل المتشددين الذين دافعوا طويلا عن الحظر واعتبروا قيادة السيارة معصية.

وقالت امرأتان سعوديتان تملكان رخصة قيادة دولية انهما تفضلان الانتظار لبضعة اشهر لمراقبة سير الامور في بلدهم قبل ان تقدن السيارة.

وكانت الحكومة استبقت بدء تطبيق القرار بتجريم التحرش واعلنت عن غرامة بقيمة 300 الف ريال (نحو 80 ألف دولار) وعقوبة بالسجن تصل الى خمس سنوات بحق المتحرش.

وسمحت السلطات بفتح معاهد تعليم القيادة في المدن الكبرى، لكن العديد من النساء اشتكين من قلة أعداد المدربات والمبالغ الباهظة التي تطلبها هذه المعاهد.

وبدأت المملكة في حزيران/يونيو الحالي بإصدار رخص القيادة للنساء للمرة الاولى منذ عقود، وقامت النساء اللواتي يمتلكن رخصة قيادة دولية باستبدالها برخصة سعودية.

وفي محاولة لمنع النساء اللواتي لا يمتلكن رخصة بعد، من القيادة، أعلنت السلطات عن غرامة بقيمة 900 ريال (نحو 240 دولار) تفرض على المرأة التي يتم توقيفها وهي تقود من دون رخصة، بحسب وسائل اعلام سعودية.

وأعلنت السلطات هذا الاسبوع ان اول مجموعة من النساء اللواتي سيقمن بالتعامل مع الحوادث التي تشمل السائقات، بدأت التدريب على وظيفتها الجديدة، من دون ان تحدد موعدا لبدء ممارسة أعمالهن.

وعلى الرغم من الايجابية التي ترافق وضع قرار السماح للنساء بقيادة السيارات موضع التنفيذ، تراجع الى حد ما التفاؤل حول الاصلاحات بعد اعتقال نشطاء بارزين لطالما دعوا الى رفع حظر القيادة.

وأعلنت السعودية في أيار/مايو الماضي اعتقال 17 ناشطا وناشطة بارزين في مجال حقوق المرأة، واتهمتهم وسائل اعلام محلية بالخيانة والعمل على تقويض استقرار المملكة. وتم الافراج عن عدد منهم ثم اعتقل آخرون.

ومن بين المعتقلات ناشطات طالبن بإلغاء نظام “ولاية الرجل على المرأة” الذي يمنح الرجل فرصة التحكم بسفر وتعليم وعمل المرأة، علما ان السلطات أكدت ان الحصول على رخصة لقيادة السيارة لا يتطلب موافقة الرجل.

وقال نايف عبد الرحمن في “الرياض بارك” “أشجع زوجتي على القيادة”، معتبرا ان المرأة التي تستطيع تربية أطفال قادرة على قيادة سيارة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى