دراسة تؤكد: ترمب من أكذب الناس
لندن- يقول عالم الاجتماع المتخصص بيلا باولو إنه بحث في قضايا وملفات الكذابين، وإنه قضى عقدين من الزمان وهو يدرس أحوال الكذابين وأكاذيبهم، وإنه اعتقد أنه أكمل بحوثه وحقق مبتغاه في المجال، لكنه فوجئ بمجيء الرئيس الأميركي دونالد ترمب ليحتل مرتبة أكذب الكذابين.
وأوضح الباحث في مقال نشرته صحيفة ذي إندبندنت البريطانية أنه اكتشف أن أكاذيب ترمب متكررة وأكثر خبثا من أكاذيب الناس العاديين، وأن بعضها يصعب تصنيفه لأنه يخدم أغراضا متعددة في نفس اللحظة.
وقال إنه بدأ بحوثه في منتصف تسعينييات القرن الماضي عندما كان أستاذا في جامعة فرجينيا، وإنه – هو وزملاء له- طلبوا من 77 طالبا في الجامعة ومن سبعين شخصا من المجتمع القريب الاحتفاظ بمذكرات بكل الأكاذيب التي قالوها كل يوم ولمدة أسبوع.
ويقول إن الطلبة وبقية الأشخاص الذين خضعوا للبحث قاموا بتسليم هذه المذكرات دون ذكر أسماء، وإنه وبقية الباحثين قاموا بتصنيف الأكاذيب لمعرفة الغرض من وراء كل كذبة فيها، وإن التصنيف جرى لمعرفة ما إذا كانت الكذبة من أجل خدمة ذاتية، وذلك كأن تكون الكذبة من أجل حماية الكاذب من الحرج أو الملامة أو من عواقب أخرى غير مرغوب فيها، أو أن تكون من أجل تملق أو حماية شخص آخر.
ويشير الباحث إلى أن صحيفة واشنطن بوست الأميركية سلطت الضوء على أكاذيب الرئيس ترمب منذ فوزه بانتخابات الرئاسة، وإلى أنه قام بإخضاع المئات من أكاذيب ترمب هذه للتصنيفات الواردة في الدراسة.
ويقول إنه تبين أن الطالب الجامعي -من ضمن الخاضعين للدراسة- كان يكذب بمعدل كذبتين في اليوم الواحد، وذلك في مقابل كذبة واحدة باليوم للمشاركين من المجتمع المحلي.
أما بالنسبة لترمب ففي أول 298 يوما له في الحكم فإنه أدلى بنحو 1628 تصريحا كاذبا أو مغلوطا، أي بمعدل نحو ستة تصريحات كاذبة في كل يوم.
ويضيف أن أكاذيب ترمب تزايدت منذ أوائل أكتوبر/تشرين الأول الماضي لتصل إلى ما معدله تسعة أكاذيب كبيرة في اليوم الواحد، متجاوزا بذلك أكبر الكذابين الذين كشفت عنهم الدراسة.
ويقول الباحث إنه وزملاءه تمكنوا من تصنيف الأكاذيب الواردة في الدراسة بكل سهولة لكنهم واجهوا صعوبات في تصنيف أكاذيب ترمب، وذلك لأن نحو 24% من أكاذيبه كانت تخدم عدة أغراض في وقت واحد.
وتكشف الدراسة عن أن أكاذيب ترمب كانت مذهلة ومؤذية، خاصة فيما يتعلق بمساعديه.
ويقول الباحث إن نحو ثلثي أكاذيب ترمب أو 65% منها كانت لخدمة أغراضه الذاتية كقوله إن هناك تخفيضات ضريبية كبيرة، وإنها تعتبر أكبر تخفيضات في تاريخ البلاد.
أما الكذبة الكبرى من أكاذيب ترمب فتتعلق بالأشخاص الذي جاؤوا للقائه بشأن زيارته الرئاسية الأخيرة إلى فيتنام، حيث يقول إنهم اصطفوا في الشوارع بعشرات الآلاف حتى يتمكنوا من الوصول إليه، ويعرض الباحث مزيدا من أكاذيب ترمب المذهلة الكبرى.
ويقول عالم الاجتماع إن كثرة أكاذيب ترمب تنتهك بعض المعايير الأساسية للتفاعل الاجتماعي البشري والروح الإنسانية.
ويشير إلى أن وسائل الإعلام لا يمكنها الوصول إلا إلى القليل من أكاذيب ترمب، وهي تلك التصريحات التي يدلي بها في العلن وإلا فسيكون معدل أكاذيبه أعلى.