شئون أوروبية

دراسة ألمانية: الشبكات الاجتماعية تزيد من العنف تجاه اللاجئين

برلين- من يتابع المشاركات والتعليقات في الفيسبوك وتويتر حول موضوع اللاجئين في ألمانيا، يشعر حقاً بالصدمة. الكثيرون لا يتكلمون من منطلق الريبة، أو الخوف، وإنما الكراهية الإنسانية.

وفي هذه الدراسة يقدم باحثون من جامعة وارويك دليلاً على أن تصاعد نبرة الكراهية في حديث مستخدمي الشبكات الاجتماعية ضد اللاجئين ينذر بعواقب وخيمة.

تناول الباحثون الضجة التي يثيرها حزب البديل من أجل ألمانيا AfD على الفيسبوك وتويتر. وكذلك الاعتداءات المتكررة التي يتعرض لها اللاجئون في الحياة اليومية.

وقالوا: “لقد وجدنا أن جرائم الكراهية بحق اللاجئين، أكثر شيوعاً في المناطق التي يتداول فيها الناس رسائل ومنشورات الكراهية ضد اللاجئين بشكل أكبر”.

ويضيف الباحثون “تشير نتائجنا إلى أنه لو لم تكن هناك منشورات محرضة على اللاجئين على صفحة حزب AfD على الفيسبوك، على سبيل المثال، لقلّت الاعتداءات بحق اللاجئين بنسبة 13%”.

كذلك لاحظ الباحثون تأثيرات مماثلة في الولايات المتحدة الأميركية. فإذا كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب نفسه يهاجم الأقليات على تويتر، فمن الطبيعي أن تزداد وتيرة الهجمات والاعتداءات على هذه الأقليات.

ومن الصعب علمياً إثبات الصلة المباشرة بين انتشار رسائل الكراهية، ووقوع الهجمات على اللاجئين، وهذا أمر لا يتعلق بهذه الدراسة فحسب، ولكنها مشكلة عامة في العلوم الاجتماعية.

لذلك، يحاول الباحثون استبعاد الآثار القائمة على الاستنتاجات العشوائية، وإيجاد أدلة ذات علاقة فعلية بتزايد الاعتداءات.

يشير الباحثون في الدراسة أيضاً إلى أن بعض النتائج تؤكد أن العلاقة بين منشورات الإنترنت والاعتداءات أكثر من مجرد مصادفة:

في الأماكن التي كان الاتصال بشبكة الإنترنت فيها ضعيفاً لوحظ تراجع الاعتداءات. وبالفعل مع انقطاع الاتصال ليوم واحد، كانت تختفي آثار وسائل التواصل الاجتماعي تماماً، وتختفي معها الاعتداءات.

وقد قام الباحثون في دراستهم، بالاستعانة ببيانات 4466 بلدية ألمانية على مدى 111 أسبوعاً، بدءاً من يناير/كانون الثاني 2015.

يبدو أن حزب AfD نشط للغاية على شبكات التواصل الاجتماعي. لا يكاد يمر يوم إلا وينشر منشوراً بشعار مميز، وخلفية زرقاء، مفعم بالكراهية والعدوانية، والحقائق الكاذبة المكررة.

تؤكد الدراسة على مدى أهمية حذف رسائل ومنشورات الكراهية، والأخبار الكاذبة من قبل مسؤولي منصات التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك.

لأن مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعية، وبسبب طبيعة بعض المواقع مثل فيسبوك وتويتر، يجدون أنفسهم داخل فقاعة من الأخبار الكاذبة، والرسائل التحريضية، التي تعزز من الآراء والأحكام المسبقة الموجودة لديهم بالفعل.

ونفي أو تفنيد هذه الحجج لا يبدو ممكناً من الناحية الفنية. وحتى لو كانت هناك محاولات لذلك، فإنها نادراً ما تُحدث تغييراً في النفس.

وعلى خلفية الدراسة يعد قانون الشبكات الاجتماعية الجديد، الذي يجبر مقدمي الخدمة، مثل فيسبوك، على حذف المحتوى التحريضي في غضون 24 ساعة، أداة مؤثرة في مكافحة العنف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى