شئون أوروبية

سياسي ألماني عادى الإسلام حتى اعتنقه

برلين- فجر قيادي في حزب “بديل لألمانيا” اليميني الشعبوي مفاجأة باعتناقه الإسلام واستقالته من منصبه في ذلك الحزب الذي يقول في برنامجه الأساسي إن الدين الإسلامي لا ينتمي للبلاد، ويحذر من “أسلمة المجتمع” الألماني.

واستقال عضو مجلس رئاسة الحزب في ولاية براندنبورغ الواقعة شرقي ألمانيا أرتور فاغنر من رئاسة هذا الحزب المعادي للإسلام بعد اعتناقه الإسلام.

وأعلن المتحدث باسم الحزب اليميني دانيال فريزه للصحفيين في العاصمة برلين أمس الأربعاء هذا التحول قائلا إن حزبه مع الحرية الدينية، وإن “السيد فاغنر كان يمكنه اختيار أي دين آخر”.

أما أرتو فاغنر فرفض الخوض مسألة اعتناقه الإسلام، معتبرا أنها “مسألة شخصية”، مضيفا أنه كان في السابق عضوا في الحزب المسيحي الديمقراطي الذي تترأسه المستشارة أنجيلا ميركل، قبل انضمامه إلى “بديل لألمانيا” بعد تأسيسه، ونشاطه بعد ذلك في المجموعة المسيحية بصفوفه.

وقبل شهور من إسلامه انتقد فاغنر فتح الحدود الألمانية خلال أزمة اللجوء في خريف عام 2015، معتبرا أن ألمانيا تحولت إلى “دولة أخرى” باستقبالها أعدادا كبيرة من اللاجئين.

ولفت اعتناق فاغنر الإسلام واستقالته من “بديل لألمانيا” الأنظار على نطاق واسع بسبب المواقف العدائية المعروفة لهذا الحزب اليميني تجاه الإسلام.

وفي برنامجه الأساسي الذي أصدره في أبريل/نيسان 2016 اعتبر الحزب “الإسلام بانتشاره الواسع ومن خلال النمو المستمر بعدد المنتمين إليه يمثل خطرا كبيرا على الدولة والمجتمع والقيم والنظام العام في ألمانيا”.

وأثارت القناة الأولى شبه الرسمية في التلفزيون الألماني جدلا واسعا بعد كشفها عن ممارسة مرشح حزب “بديل لألمانيا” لرئاسة لجنة الميزانية بالبرلمان الألماني (البوندستاغ) بيتر بورينغر تحريضا ضد الإسلام.

ووافق نواب البرلمان الألماني الأربعاء الماضي بعد جدل شديد وطويل على إسناد لجنة المالية المهمة لحزب “بديل لألمانيا”.

وبعد إعلان الحزب اليميني أن قياديه بيتر بورينغر هو من سيتولى رئاسة هذه اللجنة كشفت قناة “أي آر دي” أن بوريغنر نشر العديد من رسائل البريد الإلكتروني المتضمنة تحريضا ضد الإسلام وتضامنا مع معادين للإسلام، وتوجيه أوصاف مشينة إلى المستشارة ميركل ووزير خارجيتها زيغمار غابرييل.

وتأسس “بديل لألمانيا” عام 2013 كحزب احتجاج اقتصادي مناهض لسياسة الحكومة تجاه أزمة اليورو، ومع فتح ألمانيا حدودها بمواجهة تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين في سبتمبر/أيلول 2015 ركز الحزب على رفض كافة سياسات حكومة أنجيلا ميركل بشأن اللجوء.

وعزز الحزب تقاربه مع حركة “وطنيون أوروبيون ضد أسلمة الغرب” (بيغيدا) والتيارات الأوروبية المعادية للإسلام، وتحول إلى تجمع لأنصار اليمين المتطرف ونظرية “المؤامرة”.

ونجح “بديل لألمانيا” في دخول البرلمانات المحلية في 13 ولاية من ولايات ألمانيا الـ16، وحاز على 13% من الأصوات والمرتبة الثالثة بانتخابات البوندستاغ الأخيرة.

واعتمد الحزب في الانتخابات الأخيرة استراتيجية انتخابية مزج فيها بين معارضة سياسة حكومة ميركل لإنقاذ اليورو ودول أوروبا المتعثرة بمعاداته للاجئين والإسلام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى