بالتفاصيل: مسئول إماراتي تآمر مع المخابرات الإسرائيلية ضد المقاومة الفلسطينية
أبو ظبي- كشف تقرير استقصائي خاص لمجلة “الشرق العربي” تفاصيل تآمر مسئول إماراتي مع المخابرات الإسرائيلية ضد فصائل المقاومة الفلسطينية.
وتطرق التقرير الذي يحتوي على معلومات حصرية حصلنا عليها من مصدر داخل أبو ظبي كيف تورط أحد أكثر الشخصيات قرباً من محمد بن زايد في التآمر ضد المقاومة الفلسطينية.
ولطالما ضجت منصات وسائل التواصل الاجتماعي بالمسئول الإماراتي حمد المزروعي وتغريداته التي أصبحت مصدر هام لوسائل الإعلام المحسوب والممولة من أبو ظبي.
ويعد حمد المزروعي أحد أهم الشخصيات المقربة من محمد بن زايد وهو الذي يمرر المعلومات التي ينقلها لها محمد بن زايد لأسباب كثيرة. لكن خلف ذلك الاسم اللامع في وسائل الإعلام يكمن مستنقع وحل العمالة والتآمر على أبناء الأمة الواحدة في فلسطين المحتلة وباقي الدول العربية.
من هو المزروعي
ومحمد خلف المزروعي هو مستشار الثقافة والتراث بديوان ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد آل نهيان وقد شغل سابقا منصب مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، كما شغل سابقاً رئيس مجلس إدارة شركة أبوظبي للإعلام. ويعتبر المزروعي من أكثر الشخصيات المقربة من محمد بن زايد.
ويحمل المزروعي لقب عقيد في الجيش الإماراتي وهو أيضا منتسب لجهاز أمن الدولة ويشغل منصب المستشار الأمني الخاص (غير معلن) لمحمد بن زايد وذلك لشئون المعلومات السيادية.
وتشمل مهام المزروعي التواصل مع أجهزة المخابرات العالمية بناء على تفويض خاص من بن زايد وذلك لعمليات محددة لا يتم إشراك مؤسسات الدولة الأمنية فيها.
ويعتبر المزروعي الشخص المنوط به التنسيق بين محمد بن زايد وجهاز المخابرات الإسرائيلية.
حيث قام المزروعي بتنسيق عمليات خاصة للجيش الإماراتي في اليمن ومهمات في القرن الإفريقي وذلك بتعاون وثيق مع إسرائيل. وسهلت إسرائيل للإمارات إرسال وحدات خاصة من المرتزقة للسيطرة على بعض الموانئ واعتقال بعض الأشخاص.
وكانت مساعدة إسرائيل تلك مربوطة بتمرير معلومات عن تمويل المقاومة الفلسطينية في الدول العربية خاصة دول الخليج.
وشملت مهام المزروعي إدارة مهمات خاصة بناء على توجيهات محمد بن زايد وشمل ذلك تسهيل ذلك تزويد الموساد الإسرائيلي بمعلومات عن تمويل حركة حماس والحركات الفلسطينية المقاومة وذلك في دبي والسعودية والبحرين حيث استغل الرجل شبكة علاقات محمد بن زايد لجمع قوائم بأسماء المؤسسات والأفراد الذين يمولون المقاومة الفلسطينية.
وأسهمت معلومات المزروعي تلك بكشف شبكة تمويل مقرها السعودية ولها فروع (عبارة عن شركات) في دول الخليج ومنها دبي. وتعتبر الشبكة التي كشفها المزروعي من أكبر شبكات التمويل الداعمة للمقاومة الفلسطينية خاصة تلك ذات العلاقة بالبنية الاجتماعية.
وتمول الشبكة التي كشفها المزروعي أعمال خيرية ومؤسسات تكلف الإيتام في فلسطين وأيضا داعمة لأهالي القدس.
بعد أن قام المزروعي بتمرير تلك المعلومات الحساسة لجهاز المخابرات الإسرائيلي قامت إسرائيل بالطلب من وزارة الخزانة الأمريكية تجميد الشركات التابعة لها والحجز على أموالها وتجميد أرصدة البنوك. وإمتد أثر ما قام به المزروعي للكشف عن أسماء تم اعتقالها لاحقاً فى السعودية وفي أمريكا (ولاية فرجينيا).
المزروعي يكشف لإسرائيل عن شحنات أسلحة المقاومة
امتد التجسس ضد المقاومة الفلسطينية الذي قام به المزروعي ليصل للسودان حيث ساهم المرزوعي بكشف شبكة تمويل للمقاومة الفلسطينية في السودان وجيبوتي.
والدور الأخطر الذي لعبه المزروعي كان الكشف عن معلومات حساسة حول نقل شحنة أسلحة من أوروبا الشرقية عبر البحر الأحمر مروراً بالسودان كانت باتجاهها لقطاع غزة. حيث قامت إسرائيل بقصف شحنة الأسلحة تلك فور وصولها حدود السودان وراح ضحيتها العشرات وذلك في صيف العام 2016.
الأيباك والمزروعي وحصار حماس المالي
في شهر يوليو من العام 2017 التقى المزروعي مع شخص من الموساد الإسرائيلي وموظف رفيع المستوى من منظمة الأيباك الصهيونية وذلك بتنسيق من الأول وذلك للحصول على معلومات هامة من أبو ظبي تشمل أسماء وأرقام وعناوين هامة لشبكات تمويل المقاومة الفلسطينية وعملها الخيري حيث تم تمرير أكثر من 4 ألاف اسم من جنسيات عربية مختلفة وأكثر من 2000 شركة.
وأتت تلك الخطوة ضمن المشاورات التي كانت تجريها المنظمة لإقناع نواب الكونغرس الأمريكي بتمرير مشروع.
وتم تمرير مشروع القرار(HR 1164) الذي ساهم المزروعي بشكل كبير بصياغته بناء على أوامر محمد بن زايد نهاية شهر نوفمبر 2017. حيث أقرت لجنة الشئون الخارجية بالكونجرس مشروع قرار يفرض حصار على تمويل حركة حماس ويدين قطر بسبب دعمها لها واستضافة بعض قياداتها.