رئيسيشؤون دولية

تحذيرات دولية من الألعاب النارية بليلة رأس السنة

عواصم- تتجه الأنظار إلى الدول التي تقيم احتفالات مُبهرة في يوم رأس السنة، لكن بعض الحكومات تشعر بالقلق من الآثار السلبية للألعاب النارية، وترى أن الحد من تأثيرها الضار على السكان أكثر أهمية من ساعات يقضيها عشرات الآلاف وهم يحتفلون في الساحات والشوارع وأبصارهم معلقة في السماء.

وستشهد احتفالات رأس السنة للعام المقبل مفارقتين، ففي الوقت الذي حذرت فيه ألمانيا من مخاطر الألعاب النارية حفاظاً على صحة مواطنيها، أعلنت دبي إلغاء عروض الألعاب النارية السنوية في سماء المدينة الخليجية، مستبدلة ذلك بألعاب الليزر كي تدخل بها موسوعة غينيس.

وأصدرت السلطات الألمانية تحذيراً شديد اللهجة، الأسبوع الجاري، حول التلوُّث الشديد خلال احتفالات العام الجديد القادمة، قائلة إنه خلال ساعات قليلة فحسب، من المُتوقَّع أن تنشر الألعاب النارية حوالي 5000 طن من الجسيمات الدقيقة الخطرة المسؤولة عن حوالي 400 ألف وفاة سنوية في الاتحاد الأوروبي، وذلك بحسب التقديرات الرسمية.

في ألمانيا وحدها، تصل نسبة تلوث ألعاب ليلة رأس السنة النارية إلى خُمس الجسيمات الدقيقة التي تطلقها البلاد في الشوارع (أغلبها بسبب السيارات)، وفق تقرير لصحيفة واشنطن بوست الأميركية.

وبالنسبة للسلطات الألمانية، فإنَّ مستويات التلوُّث قد أصبحت شديدة الخطورة إلى درجة أن الأطباء صاروا يوصون باستخدام أقنعة أكثر شيوعاً في الصين والدول الآسيوية الأخرى حيث يشيع التلوُّث.

وقالت الوكالة البيئية الألمانية في بيانٍ مكتوب: “إن استنشاق الجسيمات الدقيقة يعرّض صحة الناس للخطر، وتتراوح التداعيات من الإعاقات المؤقتة للجهاز الشعبي إلى زيادة الحاجة إلى العقاقير بين مرضى الربو وصولاً إلى الأمراض التنفسية والقلبية الوعائية الشديدة”.

واكتشف تقريرٌ حديث للوكالة وجود خطر شبه مُتطابق في الكثير من المدن الكبرى في البلاد ــ لا سيما في المراكز أو المناطق ذات المدن الكبيرة ــ وتشير نتائج التقرير إلى مدنٍ أوروبية وأميركية أخرى من المحتمل أنها تواجه تحديات مشابهة في ليلة رأس السنة أو يوم الرابع من يوليو/تموز (عيد الاستقلال الأميركي).

ويُظهِر رسمٌ بياني لنتائج الباحثين كيف تصاعدت معدلات التلوُّث بشكل سريع في منتصف ليلة رأس السنة عام 2012.

ومع ذلك، فاحتمالية حدوث مضاعفات صحية طويلة المدى من الألعاب النارية لليلة رأس السنة أمرٌ صعب التنبؤ به. وقال الباحثون: “تساعد الرياح القوية على النشر السريع للمُلوِّثات. لو لم تكن هناك رياح مع تحرُّك هوائي أفقي محدود، فإنَّ المُلوِّثات تبقى في الهواء لساعات عديدة”.

ومن ثم، تختلف معدلات التلوُّث بشدة بين الأعوام.

وفي دبي أعلنت مجموعة “إعمار” الإماراتية، الأربعاء الماضي، أن احتفالات رأس السنة في برج خليفة في دبي ستكون عبارة عن عروض ضوئية تنفذ على المبنى الأعلى في العالم عوضاً عن الألعاب النارية التقليدية.

وكشف أحمد ثاني المطروشي العضو المنتدب لمجموعة إعمار العقارية أن برج خليفة لن يضيء بالألعاب النارية في احتفالات رأس السنة، وإنما تم استبدالها بألعاب الليزر والموسيقى المصاحبة في خطوة جديدة للإبهار العالم.

وذكر المطروشي في مؤتمر صحفي خاص بالإعلان عن فعاليات احتفالات العام الجديد 2018 والاستعدادات الخاصة بها، أن إعمار بخطوتها الجديدة تستعد لدخول موسوعة جينيس للأرقام القياسية بعرض مذهل لألعاب الليزر.

وحظر عددٌ من المدن الغربية بالفعل الألعاب النارية ليلة رأس السنة في الأعوام الأخيرة، بما في ذلك نيويورك، غالباً بسبب التلوُّث ومخاوف السلم العام.

واتُّخِذَت احترازات مشابهة في مناطق بآسيا. ففي الصين، حيث اختُرِعَت الألعاب النارية، سيكون استخدام الألعاب النارية محظوراً وسط بكين العام الجاري. ويأتي الحظر الصيني بعد قرار للمحكمة العليا في الهند العام الجاري الذي حُظِرَ بموجبه بيع الألعاب النارية قبل احتفالات النور الهندية، ديوالي، في أكتوبر/تشرين الأول.

وجاء هذا الحكم الهندي في محاولةٍ لمنع تكرار السحابة السامة بعد احتفالات ديوالي عام 2016، التي أغرقت نيودلهي في كابوسٍ من تلوُّث الهواء. ونتيجة لذلك، اضطرت السلطات هناك إلى إغلاق مصانع الطاقة والمدارس الثانوية لمدة نصف أسبوع.

ومن غير المُحتَمَل أن تتكرَّر سيناريوهات مشابهة في المدن الأوروبية الكبرى، على الرغم من أن مستويات التلوُّث هناك تشبه مستويات التلوُّث في العواصم الآسيوية التي تأثرت بالسحابة السامة لعدة ساعات، على الأقل مرة في العام.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى