رئيسيشؤون دولية

مظاهرات حاشدة بدول عدة رفضا لقرار ترمب

دول- شارك عشرات الآلاف من الأشخاص في مظاهرات حاشدة في كل من الأردن والسودان ولبنان وتركيا وماليزيا والهند واليابان ودول أخرى احتجاجا على قرار ترمب نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس وإعلان الأخيرة عاصمة لإسرائيل.

ففي العاصمة الأردنية عمان، خرج أكثر من عشرة آلاف شخص في مظاهرة نظمتها جماعة الإخوان المسلمين الأردنية انطلقت من أمام المسجد الحسيني الكبير وسط المدينة.

ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها “القدس ستبقى عربية” و”القدس لنا” و”كلنا فداء للأقصى”، معبرين عن تضامنهم مع “انتفاضة القدس”.

وأحرق مشاركون علمي الولايات المتحدة وإسرائيل خلال المظاهرة، في وقت رفعت أعلام أردنية وفلسطينية إلى جانب صور للمسجد الأقصى.

وفي عمان أيضا، تجمع مئات آخرون قرب سفارة واشنطن مرددين شعارات منددة بقرار ترمب ومطالبين بإغلاق السفارة وطرد السفير، إضافة إلى إلغاء معاهدة السلام الموقعة مع إسرائيل عام 1994.

من جهة أخرى، شارك نحو ألف شخص في مظاهرة في مخيم البقعة للاجئين الفلسطينيين شمالي غربي عمان، بينما خرج المئات في مظاهرات مماثلة في كل من مخيم الوحدات في عمان الشرقية ومدن أردنية أخرى من بينها إربد والزرقاء والكرك والطفيلة ومعان.

ويشهد الأردن منذ أكثر من أسبوع مظاهرات ونشاطات احتجاجية متفاوتة بحجمها ووتيرتها تندد بقرار ترامب بشأن القدس. فقد شارك الجمعة الماضية أكثر من عشرين ألف شخص في مظاهرة انطلقت عقب صلاة الجمعة في عمان، وسط شعارات منددة بقرار ترمب.

وشارك أكثر من ألف شخص الأربعاء الماضي في مسيرة شموع نظمتها كنائس الأردن في عمان رفضا لقرار ترمب، ومؤكدين أن “القدس عربية”.

وفي لبنان نظم المئات من الفلسطينيين وقفة احتجاجية أمام مبنى الأمم المتحدة وسط العاصمة بيروت رفضا لقرار ترمب.

ورفع المتظاهرون لافتات كُتب عليها “القدس عربية” و”القدس لنا” و”القدس عاصمة فلسطين”، منددين بنقل السفارة وبالصمت العربي حيال القرار.

ودعا معظم خطباء مساجد العاصمة اللبنانية بيروت إلى “حماية القدس من الخطر الصهيوني”، ونددوا بـ”التقاعس العربي حيال قرار ترمب”.

أما في السودان، فقد نظم حزب الأمة، أكبر أحزاب المعارضة السودانية، مهرجانا بمدينة أم درمان لمناصرة القدس والحق الفلسطيني.

وقال المسؤول الإعلامي بالحزب محمد الأمين عبد النبي لوكالة الأناضول للأنباء إن المهرجان ينظم تحت شعار “القرار الأميركي جائر.. والقدس عاصمة فلسطين الأبدية”، وسيخطب فيه رئيس حزب الأمة الصادق المهدي وعدد من قادة القوى السياسية الأخرى.

وأضاف أن مسيرة كبيرة ستخرج من مسجد الإمام عبد الرحمن المهدي إلى دار حزب الأمة بشارع الموردة.

واستمرت المظاهرات في تركيا حيث تظاهر آلاف الأتراك بميدان جلال الدين الرومي المعروف بميدان “مولانا” في مدينة قونية وسط البلاد احتجاجا على قرار ترمب.

وردد المشاركون في المظاهرة، التي انطلقت بدعوة من عدد من مؤسسات المجتمع المدني في المحافظة، هتافات دعت الولايات المتحدة إلى التراجع عن القرار، في وقت خاطب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المظاهرة عبر الفيديو من إسطنبول قائلا إن “القدس ليست وحدها”.

ونظمت المعارضة الماليزية أمام السفارة الأميركية في كوالالمبور مظاهرة بمشاركة قادة مختلف أطياف المعارضة الماليزية بمن فيهم ذوو الأصول الصينية والهندية تنديدا بقرار ترمب نقل السفارة الأميركية.

واعتبر قادة تحالف المعارضة قرار ترمب عدوانا على الإنسانية والشرعية الدولية، ودعوا إلى تشديد المقاطعة لإسرائيل والشركات الأميركية المتعاونة معها.

ووصف رئيس الوزراء الأسبق محاضر محمد الولايات المتحدة بوسيط غير نزيه في عملية السلام في الشرق الأوسط، في حين وصف إسرائيل بأنها كيان إرهابي تجب محاربته، لافتا إلى أن الغضب من قرار ترمب سيؤدي إلى ما يسمى بالإرهاب.

وأضاف “ينبغي علينا أن نستخدم كل قوتنا لمعارضة هذا الشرير الذي يرأس الولايات المتحدة”، وحث كل الدول الإسلامية على قطع علاقاتها بإسرائيل.

ونقلت وسائل إعلام إعلانا عن تنظيم مظاهرة كبيرة الجمعة القادمة في بوتراجايا العاصمة الإدارية للبلاد احتجاجا على قرار ترمب.

وفي الهند، خرج متظاهرون في مدينة كلكوتا تضامنا مع القدس، ورفعوا شعارات منندة بقرار نقل السفارة الأميركية. كما تظاهر آخرون أمام السفارة الأميركية في طوكيو اليابانية رفضا لقرار ترمب.

في سياق قريب أكد قادة دول الاتحاد الأوروبي موقف الاتحاد الثابت من وضع القدس بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأسبوع الماضي الذي اعترف بالمدينة المقدسة عاصمة لإسرائيل.

وكتب رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك في حسابه على موقع تويتر خلال قمة الاتحاد في بروكسل أمس الخميس أن “قادة الاتحاد الأوروبي يكررون التزامهم الراسخ بحل الدولتين (إسرائيلية وفلسطينية)، وفي هذا الإطار فإن موقف الاتحاد الأوروبي حول القدس يبقى ثابتا”.

وجدد الاتحاد في بيان صادر عن قادة ورؤساء حكومات دول الاتحاد الانتقادات الموجهة لقرار ترمب الذي خالف سبعة عقود من السياسة الخارجية الأميركية تجاه هذا الملف الحساس، وطالبه بالابتعاد عن اتخاذ خطوات أحادية الجانب.

كما جدد البيان التزام الاتحاد الأوروبي بموقفه من أن الطريق الوحيد للسلام بالشرق الأوسط هو إقامة الدولتين، مع كون القدس عاصمة لهما ضمن حدود 1967.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تلقى رفضا صارما من مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني حين اقترح أن تحذو أوروبا حذو واشنطن بشأن القدس، وحذرت المسؤولة الأوروبية الأسبوع الماضي من أن قرار ترمب يمكن أن يعيد المنطقة إلى “أوقات أكثر ظلمة”.

يشار إلى أن الرئيس الأميركي ترمب أعلن في السادس من الشهر الجاري اعتراف بلاده رسميا بالقدس (بشقيها الشرقي والغربي) عاصمة لإسرائيل، وبدء نقل سفارة بلاده إلى المدينة المحتلة. وأثار قرار ترمب موجة غضب في العالمين العربي والاسلامي مع نزول مئات الآلاف إلى الشوارع للتنديد بالقرار والتضامن مع الفلسطينيين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى