الشرق الاوسطرئيسيمقالات رأي

أكثر من 2000 باكستاني يقبعون في سجون السعودية

الأمم المتحدة تبدي أسفها من مواصلة المملكة عقوبة الإعدام

يقبع أكثر من 2000 باكستاني في سجون السعودية ، في الوقت الذي تواجه فيه المملكة تقارير أممية تتهمها بانتهاك حقوق الإنسان، خاصة فيما يتعلق بالتمييز بحق النساء.

وحسب مصادر حقوقية، أعدمت المملكة عشرات الباكستانيين متهمةً إياهم بتهريب المخدرات.

وأبدت الأمم المتحدة أسفها لاستمرار العمل بعقوبة الإعدام والعدد المتزايد لأحكام الإعدام المنفذة في السعودية، ولم تخفِ قلقها من قانون 2014 حول مكافحة الإرهاب الذي يتضمن تحديدًا “فضفاضًا” لمفهوم الإرهاب، ويتيح “تجريم التعبير السلمي عن بعض الأفعال”.

الفقراء فريسة الفساد والقوانين

وفي الغالب ما يستغل مهربو المخدرات الفقراء والأميين من الباكستانيين ويوقعونهم في شِرْكهم؛ بدعوى تقديم حج أو عمرة لهم مجانًا، فيقومون بدس المخدرات والمواد المحظورة في حقائبهم، حيث يجري اعتقال الكثير منهم حين وصولهم أراضي المملكة وحينها لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم؛ لسبب عائق اللغة، ويبقون عالقين في سجون السعودية.

وعلى إثر ذلك، نظم أهالي المساجين الباكستانيين، الخميس الماضي، مظاهرة في نادي الصحفيين في كراتشي (أكبر مدن باكستان)؛ احتجاجًا على وضع أبنائهم في سجون المملكة، ومطالبةً بإطلاق سراحهم.

وعددت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، في تقرير نشرته نهاية أغسطس/ آب المنصرم، سلسلة عوامل تدعو إلى القلق، مثل قوانين تنطوي على تمييز بحق النساء والعنف الجنسي وممارسات تنطوي على تمييز بحق الأطفال والنساء وخاصة من الشيعة.

وعود دون تنفيذ

وعلى الرغم من أن ولي عهد السعودية محمد بن سلمان أعلن في فبراير/ شباط المنصرم، أن 2107 سجناء باكستانيين سيطلق سراحهم من السجون بناء على “طلب خاص” تقدم به رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، إلا أن ذلك لم يحدث.

لكن ما حدث أن بعد ساعات من إعلان ابن سلمان، وصلت مجموعة من السجناء الباكستانيين إسلام أباد على متن طائرة سعودية خاصة، رغم أن هؤلاء، حسب تقارير إعلامية، لم يكونوا ضمن العدد المذكور لأنهم أتموا بالفعل مدة محكوميتهم.

وقال السفير الباكستاني في السعودية رجا علي إيجاز، في تصريح أدلى به لمحطة “GNN” المحلية: إنه على اتصال مع السلطات السعودية بشأن قضية السجناء، موضحًا أنه “لم يتسلم حتى الآن أي قوائم بأسماء المساجين الباكستانيين المنتظر إطلاق سراحهم من السلطات السعودية”.

وبينما رفض المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية محمد فيصل الإدلاء بأي تصريح عن الموضوع رغم الأسئلة المتكررة، فعلت كذلك السفارة السعودية في إسلام أباد أيضًا.

علاقات اقتصادية

وترتكز العلاقات بين البلدين على العلاقات الاقتصادية بشكل أساسي، حيث يقوم المغتربون الباكستانيون في السعودية والخليج بتحويل مبالغ ضخمة إلى بلادهم.

وتستضيف المملكة وحدها 1.9 مليون مغترب باكستاني، يحولون سنويًّا ما يزيد عن 4.5 مليار دولار إلى بلادهم، حسب الأرقام الصادرة عن البنك الحكومي الباكستاني.

محمد توفيق

كاتب سوري يهتم بالشأن السياسي و يتابع القضايا العربية على الساحة الأوروبية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى