الشرق الاوسطرئيسيشئون أوروبيةمقالات رأي

زيارة ابن سلمان للجزائر.. فتور رسمي وغضب شعبي

ألغت الرئاسة الجزائرية لقاء كان مقررًا اليوم الاثنين بين الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، في ختام زيارته إلى الجزائر، وأرجعت السبب لإصابة الرئيس بالانفلونزا!.

وقالت الرئاسة الجزائرية في بيان صحفي إنه تعذر على رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة استقبال ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، بسبب زكام حاد” (الإنفلونزا).

وكانت أجندة زيارة ولي العهد السعودي، التي وزعت على فريق الصحفيين المرافقين لبن سلمان، قد تضمنت لقاء بالرئيس بوتفليقة في ختام زيارته إلى الجزائر التي كان قد وصلها أمس الأحد.

وأجمعت الصحف والمعلقين في الجزائر على أن الرئاسة تحججت بدواعي صحة الرئيس لعدم استقبال ولي العهد السعودي، وعزا بعضهم السبب للحرج الناتج عن استقبال ابن سلمان في الوقت الذي تلاحقه فيه تهم ارتكاب جرائم حرب وقتل الصحفي جمال خاشقجي.

وكما محطاته السابقة في جولته الخارجية، قوبلت زيارة ابن سلمان في الجزائر برفض شعبي واسع، وعبرت شخصيات وأحزاب وهيئات مدنية عن رفضها هذه الزيارة، معتبرة أنها تهدف إلى تلميع صورة ولي العهد السعودي، المهزوزة.

وقبيل وصول ولي العهد السعودي إلى العاصمة الجزائرية، أقام عدد من الناشطين وقفة احتجاج في ساحة أول مايو وسط العاصمة رفضا للزيارة، رافعين صورا ولافتات غاضبة من استقبال بن سلمان، لكن الشرطة الجزائرية سارعت إلى اعتقالهم واقتيادهم إلى مخفر للأمن.

وأصدرت شخصيات جزائرية سياسية ودبلوماسية ومثقفين وكتاب وصحفييين وغيرهم بيانا صحفيا ظل مفتوحا للتوقيع عليه، بعنوان رفض زيارة ابن سلمان، لمسؤوليته في مقتل الصحافي جمال خاشقجي والحرب في اليمن، محملين الحكومة الجزائرية مسؤولية تشجيع ما وصفوها بـ”السياسات الرجعية” للرياض.

وأكد البيان أنه “بصفتنا مواطني ومثقفي بلد كان دوماً في مقدمة النضال ضد الظلم والظلامية، نرفع صوتنا عالياً، وبكل قوة، لنقول لا لهذه الزيارة غير المواتية وغير المبررة، سواء من الجانب السياسي أو حتى من الجانب الأخلاقي”.

ووصف البيان الصحفي مقتل خاشقجي بـ”الجريمة الفظيعة التي لن نجد لها مثيلاً في تاريخ البشرية المتحضرة، وبربرية وقاسية فوق الخيال على يد أتباع ولي العهد، ما يظهر وجهه الحقيقي الكاتم لأي إحساس إنساني، الذي يزيد به إرسال فرق الموت إلى اليمن من أجل قنبلة السكان العُزّل. وهو مثال آخر يؤشر على السيرة القاسية غير الإنسانية. سيرة لا يمكن لغير الرئيس الأميركي ترامب تحيته عليها كأمير مصلح”.

ويأتي ذلك، في ختام أسبوع عبرت فيه مختلف الاتجاهات في الجزائر عن رفضها لزيارة ابن سلمان، بينها حزب العمال اليساري، الذي وصف الزيارة بـ”النكتة السيئة والزيارة المستفزة”، وحركة “مجتمع السلم”، التي وصفتها بأنها تأتي “في توقيت غير مناسب”، وحركة “البناء”، التي اعتبرت إقدام الرياض على خفض أسعار النفط “يرقى إلى مستوى إعلان حرب ضد الجزائر”.

وكانت صحف جزائرية، مثل “ليبرتي” و”الوطن”، قد نشرت رسوما كاريكاتورية تعبر عن مواقف رافضة لزيارة بن سلمان، وتلمح إلى مسؤوليته في اغتيال خاشقجي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى