شؤون دوليةشئون أوروبية

في أسوأ تفش للكوليرا في العالم.. مخاطر تحيط بمحادثات توفير اللقاحات

لندن/جنيف- من المرجح لوباء الكوليرا الذي اجتاح اليمن، وهو أحد أشد الأوبئة التي تم رصدها على الإطلاق، الانتشار مجددا قرب مارس آذار وهو ما لا يترك أمام خبراء الصحة العالمية سوى بضعة أشهر لتوصيل اللقاحات إلى البلد الذي تمزقه الحرب في محاولة للحد من الموجة القادمة من الإصابات.

وتقول منظمة الصحة العالمية إن قرابة ثلاثة ملايين جرعة من لقاح الكوليرا التي يتم إعطاؤها عن طريق الفم متاحة حاليا في مخزون عالمي مخصص لمثل هذه الطوارئ.

ومن الممكن شحن هذا اللقاح إلى اليمن في الوقت المناسب لاستخدامه في حملة تطعيم وقائية قبيل موسم الأمطار حيث تزداد مخاطر انتشار الكوليرا عبر المياه الملوثة. وتقول منظمة الصحة العالمية إن مليون شخص أصيبوا حتى الآن بهذا الوباء.

غير أن خطة سابقة لتوصيل اللقاح إلى سكان اليمن أُجهضت في وقت سابق هذا العام بسبب الحرب الأهلية فيما أرجعته منظمة الصحة العالمية ومسؤولون يمنيون إلى معوقات لوجستية وفنية.

ونتيجة لذلك، فإن مسؤولي المنظمة غير متأكدين من إمكانية إنجاز خطة التطعيم المأمولة هذه المرة.

وقال جريجوري هارتل المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية في جنيف “جرت مناقشة الخطط من حيث المبدأ، لكن الكثير يتوقف على الوضع على الأرض”.

وقال عبد الحكيم الكحلاني المتحدث باسم وزارة الصحة اليمنية في صنعاء إن الوزارة قررت تأجيل التطعيم ضد الكوليرا إلى العام القادم. ولم يذكر مزيدا من التفاصيل.

ووباء الكوليرا الذي اجتاح اليمن من بين الأكبر والأسوأ على الإطلاق. ولقي أكثر من 2200 شخص حتفهم منذ أبريل نيسان بسبب الوباء الذي ينتشر عادة في أوقات الصراعات والكوارث حيث يستغل سوء أوضاع الصرف الصحي للانتقال من ضحية إلى أخرى.

وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في 21 ديسمبر كانون الأول إن عدد الحالات التي يشتبه بإصابتها بالكوليرا بلغ المليون. ويقف أيضا قرابة سبعة ملايين شخص على حافة المجاعة في اليمن الذي يشهد أيضا تفشيا حادا للدفتريا.

وقال دومينيك ليجرو خبير مكافحة الكوليرا في منظمة الصحة العالمية إن الهدف سيكون التحصين ضد المرض خطوة بخطوة في منطقة تلو الأخرى بدءا من مطلع العام 2018.

وأضاف “كان ينبغي أن نستخدم لقاحات (الكوليرا) في اليمن اليوم وعلى نطاق واسع”.

وتابع يقول “إذا تمكنا من الوصول إلى مليون شخص قبل موسم الأمطار القادم، فسوف يكون ذلك إنجازا مهما. لكن بالطبع في اليمن، مثل غيره من الأماكن ، يعود قرار المضي في ذلك من عدمه إلى الحكومة في نهاية المطاف”.

وقال ليجرو إن الإمدادات لن تمثل مشكلة. وعلاوة على وجود ثلاثة ملايين جرعة في المخزون العالمي يمكن الآن أيضا الحصول على مليوني جرعة إضافية شهريا من مصانع في الهند وكوريا الجنوبية.

ونظرا لأنه كثيرا ما يأتي الصراع والكوليرا معا، يقول متخصصون في الصحة العالمية إن الأوضاع السياسية ستحدد في نهاية الأمر ما إذا كان البرنامج سينفذ. وفي وقت سابق هذا العام أوشكت حملة تحصين ضد الكوليرا على الانطلاق لكنها لم تتم.

وفي يونيو حزيران طلب مكتب منظمة الصحة العالمية في اليمن 3.4 مليون جرعة لقاح ضد الكوليرا من مجموعة التنسيق الدولية المعنية بتوريد اللقاحات، والتي مقرها جنيف، وهي القائمة على نظام مخزون اللقاحات المخصص لتوريدها للدول التي تصيبها أوبئة.

ونظرا لتوفر نحو مليوني جرعة في ذلك الوقت قررت مجموعة التنسيق الدولية تخصيص نصفها لليمن.

لكن بعد ثلاثة أسابيع توقفت حملة التحصين اليمنية فجأة. ومع وصول النصف مليون جرعة الأولى إلى المطار في جيبوتي أعلنت منظمة الصحة العالمية بشكل غير متوقع في العاشر من يوليو تموز أن قرار التحصين قد ألغي.

وقال ليجرو إن القرار لم يكن من جانب منظمة الصحة العالمية. وأضاف “لقد كان قرار وزارة الصحة (اليمنية) في النهاية … عدم استخدام اللقاحات. هذا ما حدث. ولذلك اضطررنا إلى إعادة شحن اللقاحات إلى بلد آخر”.

وقال الكحلاني المتحدث باسم وزارة الصحة في صنعاء إن الخطط الخاصة باللقاحات وضعت متأخرا جدا وإن قرار عدم المضي في تنفيذها في يوليو تموز كان فنيا محضا.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى