الرئاسة الفلسطينية: القدس مفتاح الحرب والسلام
رام الله/واشنطن-
قال الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة إن أي حل عادل يجب أن يضمن أن تكون القدس الشرقية عاصمة للدولة المستقلة، مؤكداً أن عدم التوصل إلى حل للقضية الفلسطينية سيبقي حالة التوتر والفوضى والعنف سائدة في المنطقة والعالم.
وأضاف أبو ردينة في تصريح له اليوم الجمعة، إن الشرعية الدولية وعلى رأسها قرار الاعتراف بدولة فلسطين في الجمعية العامة (29/11/2012) وعدم شرعية الاستيطان، هو الذي سيخلق المناخ المناسب لحل مشاكل المنطقة وإعادة التوازن في العلاقات العربية الأميركية.
وتابع “أن القدس الشرقية بمقدساتها هي البداية والنهاية لأي حل ولأي مشروع ينقذ المنطقة من الدمار”.
وأكد أبو ردينة، أن الرئيس محمود عباس لا زال ملتزماً بسلام عادل قائم على أساس حل الدولتين ووفق قرارات الشرعية الدولية والعربية والتي أساسها مبادرة السلام العربية.
وذكر أن المنطقة أمام خيارات صعبة وأزمات المنطقة أمام امتحان صعب وعلى شعوب المنطقة ودولها التمسك بالثوابت الوطنية والقومية أمام هذه التحديات الخطيرة والتي تمس جوهر الوجود العربي بأسره.
يأتي ذلك فيما يدرس الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل في خطوة تنهي سياسة أمريكية استمرت عقودًا وتهدد بزيادة التوترات في “الشرق الأوسط”، لكنه من المتوقع أن يؤجل تنفيذ وعده بنقل السفارة الأمريكية إلى هناك.
وبعد شهور من المداولات المكثفة في البيت الأبيض، من المرجح أن يصدر ترمب إعلانًا الأسبوع المقبل يسعى به إلى إحداث توازن بين المطالب السياسية في الداخل والضغوط المتعلقة بقضية تأتي في قلب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وهي وضع القدس.
وقال مسؤولون أمريكيون إن ترمب يدرس خطة يعلن بموجبها القدس عاصمة لـ”إسرائيل”، ليسلك بذلك نهجا مخالفا لما التزم به أسلافه الذين طالما أصروا على ضرورة تحديد هذه المسألة عبر مفاوضات التسوية.
وقد يغضب قرار ترمب هذا، الذي سيعلنه عبر بيان رئاسي أو كلمة، الفلسطينيين وكذلك العالم العربي ويقوض مسعى إدارته الوليد باستئناف محادثات التسوية الفلسطينية الإسرائيلية المتوقفة منذ وقت طويل.
وقد ترضي هذه الخطوة التيار اليميني الموالي لإسرائيل والذي ساعد ترمب على الفوز في انتخابات الرئاسة وكذلك الحكومة الإسرائيلية حليفة واشنطن الوثيقة.
ويرجح مسؤولون أن يسير ترمب على نهج أسلافه بتوقيع قرار يؤجل لمدة ستة أشهر تطبيق قانون يعود تاريخه إلى عام 1995 يقضي بنقل السفارة الأمريكية من “تل أبيب” إلى القدس.
وقال أحد المسؤولين إن من ضمن الخيارات الأخرى التي يدرسها ترمب أن يصدر تعليمات لمساعديه بتطوير خطة طويلة الأجل بشأن نقل السفارة، ليجعل نيته لتنفيذ ذلك واضحة.
غير أن مسؤولين أمريكيين طلبوا عدم ذكر أسمائهم حذروا من أن الخطة لم تكتمل بعد وأن ترمب قد يغير أجزاء منها.
وقالت “هيذر نويرت” المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية أمس الخميس “لم يُتخذ قرار بعد بشأن ذلك الأمر”.
ووعد ترمب، إبان حملته الانتخابية نحو البيت الأبيض، مرارًا بنقل سفارة بلاده من “تل أبيب” إلى القدس.
غير أنه وقع، في يونيو/حزيران الماضي، قرارًا بتأجيل البت في قضية نقل السفارة لمدة 6 أشهر أخرى.
ومنذ قرار الكونغرس الأمريكي الصادر عام 1995 حول نقل سفارة البلاد من تل أبيب إلى القدس، دأب الرؤساء الأمريكيون على توقيع قرارات بتأجيل نقل السفارة لمدة 6 أشهر.