شؤون دوليةشئون أوروبية

ماكماستر يمهد لمباحثات صعبة لتيلرسون بتركيا

أنقرة- أكدت تركيا والولايات المتحدة شراكتهما الإستراتيجية في اجتماع بين مستشار الأمن القومي هربرت ماكماستر والناطق باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن في إسطنبول.

واللقاء هو الأول بين مسؤولين في البلدين منذ انطلاق عملية غصن الزيتون التي ينفذها الجيش التركي بالتعاون مع الجيش السوري الحر في عفرين شمالي سوريا.

وذكرت مصادر أن ماكماستر وقالن بحثا في الاجتماع القضايا التي تؤثر بشكل سلبي في العلاقات الأميركية التركية في مسعى لاحتواء التوتر الناجم عن الدعم الأميركي لقوات سوريا الديمقراطية، كما أقر الطرفان بوجود مشاكل تواجه الشراكة التركية الأميركية.

وأفادت المصادر بأن قالن وماكماستر أكدا في الاجتماع أهمية العلاقات الإستراتيجية الثنائية، والمشاكل التي تواجهها شراكتهما الإستراتيجية. وتناول الاجتماع سبل تطوير المكافحة المشتركة للإرهاب بجميع أنواعه.

وأكد مصدر في الرئاسة التركية أنه “تأكدت خلال الاجتماع الشراكات الإستراتيجية بعيدة المدى بين تركيا والولايات المتحدة وجرى التعامل مع حساسيات وأولويات البلدين”.

وأضاف أن ماكماستر وقالن أجريا تقييما للتطورات الإقليمية والعوامل التي أضرت بالعلاقات بين الحلفاء وتطوير سبل مكافحة الإرهاب، لكن المصدر لم يدل بمزيد من التفاصيل.

وقال بيان للبيت الأبيض إن ماكماستر وقالن ناقشا الشراكة الإستراتيجية البعيدة المدى بين واشنطن وأنقرة، وتبادلا وجهات النظر بشأن العلاقة الثنائية بصفتهما حليفين منذ مدة طويلة وما تواجه هذه العلاقات من تحديات إستراتيجية.

ويأتي اجتماع الرجلين استباقا لزيارة أخرى بعد أيام لوزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون إلى تركيا لإجراء محادثات مع المسؤولين الأتراك، وهي محادثات قال عنها مصدر أميركي إنها ستكون صعبة. وأضاف المصدر نفسه أن الأتراك غاضبون من تعامل واشنطن مع مطالبهم، في إشارة إلى تعهد أميركي بوقف تمويل وتسليح وحدات حماية الشعب الكردية بسوريا.

وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إنه سيبلغ تيلرسون عندما يزور أنقرة بضرورة إصلاح البلدين الضرر الذي لحق بالثقة المتبادلة. ولوحت أنقرة بتوسيع عملية غصن الزيتون إلى مدينة منبج بريف حلب الشرقي، التي توجد فيها قاعدة أميركية، في حين حذرتها واشنطن من التحرك شرقا.

وفي سياق متصل، صرح المتحدث باسم الحكومة التركية بكر بوزداغ بأن زعيم جماعة الخدمة فتح الله غولن بالنسبة لتركيا هو مثل أسامة بن لادن بالنسبة لأميركا. وعبر بوزداغ في مؤتمر شبابي لحزب العدالة والتنمية الحاكم وسط البلاد عن أسفه “لإصرار الإدارة الأميركية على تجاهل حساسية الشعب التركي ودولته بهذا الشأن”.

وسبق أن طلبت أنقرة مرارا من واشنطن تسليمها غولن الذي تتهمه بأنه يقف وراء المحاولة الانقلابية الفاشلة بتركيا في صيف العام 2016، غير أن أميركا لم تستجب إلى الآن للطلب التركي.

يذكر أن التوتر في العلاقات بين تركيا وأميركا زاد بعد إعلان التحالف الدولي منتصف الشهر الماضي اعتزامه تشكيل قوة أمن حدودية تضم ثلاثين ألفا نصفهم من المسلحين الأكراد السوريين، ووصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هذه القوة بالجيش الإرهابي وهدد بوأدها في المهد، في حين تحدثت واشنطن لاحقا عن سوء فهم بخصوص تشكيل القوة، قائلة إنها قوة أمن داخلية لا حدودية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى