رئيسيمقالات رأي

ماذا بعد قمة ترامب وكيم بالنسبة للاعبين الرئيسيين؟

واشنطن- أوروبا بالعربي

في وقت وصف اللاعبون الرئيسيون اجتماع الرئيس الأميركي دونالد ترامب التاريخي مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ اون الذي ورث ديكتاتورية عائلية بأنه اختراق سيفضي إلى تغييرات كبيرة، يتساءل آخرون : ماذا بعد؟

وبعد عقود من العزلة على خلفية برنامجيه النووي والصاروخي، حظي نظام كيم الذي يواجه انتقادات تتعلق بحقوق الإنسان في بلاده وتهديداته المزعزعة للاستقرار بشن حرب، بترحيب حار من الرئيس الأميركي الذي أشاد باتفاق على “نزع السلاح النووي بشكل كامل” في شبه الجزيرة الكورية حتى في وقت أشار المنتقدون إلى قلة التفاصيل الواردة في الوثيقة.

وبعيدا عن التصريحات الرنانة التي صدرت خلال قمة سنغافورة، ترك اللقاء غير المسبوق الكثير من الاسئلة دون إجابات وبعض حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة أمام مستقبل غير واضح.

وفي ما يلي استعراض لمواقف اللاعبين الرئيسيين والاحتمالات التي أمامهم:

– الصين: مكاسب للرئيس شي –

يعد أي خفض في التوترات على حدودها محط ترحيب بالنسبة للصين، الحليف الأقرب لكوريا الشمالية، والتي تشكل نحو 90 بالمئة من تجارة بيونغ يانغ.

وكان إعلان ترامب المفاجئ بوقف التدريبات العسكرية مع سيول بمثابة مكافأة إضافية حيث أن بكين لطالما نظرت إلى هذه التدريبات في ساحتها الخلفية بعين الريبة.

وفي مكسب سياسي آخر للرئيس شي جينبينغ، شكل الإعلان فعليا قبولا ضمنيا لاقتراح “التجميد مقابل التجميد” الذي طرحته بكين في الماضي ونص على وقف التدريبات المشتركة التي تجريها واشنطن وسيول مقابل وقف بيونغ يانغ تجارب أسلحتها.

والتقى شي مرتين بكيم قبل قمة سنغافورة حيث يملك نفوذا قويا في الملف حتى أن الصين وضعت طائرة في تصرف كيم ليتمكن من الوصول إلى القمة على متنها.

وألمحت بكين فورا إلى أن الأمم المتحدة قد تدرس رفع العقوبات التي يعزو ترامب الفضل إليها بدفع كيم للتفاوض.

– دور أبرز لمون –

لعب رئيس كوريا الجنوبية مون جاي-ان دورا مهما في التوصل إلى عقد قمة سنغافورة حيث سارع إلى تلطيف الأجواء عندما كان الاجتماع على وشك ألا ينعقد مع عودة السجالات بين الطرفين.

وتعهدت سيول وبيونغ يانغ عقد اجتماعات دورية بشكل أكبر فيما يزيد اضفاء الشرعية على كيم في الساحة الدولية من احتمالات زيارة مون كوريا الشمالية.

ويرجح كذلك أن تتحرك الكوريتان مجددا للتوصل إلى إعلان انتهاء الحرب الكورية (1950-53) بعدما انتهى القتال بهدنة بدلا من معاهدة سلام.

لكن كما هو حال الجميع، فوجئ القادة العسكريون في كوريا الجنوبية بإعلان ترامب الأحادي الجانب عن انهاء التدريبات المشتركة، وهو ما قد يعزز موقف المحافظين الداعين لتطوير سيول أسلحتها النووية الخاصة بها.

– حذر ياباني –

أبدت اليابان قدرا أقل من الترحيب بشكل لافت حيث تواجه طوكيو تهديدا مباشرا من الصواريخ الكورية الشمالية وتعتمد على الولايات المتحدة للدفاع عنها.

وأثار إلغاء التدريبات العسكرية حفيظة طوكيو على ما يبدو حيث شدد وزير الدفاع الياباني إيتسونوري أونوديرا على أنها “ضرورية” بالنسبة للأمن الإقليمي.

وفي ما يتعلق بمسألة المواطنين اليابانيين الذين خطفتهم كوريا الشمالية قبل عقود، رحب رئيس الوزراء شينزو آبي بطرح ترامب القضية مع كيم لكن دون تقدم ملموس.

وذكرت تقارير أن المسؤولين في طوكيو يسعون إلى تنظيم قمة بين آبي وكيم لطرح القضية بشكل مباشر.

– طريق صعب أمام واشنطن وبيونغ يانغ –

نظرا لاتساع نطاق الإعلان النهائي الذي يقول مراقبون إنه لم يحقق إلا تقدما ضئيلا فعليا نحو نزع السلاح النووي، يواجه مسؤولون من الولايات المتحدة وكوريا الشمالية طريق مفاوضات صعبا وطويلا.

وقال ترامب إن مسؤولين رفيعين بينهم مستشار الأمن القومي جون بولتون “سيراجعون التفاصيل لانجاز هذه المواضيع” الأسبوع المقبل.

وبحسب وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية، وافق الزعيمان على دعوات لتبادل الزيارات وهو ما يعد بمزيد من القمم “التاريخية”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى