رفض فلسطيني ودولي لقرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل
رام الله –
أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس على استنكاره ورفضه لإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الأربعاء الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الإسرائيلي، معتبرا أنه إعلان انسحاب أمريكي من رعاية عملية السلام.
وقال عباس في كلمة تلفزيونية له إن خطوة ترمب “تمثل تقويضا متعمدا لجميع الجهود المبذولة من أجل تحقيق السلام” لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وأضاف أن “الإدارة الامريكية بهذا الإعلان اختارت أن تخالف جميع القرارات والاتفاقيات الدولية والثنائية وفضلت أن تتجاهل وأن تناقض الإجماع الدولي الذي عبرت عنه مواقف مختلف دول وزعماء العالم والمنظمات الإقليمية حول القدس”.
وفي السياق تسارعت ردود الفعل الدولية والعربية فور إعلان الرئيس الأميركي مساء الأربعاء قراره الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده إليها رغم تحذيرات من شتى أنحاء العالم من أن خطوته هذه ستعمق الخلاف بين إسرائيل والفلسطينيين، وستؤثر على الاستقرار والأمن بالمنطقة.
وأعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه البالغ بشأن قرار ترمب وتداعياته المحتملة على فرص السلام.
بدوره اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن قرار دونالد ترمب يهدد السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مؤكدا في تصريح له أن القدس هي أحد الملفات في مفاوضات الوضع النهائي.
وأكد غوتيريش أنه لا بديل عن حل الدولتين واعتبار القدس عاصمة لكل من إسرائيل وفلسطين.
وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن بلاده لا تؤيد قرار الرئيس ترمب، ووصفه بالأحادي، وقال للصحفيين في مؤتمر صحفي بالجزائر “هذا القرار مؤسف، وفرنسا لا تؤيده، ويتناقض مع القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة”.
وأكد ماكرون أن وضع القدس يحدده الإسرائيليون والفلسطينيون من خلال المفاوضات، داعيا في الوقت نفسه إلى الهدوء بالمنطقة.
وقال زعيم حزب العمال البريطاني جيرمي كوربن إن قرار ترمب متهور ويقضي على عملية السلام، وعلى الحكومة البريطانية إدانته.
من جهته قال وزير الشؤون الخارجية الكندي إن وضع القدس لا يمكن حله سوى “في إطار تسوية عامة للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي”.
كما أدان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل، وقال في تغريدة له على موقع تويتر “نشعر بقلق بالغ وندين التصريح غير المسؤول للإدارة الأميركية إزاء الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إلى القدس”.
واعتبر أوغلو القرار الأميركي انتهاكا صارخا للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
واستنكرت الخارجية المصرية القرار الأميركي بشأن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وأعلنت رفض أي آثار مترتبة عليه.
وفي السياق نفسه، دعا شيخ الأزهر أحمد الطيب إلى عقد مؤتمر عالمي حول القدس في يناير/كانون الثاني المقبل بمشاركة كبار العلماء في العالم الإسلامي ورجال الدين المسيحي والمؤسسات الإقليمية والدولية المعنية.
وقال الطيب في بيان له إنه يحذر من تداعيات خطيرة لإقدام الولايات المتحدة على الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إليها، معتبرا أن ذلك يشكل إجحافا وتنكرا لحق الفلسطينيين والعرب الثابت في مدينتهم المقدسة.
بدورها قالت وزارة الشؤون الخارجية الإيرانية إن طهران تندد بشدة بقرار الولايات المتحدة نقل سفارتها إلى القدس.
وأضافت أن القرار انتهاك للقرارات الدولية، محملة أميركا وإسرائيل مسؤولية أي تطرف أو عنف يسببه قرار ترمب، كما طالبت الخارجية الإيرانية المجتمع الدولي والدول الإسلامية بمنع تطبيق قرار ترمب بشأن القدس.
وسبق للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي أن قال في وقت سابق الأربعاء إن الولايات المتحدة تسعى إلى زعزعة استقرار المنطقة وإشعال حرب لحماية أمن إسرائيل.
من جهته قال الرئيس اللبناني ميشال عون إن قرار ترمب يهدد عملية السلام واستقرار المنطقة.