خفايا قمة الخليج في الكويت وخذلان السعودية والإمارات لها
لندن- تحت عنوان: “هل تكون القمة الخليجية الاجتماع الأخير لمجلس التعاون الخليجي؟”، رصد موقع “ميدل إيست آي” البريطاني القمة الخليجية الأخيرة، التي بدأت باستقبال كبير للكاميرات، ثم جلسة مغلقة استمرت 15 دقيقة، وبهذا انتهت رسمياً، وألغي اليوم التالي من الاجتماعات.
حتى قبل جلوسهم، فإن إعلان الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية عن حزمة جديدة من المطالب -أعلنت في وقت مثالي قبل القمة- بالإضافة إلى حضور دبلوماسيين أقل من مستوى رؤساء الدول لمعظم الدول المشاركة أعطى إشارات بوجود مشكلة، حسب ما ورد في تقرير لموقع “ميدل إيست آي” البريطاني.
لكن هذه المنظمة عانت من وجود أزمة قبل وقت طويل من بداية الشقاق الحالي بين السعودية والإمارات والبحرين ومصر مع قطر، في يونيو/حزيران الماضي 2017، وفقاً للتقرير.
هل ستنعقد القمة مجدداً؟ على الأرجح نعم. لكن هل ستحقق أي شيء ذي مغزى على مقياس كبير؟ على الأرجح لا، لكن ليس بسبب الشقاق الحالي، بحسب خبراء.
كيف كان أداؤه قبل الأزمة القطرية؟
المجلس الذي تشكّل، في مايو/أيار 1981، باعتباره مجلساً أمنياً بعد الثورة الإيرانية الوليدة، وبداية الحرب الإيرانية العراقية، كان أقرب لمظلة أمنية منه إلى تحالف أمني قوي خلال الـ35 عاماً من تاريخه.
عندما غزا الرئيس العراقي صدام حسين الكويت في 1991 على سبيل المثال، فإن تحالفاً تقوده الولايات المتحدة هو الذي تدخل لمساعدة الكويتيين وليس مجلس التعاون الخليجي.
ديفيد روبرت، الأستاذ المساعد بكلية لندن الملكية ومؤلف كتاب “قطر: تحقيق الطموح العالمي للدولة المدنية” يقول: “لقد كان للمجلس بعض الفوائد الاقتصادية، وذلك بتوحيد معدلات الفائدة والضرائب والتخلص من رقابة الحدود، وهذه الأشياء وبطاقة التعريف الشخصية هي شيء مهم لمواطني دول الخليج”
يكمل قائلاً: “هناك بعض العناصر المهمة باستثناء الوقت، ومجدداً يبدو أن هذا المجلس فشل بشكل واضح في السنوات الأخيرة وهذه هي المشكلة”.
تقول كورتني فرير، مديرة الكويت البحثي في مركز الشرق الأوسط بكلية لندن للاقتصاد، إنه “مع ذلك فإن حصار قطر الناتج عن الأزمة الحالية جعل الكثير من إنجازات المجلس، مثل الحدود المفتوحة على سبيل المثال، غير ذات جدوى”.
وتضيف قائلة: “لا أعلم كم ستتأثر حياة الخليج اليومية بحل المجلس، وذلك بالنظر إلى أن حرية الحركة توقفت بالفعل بسبب الحصار. حول هذا الحصار مجلس التعاون الخليجي إلى مجرد قشرة هشة، لأنه يفتقد للوحدة، بل يحتوي على عكس هذه الوحدة تماماً”.
مصيره
من المرجح أن المجلس سيستمر في الوجود باعتباره كياناً أثرياً.
تقول كريستين أولريكسن، الباحثة المساعدة في السياسات العامة بمركز بيكر في جامعة رايس، وفي مركز تشاتام هاوس يوم الثلاثاء الماضي: “المنظمات في الخليج لا تموت غالباً بطريقة التفكك الرسمي أو بسبب قرارٍ بحلها. بدلاً من ذلك تصبح أكثر هامشية وانزواءً، وقد يحدث هذا الأمر الآن لمجلس التعاون الخليجي، في الوقت الذي ينتقل فيه مركز صناعة القرار إلى محور الرياض- أبوظبي”.
وبعيداً عن التصريح الذي أعلن يوم الثلاثاء، 5 ديسمبر/كانون الأول 2017، ليس من المعروف ما الذي قد تعنيه الحزمة الإماراتية السعودية الجديدة، لكن بحسب روبرت فإن توقيت الإعلان عنها كان متعمداً.
مضيعة للوقت
على خلاف الجيل الأقدم من القادة العرب الذين قد يشعرون ببعض الحنين لمجلس التعاون الخليجي، فإن محمد بن سلمان ومحمد بن زايد “يظنان أن مجلس التعاون الخليجي أثبت أنه مضيعة للوقت والجهد، خصوصاً في السنوات الأخيرة، وهما يفضلان الأفعال على الكلمات”، بحسب روبرت.
السؤال الحقيقي -سواء عن طريق مجلس التعاون أو بدونه- هو ما الذي سيجمع الدول الخليجة معاً مجدداً. حاولت الكويت التوسط بين القطريين والإماراتيين والسعوديين لأكثر من ستة أشهر، لكن فرير وروبرتس يعتقدان أن الأمر يتطلب وساطة أميركية، وأن كلا الطرفين يرغبان في رأب الصدع بينهما.
لكن بوجود الفوضى التي تعم وزارة الخارجية الأميركية والاختلاف بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ووزير خارجيته ريكس تيلرسون بشأن هذا النزاع، فإن فرصة هذه الوساطة الأميركية تبدو ضئيلة جداً.
تقول فرير إنه بخلاف النزاعات السابقة بين دول الخليج، فإن هذه الأزمة اتخذت أبعاداً علنية، مما يصعب على أي من الطرفين التراجع أو تهدئة المواطنين الذين تأثرت حياتهم، أو الذين بدأوا في كتابة الأغاني ورسم المنشورات الساخرة لدعم بلدانهم.
تقول فرير “كان من الأسهل التوصل إلى اتفاق في عام 2014، لكن اليوم فإن الجماهير منخرطة في الأزمة، ولها دور فيما يحدث”.