الشرق الاوسطرئيسي

الأمم المتحدة: ليبيا تمر بمنعطف دقيق وهش

قالت وكيلة الأمين العام للشؤون السياسية وحفظ السلام أمام مجلس الأمن روزماري ديكارلو إن “ليبيا تمر بمنعطف دقيق وهش في طريقها نحو الوحدة والاستقرار”.

ودعت ديكارلو وفي إحاطتها داخل قاعة مجلس الأمن الدولي، المجتمع الدولي إلى أن يتحد في دعمه للانتخابات مسترشدا بتطلعات الشعب.

وصرحت أن الكثير من الليبيين “أخبرونا أن الطريق إلى الأمام نحو ليبيا مستقرة وموحدة هو من خلال صندوق الاقتراع وليس السلاح. يجب أن نقف معهم.”

واجتمع مجلس الأمن لبحث آخر المستجدات في ليبيا، التي كان من المفترض أن تشهد انتخابات في 24 كانون الأول/ديسمبر، لكنّها أرجئت لأسباب قالت المفوضية الوطنية العليا للانتخابات إنها تتعلق بأوجه القصور في الإطار القانوني للانتخابات والمخاوف السياسية والأمنية، وأيضا بسبب الأحكام القضائية بشأن الترشيحات، وأحالت الأمر إلى مجلس النوّاب.

وأشارت ديكارلو إلى أن الاستقطاب المتزايد بين الفاعلين السياسيين والخلافات حول الجوانب الرئيسية للعملية الانتخابية أدى في نهاية المطاف إلى تأجيل الانتخابات، على الرغم من المرحلة المتقدمة من الاستعدادات الفنية من قبل المفوضية الوطنية العليا للانتخابات.

وقالت: “من الواضح أن أصحاب المصلحة الليبيين لديهم وجهات نظر مختلفة فيما يتعلق بالمسار الذي يمكن أن يسير بالبلاد نحو انتخابات وطنية حرة ونزيهة وشاملة وذات مصداقية وانتقال سلمي.”

منذ وصولها إلى ليبيا في 12 كانون الأول/ديسمبر، أجرت مستشارة الأمين العام الخاصة، ستيفاني وليامز، مشاورات واسعة النطاق في طرابلس وبنغازي ومصراتة وسرت.

والتقت بأعضاء مجلس الرئاسة وحكومة الوحدة الوطنية والمفوضية الوطنية العليا للانتخابات، ومجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة ومجلس القضاء الأعلى والمرشحين للانتخابات الرئاسية والنيابية. كما تشاورت مع الجهات الفاعلة ذات الصلة السياسية والأمنية والمجتمع المدني من جميع أنحاء البلاد.

وقالت ديكارلو إن المستشارة الخاصة سلطت، في جميع اجتماعاتها، الضوء على الـليبيين البالغ عددهم 2.8 مليون شخص الذين سجّلوا أسماءهم للاقتراع.

ودعت جميع أصحاب المصلحة إلى احترام إرادة الشعب الليبي، كما شجعتهم على مواصلة التركيز على إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في أقرب وقت ممكن والالتزام بالجدول الزمني المتفق عليه في خارطة طريق منتدى الحوار السياسي الليبي، التي أقرّها مجلس الأمن.

وتابعت ديكارلو أمام مجلس الأمين الدولي: “شاهدنا تقارير عن مشاورات بين رئيس مجلس النواب ورئيس المجلس الأعلى للدولة وكذلك بين المرشحين الرئاسيين من غرب وشرق ليبيا.”

على المسار الأمني، كانت هناك اجتماعات بين مختلف الجماعات المسلحة. وقد التقى في سرت رئيس الأركان العامة للقوات العسكرية الغربية التابعة لحكومة الوحدة الوطنية والقائد العام بالنيابة للجيش الوطني الليبي، حيث انضم إليهما قادة الجيش ورؤساء الإدارات العسكرية من الجانبين.

وعلى المسار الاقتصادي، تم اتخاذ المزيد من الخطوات نحو إعادة توحيد مصرف ليبيا المركزي، بناء على توصيات المراجعة المالية المستقلة للبنك التي اكتملت في تموز/يوليو من العام الماضي.

وأكدت ديكارلو أن وقف إطلاق النار لا يزال صامدا. مع ذلك، أثّر عدم اليقين السياسي في الفترة التي سبقت الانتخابات بشكل سلبي على الوضع الأمني العام، بما في ذلك في طرابلس، “مما أدى إلى تحول التحالفات بين الجماعات المسلحة التابعة لبعض المرشحين الرئاسيين.”

وأضافت أنه كجزء من الجهود المبذولة لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، سافرت اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 إلى أنقرة وموسكو في كانون الأول/ديسمبر، لمناقشة تنفيذ خطة العمل لانسحاب القوات الأجنبية والمرتزقة مع السلطات التركية والروسية، بما في ذلك إنشاء آليات الاتصال وتبادل المعلومات.

وقالت ديكارلو: “تستند هذه الخطوات المرحب بها إلى آليات مماثلة تم إنشاؤها بالفعل مع تشاد والنيجر والسودان، والتي تمت مناقشتها مع الاتحاد الأفريقي.”

وفي الوقت نفسه، تم نشر المجموعة الثانية من المراقبين الدوليين من مكوّن مراقبة وقف إطلاق النار التابع لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا (أونسميل) في طرابلس في كانون الأول/ديسمبر، لتحل محل المجموعة الأولى التي تم نشرها في تشرين الأول/أكتوبر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى