بابا الفاتيكان يختتم جولته في آسيا بعد لقاء الروهينغا
روما- اختتم بابا الفاتيكان جولة آسيوية حساسة من ستة أيام السبت في بنغلادش حيث التقى بلاجئين من الروهينغا في مبادرة تكتسي معنى رمزياً كبيراً تجاه هذه الاقلية المسلمة الهاربة من العنف في بورما، التي شكلت محطته الاولى.
وغادرت طائرة البابا دكا بعد أن زار صباحا في العاصمة الى مستشفى تديره جمعية الأم تيريزا في ختام زيارته الى بنغلادش وبورما التي طغت عليها معاناة الروهينغا.
وعبر البابا الذي لطالما عبر عن دعمه لقضايا اللاجئين عن تعاطفه مع الروهينغا الذين يعانون منذ زمن واعتبرهم “اخوانه واخواته”.
لكن البابا المعروف بصراحته اضطر الى اعتماد دبلوماسية حذرة في أثناء زيارته التي استغرقت اربعة ايام الى بورما، وهي الأولى لحبر أعظم الى هذا البلد، متفاديا اي اشارة علنية مباشرة الى الروهينغا اثناء مناشدته القادة البوذيين تجاوز “الاحكام المسبقة والكراهية”.
في المقابل في بنغلادش تطرق البابا فرنسيس الى القضية مباشرة وأجرى لقاء وسط أجواء تأثر شديد في دكا مع مجموعة من لاجئي الروهينغا من مخيمات جنوب بنغلادش البائسة.
بين هؤلاء فتاة في الـ12 من العمر روت له كيف فقدت كل افراد عائلتها في هجوم للجيش البورمي قبل الفرار عبر الحدود.
وقال البابا إلى اللاجئين ان “مأساتكم قاسية جدا وكبيرة جدا لكن لها مكانة في قلوبنا”.
وتابع “أطلب منكم المغفرة نيابة عن هؤلاء الذين أساؤوا إليكم، خصوصا وسط لا مبالاة العالم”.
– “رسالة واضحة” –
انتظر الحبر الأعظم أن يكون في دكا ليلفظ اسم “الروهينغا”، المستخدم كثيرا في المجتمع الدولي والذي كرره في ساحة مار بطرس في روما، لكنه محظور في بورما. وكان رئيس اساقفة رانغون اوضح له ان التطرق الى “الروهينغا” قد يؤجج التوتر ويعرض المسيحيين للخطر.
وتكتسي تسمية “روهينغا” حساسية سياسية في هذا البلد الذي لا يحبذ الأجانب والمسلمين وتطلق غالبية سكانه على الروهينغا اسم “البنغاليين”، وتعتبرهم مهاجرين غير شرعيين جاؤوا من بنغلادش.
وواجه البابا انتقادات ناشطين حقوقيين ولاجئين لامتناعه عن طرح هذه القضية علنا.
ولم يزر البابا مخيمات اللاجئين حيث لم يعلم الا عدد صغير بأن احد كبار المسؤولين في العالم يدافع عن قضيتهم على بعد حوالى 500 كلم.
وعبر احد اللاجئين عن الامتنان لذكر البابا اخيرا اسم الروهينغا مقدرا ان يكون له اثر ايجابي كبير. وقال المدرس محمد زبير البالغ 29 عاما “انها المرة الاولى التي يستمع فيها احد كبار قادة العالم (…) هذا اللقاء سيوجه رسالة واضحة لقادة العالم”.
لكن المحللين بدوا اكثر حذرا. وقالت الباحثة في مجلس العلاقات الخارجية اليسا آيرز ان اعتراف البابا ساهم في التوعية حول العالم بشأن الازمة الانسانية، “لكنه مع الاسف لا يفعل الكثير للرد على التساؤلات الكبرى بشأن مستقبلهم”.
وتدفق أكثر من 620 الفا من الروهينغا في الاشهر الثلاثة الاخيرة الى جنوب بنغلادش، للإفلات مما تعتبره الامم المتحدة تطهيرا عرقيا ينفذه الجيش البورمي. وادلى هؤلاء بروايات متطابقة عن اعمال اغتصاب جماعية وقتل واحراق قرى نفذها جنود بورميون وعناصر ميليشيات بوذية.
ووقع البلدان في الشهر الفائت اتفاقا لإعادة اللاجئين الى قراهم لكن منظمات حقوقية عبرت عن المخاوف من خطط لايوائهم في مخيمات بعيدا عن مساكنهم السابقة التي دمر الكثير منها.
وعاد البابا الى روما السبت بعد احياء قداسين في الهواء الطلق في بورما وبنغلادش شاركت فيهما حشود كبرى، علما بان كلا منهما يعد أقلية مسيحية صغيرة.
صباحا استقبلت مئات الراهبات البنغلادشيات البابا في عيادة دار الام تيريزا بالرداء الابيض والازرق الذي عرفت به. وكان البابا فرنسيس أشاد سابقا بعمل الكاثوليكيين في بنغلادش حيث توفر مدارس وعيادات تديرها الكنيسة توفر الخدمات للطبقات شديدة الفقر.
وقبل الزيارة قال اناندا هيرا الذي يعاني من قصور كلوي ويجري غسيلا دوريا للكلى في العيادة لوكالة فرانس برس “انا واثق من انني سأشفى إذا لمس البابا رأسي وصلى لأجلي (…) فالله يستمع إلى صلواته”.