رئيسيشؤون دولية

موسكو تعلّق مشاركتها في معاهدة الأسلحة النووية “ستارت 3” مع واشنطن

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في خطاب ألقاه اليوم الثلاثاء، تعليق المشاركة في معاهدة مع الولايات المتحدة تحدّ من الترسانات النووية الاستراتيجية للجانبين.

وتوجّه بوتين للمشرعين في مجلس الدوما قائلاً: “في هذا الصدد، أجد نفسي مضطراً للإعلان اليوم أن روسيا ستعلق مشاركتها في معاهدة الأسلحة الهجومية الاستراتيجية”.

وبموجب المعاهدة المعروفة باسم “نيوستارت” أو “ستارت 3″، استأنف الجانبان، الروسي والأميركي، التعاون في مجال ضبط الأسلحة النووية، وقد حققت تقدماً في العلاقات بين البلدين.

وكان الرئيسان السابقان، الأميركي باراك أوباما، والروسي ديمتري ميدفيديف، قد اتفقا على تخفيض الحدود القصوى للرؤوس الحربية الهجومية الاستراتيجية لكلا البلدين بنسبة 30%، والحدود القصوى لآليات الإطلاق بنسبة 50%، في اجتماع بمدينة براغ، عاصمة جمهورية التشيك، في إبريل/ نيسان 2010.

وجرى التوقيع على الاتفاقية رسمياً في الأسبوع الأول من فبراير/ شباط 2011، بعد أن صادق عليها الكونغرس الأميركي في ديسمبر/ كانون الأول 2010، ومجلس الدوما الروسي في يناير/كانون الثاني 2011، ودخلت حيز التنفيذ بمدى زمني يمتد 10 أعوام ينتهي في 5 فبراير/ شباط 2021.

وجاءت هذه المعاهدة الأخيرة بين موسكو وواشنطن لمراقبة الأسلحة النووية، على أثر معاهدة تخفيض الأسلحة الهجومية الاستراتيجية لعام 2002، التي انتهى العمل بها، مع دخول معاهدة ستارت الجديدة حيز التنفيذ.

ومن المقرر أن تنتهي معاهدة ستارت الجديدة في 5 فبراير/شباط المقبل؛ لكن الرئيس الأميركي جو بايدن اقترح تمديدها 5 سنوات أخرى، وهو ما رحبت به روسيا في حينه وحثّت عليه الأمم المتحدة.

وفي 3 فبراير/ شباط 2021، تبادلت موسكو وواشنطن ملاحظات حول استكمال الإجراءات الداخلية اللازمة لدخول الاتفاقية النووية حيز التنفيذ بشأن تمديد المعاهدة لمدة خمس سنوات.

ومع الحرب في أوكرانيا، طالب رؤساء ثلاث لجان في مجلس النواب بالكونغرس الأميركي، في يناير الماضي، إدارة الرئيس جو بايدن بتحديد ما إذا كانت روسيا ملتزمة بشروط معاهدة الحد من الأسلحة الهجومية الاستراتيجية “ستارت 3″، وما إذا كان “إلغاء روسيا أحادي الجانب” لاجتماع اللجنة الثنائية، أو “رفضها” استئناف عمليات التفتيش، أو أي قضية أخرى أدت إلى عدم امتثالها أو انتهاكها المادي للمعاهدة، وإذا كانت روسيا قد تجاوزت قيود “ستارت” منذ 2020.

وأشاروا إلى أن هذا الأمر يعتبر بمثابة تهديد للأمن القومي الأميركي، كما طالبوا بتحديد ما إذا كانت روسيا قد استخدمت الشروط الفنية أثناء تطبيق المعاهدة كذريعة لانتهاكها.

ومطلع الشهر الجاري، قالت روسيا إن الولايات المتحدة نسفت الأساس القانوني لمعاهدة “ستارت” الجديدة للحد من الأسلحة الموقعة بين البلدين، لكن الاتفاق يظل “مهماً للغاية” لروسيا، بغضّ النظر عن الموقف الحالي (الحرب في أوكرانيا).

كان ذلك رداً من المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، على اتهام أميركي لروسيا، بانتهاك المعاهدة، وهي الركيزة الرئيسية الأخيرة للحد من الأسلحة النووية في فترة ما بعد الحرب الباردة، من خلال رفض السماح بإجراء أنشطة التفتيش على أراضيها.

تمتلك روسيا أكبر مخزون من الأسلحة النووية في العالم، بما يقرب من 6000 رأس حربي، وفقاً للخبراء.

وتمتلك روسيا والولايات المتحدة معاً حوالي 90% من الرؤوس الحربية النووية في العالم، وهو ما يكفي لتدمير الكوكب مرات عدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى