غير مصنف

مترجمو القوات الفرنسية في افغانستان تحت تهديد طالبان

باريس

مع تدهور الوضع في افغانستان وتقدم المتمردين، يتعرض المترجمون الذين عملوا مع القوات الفرنسية لضغوط هائلة وتهديدات متكررة ويؤكدون “نحن في خطر”.

واصيب زين الله الاربعاء الماضي في هجوم انتحاري بدراجة نارية امام بيته الواقع على بعد 36 كلم شمال كابول، حين كان يتحادث مع دورية لحلف شمال الاطلسي.

وقتل جندي جورجي في الدورية في الهجوم واصيب كثيرون آخرون بجروح. واعتبر زين الله ان المهاجم اراد ضرب عصفورين بحجر واحد من خلال استهدافه وعناصر الدورية.

وفي حزيران/يونيو 2017 اصيب زين الله (28 عاما) بجروح في حديقته حين اطلق مسلحان كانا على دراجة نارية النار باتجاهه. وتلت ذلك هجمات اخرى. وقال زين الله ان المهاجم “كان يتحدث بلهجة قندهار (جنوب) وقال لي +ساقتلك في بيتك .. هذا امر قيادتي”.

واضاف “لم يكن هناك اي عنصر من طالبان في هذه الناحية. الان هم في قرية قلعة النصرة المجاورة” التي تبعد خمس دقائق. الوضع تدهور كثيرا في افغانستان التي باتت حركة طالبان تسيطر على اكثر من 40 بالمئة من مساحتها.

وتوجه زين الله الى الشرطة. واشار الى وصل تقديم الشكوى الذي وضعه في ظرف من البلاستيك مع عقود عمله من 2009 الى 2013 وشهادات العمل والاجر من القوة الدولية في افغانستان وشارات الدخول الى القواعد الفرنسية في كابول وسوروبي.

واجابه الشرطي باسف “لا يمكننا حمايتك. ليس لدينا ما يكفي من الرجال وانت لست شخصية مهمة (في اي بي)”.

ولاحظ بشير الذي ترك لمصيره بعد مغادرة القوات الفرنسية في 2014 “نحن لسنا على درجة كافية من الاهمية”.

وهناك 152 مترجما سابقا او متعاونا افغانيا رفضت فرنسا طلباتهم لاعادة التوطين، بحسب محاميتهم بباريس كارولين ديكروا. وقبلت طلبات مئة آخرون وهم يعيشون في فرنسا مع اسرهم اي ما مجموعه 371 شخصا.

وبين من رفضت طلباتههم “كثيرون توجهوا سرا” الى تركيا واوروبا والدول المجاورة بحسب تاكيد “بشير” الذي قال انه غير اسمه. ويؤكد بشير الذي عمل للجيش الفرنسي بين 2009 و2013 في كابول وكابيسا شمال العاصمة التي كانت تحت حماية فرنسية ان “التهديدات حقيقية”.

-“جاسوس”-

يضيف بشير “يعتبرنا المتمردون جواسيس ومرتدون. وانا احاذر حتى من افراد عشيرتي (من عشائر الباشتون) الذين يمكن ان يقدموا، من غير قصد معلومات عني”.

ويتابع “غيرت مقر اقامتي ثماني او تسع مرات (..) ولا احد منا يقطن في قريته (..) البعض مضطر للتنقل مرتديا برقعا حتى لا يتم التعرف عليه”.

واكد النائب عن كابيسا حاجي مرداد مجرابي اجواء الرعب السائدة وقال “عمليا اضطر جميع المترجمين لمغادرة الولاية مع اسرهم. هم يعيشون في كابول او ولايات اخرى بدون عمل ولا مال. وطالبان تلاحقهم”.

ويقول زين الله انه “لا يملك امكانيات” التنقل باستمرار. ويضيف “في قريتي الجميع يعرف اني عملت مع التحالف. حاولت بيع ارضي لكن لا احد يريد شراءها”.

وتتملك الحيرة اقاربه. ويضيف “انا نادم لاني عملت لصالح الفرنسيين. قال لي ابي مؤخرا +لو انك اخترت جهة اخرى+” مشيرا الى ان شقيقه الذي عمل مع مترجما مع القوات البريطانية يعيش اليوم في المملكة المتحدة.

وفي بداية تشرين الاول/اكتوبر 2017 راى مجلس الدولة وهو اعلى سلطة قضائية فرنسية انه حصلت “اخطاء تقدير” في ادارة بعض طلبات الاقامة.

وتقول المحامية كارولين ديكروا ان “زين الله ينتظر حماية منذ عامين ولم يحصل على اجابة” مشيرة الى انها تتلقى “معلومات مفزعة من افغانستان بشكل شبه يومي”.

ومع قرار مجلس الدولة تامل المحامية “ان تعي الحكومة اخيرا بالنقائص والثغرات في اجراءات اعادة التوطين”.

وقالت الخارجية ردا على اسئلة فرانس برس انها “تولي اهتماما بالوضع الفردي” لموظفيها السابقين.

وفي شباط/فبراير 2017 قال مصدر دبلوماسي انه “انهى” اعادة نظر ملفات. وردا على سؤال عن الخطر الذي يتهدد مترجمين سابقين تحدث المصدر عن “اعتبارات ذاتية الى حد ما”، مضيفا انه “يعود للسلطات امر تقدير الوضع موضوعيا”.

في الاثناء يعيش زين الله وبشير وآخرون كثيرون وسط الخوف من موت وشيك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى