شؤون دوليةشئون أوروبية

المجلس العسكري في السودان: أحبطنا محاولات انقلاب وننتظر رد الوسيط حول المفاوضات

أكد المجلس العسكري في السودان الخميس، أنه أحبط أكثر من انقلاب عسكري تم التخطيط له، مشيراً أنه ينتظر الجمعة رد الوسيط الأثيوبي حول استئناف المفاوضات مع قوى الحرية والتغيير.

وذكر المتحدث باسم المجلس العسكري رئيس لجنته السياسية، الفريق شمس الدين كباشي إبراهيم، في مؤتمر صحفي بالعاصمة الخرطوم أن السلطات في الخرطوم “تتحفظ على مجموعتين من العسكريين كانوا يخططون لمحاولات انقلابية”، دون ذكر عددهم.

وتابع: “الظروف الحالية حفزت الكثير من العسكريين والمدنيين للتخطيط لإنقلابات ومن بين هذه المجموعات سياسيون ينتمون لقوى الحرية والتغيير يتفاوضون معنا ويخططون للإنقلابات في ذات الوقت”، فيما لم يتسن الحصول على تعقيب فوري من قوى التغيير حول الاتهامات.

وفي وقت سابق الخميس، كشف رئيس أركان القوات المسلحة الفريق أول ركن هاشم عبد المطلب أحمد بابكر، في بيان، عن إفشال مخطط انقلاب عسكري في مهده قبل تحوله لمحاولة انقلابية.

وأضاف بابكر، أنه “بمراجعة تاريخ الانقلابات العسكرية في السودان (..) كان وراءها قوى سياسية حاولت جر القوات المسلحة الى معسكراتها، سواء كان ذلك محسوبا لليسار أو اليمين”.

ووفق مصادر مطلعة فانه، تم توقيف 68 ضابطا يخضعون حاليا للتحقيق بشأن المحاولة الانقلابية.

وبخصوص المفاوضات مع قوى التغيير، كشف الناطق باسم المجلس، أن “المبعوث الإثيوبي أبلغنا برغبة قوى التغيير بالتفاوض في أديس أبابا”، مشددًا أن المجلس رفض نقل المفاوضات إلى خارج السودان.

وذكر في هذا الصدد، أن “نقطة الاختلاف مع قوى الحرية والتغيير، (تتمثل) حول نسب تشكيل مجلس السيادة بعد الاتفاق معهم على صلاحياته”.

وتابع: “أبلغنا الوسيط الإثيوبي بتوفر حد أدنى للتفاوض مع قوى الحرية والتغيير، وطلبنا منه أن يدعو للتفاوض خلال 24 ساعة (..) وننتظر رده الجمعة حول استئناف المفاوضات”.

بدوره، قال الفريق ياسر العطا عضو المجلس، خلال المؤتمر ذاته، إنه لمس في مفاوضات المجلس مع قوى إعلان الحرية والتغيير، “روحًا إقصائية” و”ديكتاتورية مدنية” و”رغبة في تفكيك المنظومة الأمنية”، على حد وصفه.

وتشترط قوى الحرية والتغيير المعارضة، للعودة إلى المفاوضات، أن يعترف المجلس بارتكابه جريمة فض اعتصام الخرطوم، في 3 يونيو/ حزيران الجاري، وتشكيل لجنة تحقيق دولية لبحث ملابسات فض الاعتصام.

وشدد بهذا الخصوص، على أن المجلس لن يقبل بلجنة تحقيق دولية في فض الاعتصام، موضحا أن “السودان يملك أجهزة مهنية”.

وفي هذا الصدد، قال الناطق باسم المجلس العسكري، خلال المؤتمر: “سنعلن السبت نتائج التحقيق بشأن حادثة فض الاعتصام”.

لكنه شدد في الوقت ذاته على أن المجلس “لن يسمح بالاعتصام مرة أخرى أمام مقرات القوات المسلحة”.

وعن إعادة خدمة الإنترنت، قال “إبراهيم”، إنها “تتعلق بجوانب أمنية، ووسائل التواصل الاجتماعي صارت تمثل تهديدا للأمن القومي”، مشددا أن “المجلس الانتقالي لن يسمح لأي جهة أن تطالب بعودته (الإنترنت)”.

وفي الثالث من يونيو/حزيران الجاري، اقتحمت قوات أمنية ساحة الاعتصام وسط الخرطوم، وفضته بالقوة، دون إعلان “العسكري الانتقالي” المسؤولية عن الخطوة.

فيما أعلنت المعارضة آنذاك، مقتل 35 شخصا على الأقل، قبل أن تعلن لجنة أطباء السودان ارتفاع العدد إلى 118 قتيلًا.

واعتصم آلاف السودانيين، أمام مقر قيادة الجيش في العاصمة، منذ 6 أبريل/ نيسان الماضي، للمطالبة برحيل عمر البشير، ثم الضغط على المجلس العسكري لتسليم السلطة إلى المدنيين، في ظل مخاوف من التفاف الجيش على مطالب الحراك الشعبي، كما في حدث في دول عربية أخرى، بحسب محتجين.

وعزلت قيادة الجيش، في 11 أبريل/نيسان الماضي، عمر البشير من الرئاسة، بعد ثلاثين عاما في الحكم، تحت وطأة احتجاجات بدأت أواخر العام الماضي، تنديدا بتردي الأوضاع الاقتصادية. –

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى