Site icon أوروبا بالعربي

الأمم المتحدة تتبنى قرارا برفض أي تغيير في القدس

نيويورك- تحدى ثلثا دول العالم الرئيس الأميركي دونالد ترمب وصوتت في الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح قرار يرفض أي إجراءات لتغيير الوضع في القدس، وهو ما يعني رفض القرار الأميركي اعتبار المدينة المقدسة عاصمة لإسرائيل.

وتجاهلت هذه الدول تهديد ترمب ووعيده بقطع المساعدات الأميركية إذا صوتت لصالح القرار. ومن مجموع 193 دولة في الجمعية العامة، أيدت 128 القرار الذي قدمته اليمن وتركيا بالنيابة عن المجموعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي.

وصوتت ضد القرار تسع دول؛ هي الولايات المتحدة وإسرائيل وتوغو وغواتيمالا وهندوراس وجزر مارشال وميكرونيزيا وبالاو وناورو.

وامتنع عن التصويت 35 دولة، منها كندا وأستراليا والمكسيك والأرجنتين وبولندا والمجر، بينما غابت عن الاجتماع 21 دولة.

ويؤكد القرار الذي قدمته الدول العربية والإسلامية، عدا مالي وأفغانستان، أن أي قرار أو إجراء يفضي إلى تغيير وضع مدينة القدس لاغ وباطل، ويدعو إلى تكثيف الجهود الدولية لتحقيق السلام الشامل والعادل والدائم في الشرق الأوسط، كما يطالب جميع الدول بالامتناع عن إنشاء بعثات دبلوماسية في القدس.

وفي الكلمات التي سبقت التصويت، قال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي إن القدس مفتاح السلام في الشرق الأوسط، وإن القرار الأميركي بشأنها لن يؤثر على مكانة القدس القانونية بل على مكانة واشنطن كوسيط لعملية السلام.

وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن التصويت على قرار الجمعية العامة مهم، لأنه يُعلم الفلسطينيين بأنهم ليسوا وحدهم، وانتقد التهديدات الأميركية لمن يصوت لصالح القرار قائلا إن “التنمر” الأميركي غير مقبول.

أما السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نكي هيلي فكررت تهديداتها للدول المؤيدة للقرار، وقالت “ستتذكر الولايات المتحدة هذا اليوم الذي عُزلت فيه وهوجمت في الجمعية بسبب ممارستنا لحقنا كدولة ذات سيادة”.

وأضافت “سنتذكره حين يطلبون منا مجددا دفع أكبر مساهمة مالية في الأمم المتحدة. وسنتذكره حين تطلب منا دول عدة، كما تفعل دائما، دفع المزيد واستخدام نفوذنا لصالحها”.

وقد غادرت هيلي الجلسة عقب كلمة السفير الإسرائيلي الذي قال إن من يدعم مشروع القرار “مجرد دمى”.

وانعقدت هذه الجلسة الطارئة للجمعية العامة وفقا للقرار 377 لعام 1950 المعروف بقرار “متحدون من أجل السلام”، وهو يمثل آلية بديلة في الحالات التي يفشل فيها مجلس الأمن في تحقيق إجماع بين الدول الخمس الدائمة العضوية بشأن قضايا تهدد السلم والأمن الدوليين.

ولجأت الدول العربية والإسلامية إلى هذه الآلية بعدما استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) في جلسة مجلس الأمن الاثنين الماضي بشأن قرار لحماية القدس كانت مصر قدمته بطلب من الفلسطينيين.

ترحيب عربي وإسلامي

ورحبت دول وهيئات وقوى عربية وإسلامية بالقرار الذي اتخذته الجمعية العامة للأمم المتحدة بالأغلبية لرفض تغيير وضع مدينة القدس المحتلة، ليؤكد حق الشعب الفلسطيني ويبطل قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل.

وأشادت الرئاسة الفلسطينية بموقف المجتمع الدولي الذي لم يذعن لتهديدات ترمب بقطع المساعدات عن الدول المؤيدة لذلك القرار، الذي قدمه اليمن وتركيا بالنيابة عن الدول العربية والإسلامية، وصوتت لصالحه 128 دولة من مجموع 193 دولة بالجمعية العامة.

وقال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة إن القرار “يؤكد مجددا وقوف المجتمع الدولي إلى جانب الحق الفلسطيني”، وتوجه بـ “الشكر لكل الدول التي دعمت القرار وعبرت عن إرادة سياسية حرة رغم كل الضغوط التي مورست عليها”.

وقال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية في بيان إن القرار “انتصار للحق والعدل والتاريخ”، وإن الدول التي دعمته “عكست إرادة الشعوب الحرة في رفض الهيمنة الأميركية ومنهج البلطجة السياسية”. ودعا هنية الإدارة الأميركية إلى “الانصياع للإرادة الدولية والتراجع عن قرارها”.

وكذلك اعتبرت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين قرار الجمعية العامة “انتصارا لصمود الشعب الفلسطيني وصفعة على وجه أميركا وإسرائيل وهزيمة لهما”، وقالت إنه يمثل “خطوة على طريق طويل في مواجهة الاحتلال”.

من جانب آخر، رحبت جامعة الدول العربية بالقرار، وقالت في بيان إنه يأتي “تأكيدا للحق العربي الفلسطيني بالقدس، فضلا عن إبطاله أي أثر للقرار الأميركي”.

من جهته، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عبر حسابه على موقع تويتر “نرحب بموافقة الجمعية العامة للأمم المتحدة بالأغلبية الساحقة على مشروع قرار حول القدس”، وأردف “نأمل من إدارة ترمب أن تتراجع عن قرارها المؤسف الذي أكدت الجمعية العامة عدم شرعيته بشكل واضح”.

وأعرب وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو عن ارتياحه الكبير للقرار، وذلك في مؤتمر صحفي مع نظيره الفلسطيني رياض المالكي بمقر الأمم المتحدة في نيويورك.

وأكد جاويش أوغلو أن بلاده ستبذل مزيدا من الجهود من أجل الاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين ضمن حدود عام 1967. ومن جهته رأى المالكي أن “التهديدات لم تغير شيئا، وأن القدس عاصمة فلسطين وستبقى عاصمتها في المستقبل”.

وفي إيران، قال وزير الخارجية محمد جواد ظريف إن “القرار رفض واضح لعمليات التخويف العدوانية التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترمب”.

وفي مصر، رحبت مؤسسة الأزهر بالقرار ورأته معبرا عن الإرادة الدولية الرافضة للقرار الأميركي، داعية الإدارة الأميركية إلى سحب قرارها.

من جانب آخر، قال الشيخ أحمد الريسوني نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إن تصويت الجمعية العامة لصالح قرار القدس “تعبير قوي عن دعم العالم للقضية الفلسطينية رغم تعرضها لضغوط وتهديد وابتزاز”، كما اعتبره “رسالة إلى أميركا مفادها أن إسرائيل تعيش في وضع لا شرعي”.

في المقابل، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان لمكتبه “نرفض هذا القرار للأمم المتحدة ونتعامل بارتياح حيال العدد الكبير من الدول التي لم تصوت تأييدا لهذا القرار”.

أما صحيفة هآرتس الإسرائيلية فقالت إن تصويت الجمعية العامة بشأن القدس “توبيخ معتدل لإسرائيل وصفعة قوية على وجه ترمب”.

وعلى الجانب الأميركي، قال متحدث باسم البعثة الأميركية في الأمم المتحدة “من الواضح أن كثيرا من الدول فضلت علاقتها مع الولايات المتحدة على محاولة لا جدوى منها لعزلنا بسبب قرار كان من حقنا السيادي أن نتخذه”.

وقد صوتت ضد القرار تسع دول، وامتنعت عن التصويت 35 دولة، وغابت عن الجلسة 21 دولة.

Exit mobile version