الشرق الاوسطرئيسيشئون أوروبية

لماذا أربك اتصال رئيس وزراء البحرين بأمير قطر دول الحصار وهدّد العلاقات؟!

بعودة سريعة للخبر، فقد تلقى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، اتصالًا هاتفيًّا من رئيس وزراء البحرين الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، لأول مرة منذ الأزمة الخليجية وفرض حصار شامل على قطر من دول الحصار .

وذكرت وكالة الأنباء القطرية (قنا) في تدوينة على “تويتر”، الإثنين الماضي 6 مايو/ أيار الجاري، أن رئيس وزراء البحرين هاتف أمير قطر وقدم له التهنئة بحلول شهر رمضان المبارك.

والاتصال هذا يعد الأول من دول الحصار مع قطر، منذ أزمة المقاطعة بين الدوحة ودول المقاطعة (مصر والسعودية والإمارات والبحرين)، التي بدأت منذ 5 يونيو/ حزيران 2017.

انتهى الحدث بذلك، إلا أن ارتداداته طفت على السطح، حينما شكك أمير البحرين بخطوة رئيس وزرائه وسارع إلى نفيها، بعد ضغط خليجي يتحكم في سياسيات المنامة الداخلية والخارجية، استطاعت قطر منذ زمن التفلّت منه ما استدعى حصارها ونبذها.

ومن الواضح أن ضغطا من قائدتي دول الحصار على قطر، السعودية والإمارات، أجبر العاهل البحريني حمد بن عيسى، وقبله وزير شؤون مجلس الوزراء محمد المطوع، لنفي اتصال أجراه رئيس وزرائها الشيخ خليفة بن سلمان، بأمير دولة قطر الشيخ تميم، لتهنئته بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.

صفعة قوية

ومع أنه في بروتوكول الدول يعد رؤساء الوزراء أقوى الممثلين الرسميين في المحافل الدولية، إلا أن اتصاله عُدّ صفعة قوية لدول الحصار وخاصة السعودية والإمارات اللتين بدأتا بشن حملة إعلامية قوية ضد رئيس الوزراء البحريني، وتحريض المنامة على مهاجمة الاتصال واعتباره “لا يمثل الموقف الرسمي للبلاد”.

وأعقب الضغوطات، تنصل البحرين بشكل مفاجئ من موقف رئيس وزرائها، ونشرت “وكالة أنباء البحرين” الرسمية تصريحًا لوزير شؤون مجلس الوزراء البحريني، قال فيه: إن ذلك “لا يمثل موقف بلاده”.

ولم تكتفِ المنامة بهذا الموقف، بل دخل العاهل البحريني على موجة التبرير، بقوله إن “الاتصال لا يمثل الموقف الرسمي للمنامة”، وهو ما يشير بما لا يدع مجالًا للشك أنه تعرض ضغوط كبيرة.

وإزاء ذلك، نقلت وسائل إعلام مختلفة الثلاثاء الماضي، عن مصدر دبلوماسي عربي، قوله: إن التصريح البحريني مستغرب، ويدلل على وجود خلافات داخل العائلة الحاكمة حول التعامل مع أزمة حصار قطر.

وأرجع الدبلوماسي العربي التبرير البحريني المستمر، إلى تعرض المنامة لضغوط سعودية إماراتية كبيرة دفعتها لإصدار التبرير، الذي يعد مسيئًا لأمير البحرين؛ لأنه يظهره كتابع لسياسات الرياض وأبو ظبي.

وكانت مصادر عربية وغربية  كشفت في تقارير سابقة وجود خلافات داخل العائلة الحاكمة في البحرين، خصوصًا بين العاهل البحريني ورئيس وزرائه وعمه خليفة بن سلمان آل خليفة.

محمد توفيق

كاتب سوري يهتم بالشأن السياسي و يتابع القضايا العربية على الساحة الأوروبية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى