الشرق الاوسطرئيسي

لاجئون سوريون يصارعون للبقاء على قيد الحياة في لبنان

يضاعف البرد القارس معاناة الأسر الضعيفة واللاجئين السوريين في لبنان ما جعلهم في حالة صراع من أجل البقاء على قيد الحياة.

والأثر المدمّر للأزمة الاقتصادية وجائحة كوفيد-19 جعل العائلات اللبنانية والسورية تكافح من أجل الدفء ودرء خطر الجوع في ظل تقلبات الطقس.

ويهدد هذا العام بمصاعب أسوأ بكثير بسبب الأزمة الاقتصادية في لبنان، التي أوقعت جميع اللاجئين في البلاد تقريبا في فقر مدقع.

وأدّى الانهيار الاقتصادي في لبنان إلى انهيار عملة البلاد وارتفاع أسعار المواد الغذائية والوقود والأساسيات الأخرى، بالإضافة إلى زيادة حالات كـوفيد-19 وانفجار مرفأ بيروت عام 2020.

تقول اللاجئة السورية في لبنان، ماجدة شحادة ابراهيم: “هذا العام، ومع نقص الوقود وارتفاع الأسعار، فإنني لا أقوى على شراء حتى الحطب. أنا قلقة بشأن كيفية الحفاظ على دفء أطفالي وشراء الطعام والملابس لهم. كل شيء باهظ الثمن.”

وقد تسببت الأزمة في معاناة واسعة النطاق في البلاد، حيث يعيش تسعة من بين كل 10 لاجئين سوريين الآن في فقر مدقع ونصف السكان اللاجئين يعانون من انعدام الأمن الغذائي.

ويلقي الوضع المتدهور بثقله على المجتمع اللبناني برمته ويجبر العائلات اللبنانية واللاجئة على حد سواء على اتخاذ خيارات لا تطاق.

بعد الفرار في عام 2014 بسبب الصراع السوري المستمر منذ عقد من الزمن، وبعد فقدان زوجها، انتقلت ماجدة وأطفالها إلى واحدة من العديد من المخيمات العشوائية المنتشرة عبر سهل البقاع، والذي يُعتبر القلب الزراعي للبنان.

وفي بعض الأحيان، تجد عملا يوميا منخفض الأجر في تفصيص الفاصولياء، أو تقشير الثوم، بينما تسرب ابناها، 15 و16 عاما، من المدرسة للعمل في المزارع القريبة.

تقول ماجدة: “قبل الأزمة في لبنان، كنا نتناول أفضل أنواع الطعام، كاللحوم والدجاج.. من الصعب أن يجد ابني الكبير عملا، لكن يجب أن يجد العمل ويجب أن يتأقلم مع الوضع الحالي.”

لكن على الرغم من التضحية بتعليمهم، فإن ارتفاع الأسعار يعني أن أرباحهم المتواضعة لا تكفي لتغطية الاحتياجات الأساسية للأسرة.

وتضيف قائلة: “لأنني امرأة وحدي، اخترت تعزيز قدراتي وأن أعرف أكثر عن حقوق المرأة وكيفية التعامل مع أبنائي، والعنف والمراهقين والزواج المبكر.”

أشارت ماجدة إلى أنه منذ أول هطول للأمطار، “نشعر وكأننا نعيش تحت السماء، رغم وجود السقف، لكن تسقط المياه علينا.. نامت بناتي العام الماضي على المياه. أنا كذلك، نمت على المياه. لا يوجد حل لأن الخيمة منخفضة جدا.”

وقد زادت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين من دعمها للأسر اللبنانية والأسر اللاجئة الضعيفة في جميع أنحاء البلاد، لكن الاحتياجات لا تزال تفوق المساعدات، وقد حوّلت الأزمة الوضع الصعب بالفعل إلى صراع يومي من أجل البقاء.

وعلى مدى الأشهر الماضية، قدمت المفوضية دعم إعادة تأهيل المأوى للأسر اللبنانية واللاجئة الأكثر ضعفا، بالإضافة إلى المصابيح الشمسية والأدوات المنزلية الأساسية والمواد للهياكل المقاومة للعوامل الجوية خلال فصل الشتاء.

وعلى مستوى البلديات، قدمت المفوضية شاحنات المياه والمولدات والألواح الشمسية ومضخات المياه في جميع أنحاء البلاد لضمان وصول المجتمعات المحلية بشكل أفضل إلى المياه والكهرباء.

تشعر ماجدة بالامتنان لتوفير ملاذ آمن لعائلتها وتأمل في أن يرى كل من اللبنانيين والسوريين في البلاد أياما أفضل. وتقول: “لا أنكر فضل لبنان، وأتمنى أن يصبح الحال أفضل، لأن حالهم كحالنا.”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى