رئيسيشئون أوروبية

تشدد أوروبي في صد طالبي اللجوء خلال عام 2021

كان عام 2021 صعباً بالنسبة إلى طالبي اللجوء الباحثين عن حياة آمنة بعيداً عن واقعهم المأزوم كلّ في بلده في ظل تشدد أوروبي بالإضافة إلى استغلالهم من قبل المهرّبين، ما أدّى إلى غرق مئات من دون اكترث لأرواحهم.

وبدا العام 2021 أكثر تعبيراً عن تغير المزاج والسياسات في دول الاتحاد الأوروبي، التي انتهجت سياسة التشدد في وجه الساعين إلى اللجوء والهجرة. على الرغم من ذلك، واصل مهربون اتباع طرقات تهريب تستهتر تماماً بالأرواح.

ومنذ صيف العام الحالي، كانت الحدود البيلاروسية – البولندية شاهدة على معاناة الكثير من اللاجئين نتيجة استغلالهم بمشاركة حكومات. كما شهدت مياه البحر الأبيض المتوسط الكثير من القصص المأساوية.

وخلال النصف الثاني من ديسمبر/ كانون الأول الجاري، اختار كثيرون الهجرة السرية بدافع اليأس، علهم يصلون إلى أوروبا ويبدأون حياة جديدة. وعلى الرغم من الوعود بوصول “آمن”، كانت الخسائر في الأرواح كبيرة.

وفجر 25 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، عثر خفر السواحل اليوناني على 16 قتيلاً على متن قارب غرق في بحر إيجه قرب جزيرة باروس اليونانية.

وهؤلاء الضحايا انضموا إلى ضحايا آخرين انقلب بهم قارب صغير قبالة جزيرة فوليغاندروس اليونانية. وقبل ذلك، قتل 11 مهاجراً جنح قاربهم قبالة جزيرة أنتيكيثيرا.

وفي خلال أقل من أسبوع، بدءاً من 20 ديسمبر/ كانون الأول، غرق ما لا يقل عن 30 شخصاً في المياه الفاصلة بين تركيا واليونان.

ثلاثة حوادث حصدت أرواح العشرات في ظل استغلال المهربين لحاجة هؤلاء إلى الفرار واستخدام مراكب شراعية مسروقة بدلاً من تلك المطاطية لكسب المزيد من الأرباح.

وبات المهربون يسرقون قوارب أو يخوت صغيرة ويبتزون الساعين إلى “وصول آمن” ويطلبون ما لا يقل عن 8 آلاف يورو، بحسب منظمات عدة متخصصة في شؤون الهجرة.

وكشف خفر السواحل اليوناني عن سرقة قوارب منها شراعية فاخرة لا تتسع سوى إلى 10 أشخاص كحد أقصى، لكن يُكدس فيها أكثر من 100 مهاجر، بينهم نساء وأطفال، يرغبون في الوصول إلى إيطاليا.

وكان شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي قد شهد مأساة قرب جزيرة صقلية الإيطالية حين غرق نحو 100 مهاجر على متن مركب مسروق، غالبيتهم من أفغانستان، وقد أبحروا من مدينة إزمير التركية.

وصحيح أن العام 2021 شهد وصول أكثر من 116 ألفاً من طالبي اللجوء عبر البحر المتوسط حتى 19 ديسمبر/ كانون الأول بحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أكثر من نصفهم إلى إيطاليا وربعهم إلى إسبانيا، وأصبحت قبرص وجهة لقوارب التهريب من شواطئ شرق المتوسط، إلا أن المأساة ليست أقل من تلك التي شهدها هذا المسار عام 2015، الذي شهد وصول نحو مليون مهاجر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى