عواصم- يواصل فلسطينيو أوروبا قيادة حراك شعبي واسع لرفض إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في السادس من الشهر الجاري الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده إليها.
وشهدت القارة الأوروبية على مدار اليومين الماضين عدة فعاليات شعبية نصرة لمدينة القدس ودعما لقرار الأمم المتحدة الذي أكد على رفض أي تغيير في وضع مدينة القدس.
وقال رئيس مؤتمر فلسطينيي أوروبا ورئيس مركز العودة ماجد الزير إن التظاهرات الشعبية مستمرة في عواصم ومدن أوروبية لرفض القرار الأمريكي بشأن القدس، وهو الأمر الذي ينعكس مع الموقف الرسمي الأوروبي والعالمي الذي تجسد في قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل أيام.
وأكد الزير أن تظاهرات أوروبا الحاشدة تمثل موقفا تاريخيا بحيث يجتمع فيها العالم من أجل الحق الفلسطيني، وهوا ما يعطي أهمية للقرار الرسمي الفلسطيني الذي ينسجم معه الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج في رفض الإعلان الأمريكي بشأن القدس.
وقال “لكي يبقي العالم في حالة حراك مستمر لتحقيق الهدف بإلغاء القرار الأمريكي علينا بالوحدة، والاستمرار بالحراك، والمزيد من الضغط، لاسيما أن الظروف الأوروبية والدولية مهيأة جداً لذلك”.
وأضاف أن قرار الأمم المتحدة الأخير هو عزلة لدور واشنطن رغم تهديدها وابتزازها للدول إذا ما صوتت بنعم، وأنه يؤكد توحد العالم مع الحق الفلسطيني، وبأنهم لم يعودوا يأبهون بالصلف الأمريكي.
ورأى بأن أوروبا أصبحت اليوم في تناقض مع السياسة الأمريكية التي أصبحت تفسد السلم العالمي، فهي تريد أن تنقذ العالم من هذه العنجهية بل الهتلرية الجديدة في هذا الزمان.
ولفت إلى أن الاتحاد الأوروبي دعم بشكل واضح وصريح وعلني الموقف الفلسطيني ووقف في وجه القرار الأمريكي المنحاز لدولة الاحتلال، مطالبا باستثمار الموقف الفلسطيني لزيادة الفرقة بين الأوروبيين والاحتلال من خلال الموقف الأوروبي الذي أصبح مهيئاً لذلك.
ودعا رئيس مؤتمر فلسطينيي أوروبا الكونغرس الأمريكي ومجلس الشيوخ الانتباه لهذه اللحظة التاريخية لعزل هذا الرئيس وإخراجه من البيت الأبيض، وبصب كل الجهود لتحقيق هذا الهدف.
وكانت خرجت تظاهرات حاشدة في مدن برلين، وأثينا، وفينا، وبروكسل، ومالمو، وريفاس الإسبانية، ونابولي الإيطالية دعما للقدس ورفضا لإعلان ترامب.
وجاب نحو ألفين من الفلسطينيين والعرب شوارع العاصمة الألمانية برلين السبت تعبيرا عن تضامنهم مع القدس المحتلة، وتمسكهم بها عاصمة أبدية لفلسطين، ورفضهم قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاعتراف بها عاصمة لإسرائيل.
ومثلت هذه الفعالية الاحتجاجية سابع مظاهرة تندد بقرار ترمب في برلين، التي توصف برابع أكبر تجمع للشتات الفلسطيني في الخارج بعد لبنان والأردن وسوريا، بسبب وجود خمسين ألف فلسطيني لجأ معظمهم إليها قادمين من لبنان بعد اندلاع الحرب الأهلية بهذا البلد في سبعينيات القرن الماضي.
وانطلقت المظاهرة من ميدان ألكسندر بلاتز الذي اندلعت منه شرارة الثورة التي أزالت سور برلين وأسقطت النظام الشيوعي بجمهورية ألمانيا الشرقية، وتقدم المتظاهرين أطفال رفعوا صورا لممارسات جنود الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين واعتقال هؤلاء الجنود للقاصرة الفلسطينية عهد التميمي قبل أيام.
ورفع المشاركون في المظاهرة -التي سارت بمرافقة أعداد كبيرة من رجال الشرطة- الأعلام الفلسطينية ولافتات تدعوا لحرية فلسطين، ورددوا هتافات نددت بقرار الإدارة الأميركية في السادس من الشهر الجاري نقل سفارتها من تل أبيب للقدس، وعبروا بهتافات أخرى عن تضامنهم مع القاصرة عهد التميمي، وسخروا من علاقة الولايات المتحدة وإسرائيل بحقوق الإنسان.
واستعرض المشاركون تاريخ القدس المحتلة العائد لآلاف السنين وتوحيد مقدساتها للمسلمين والمسيحيين، ومحاولات إسرائيل المتكررة لتغيير طبيعتها الفلسطينية العربية الإسلامية المسيحية.
وأمام السفارة الأميركية حيث انتهت المظاهرة، ندد متحدثون بقرار ترمب، معتبرين أنه خرق فاضح للقانون الدولي ولن يغير من واقع القدس وتمسك الفلسطينيين بها عاصمتهم الأبدية، ودعوا الإدارة الأميركية الحالية للتراجع عن هذا القرار.
واعتبر المتحدثون أن القرار الأميركي بشأن القدس يمثل تعديا على الحقوق الفلسطينيين في المدينة المقدسة، وتشجيعا لإسرائيل على تكريس ضمها وتهويدها ومواصلة اعتدائها على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.
وبموازاة مظاهرة برلين، شهدت مدن ألمانية أخرى هي هامبورغ وشتوتغارت ودورتموند وكوبلانز وغوتنغن مساء السبت مظاهرة تنديد مماثلة بقرار الولايات المتحدة الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل.
على صعيد ذي صلة بهذه المظاهرات، طالب رئيس المجلس المركزي للجالية اليهودية في ألمانيا يوسف شوستر دول الاتحاد الأوروبي بحذو حذو الولايات المتحدة والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
واعتبر شوستر في تصريحات لصحيفة أوسنابروكر تسايتونغ، أن الرئيس الأميركي كرّس بقراره بشأن القدس واقعا قائما بالفعل في هذه المدينة.
وتشهد دول عربية وإسلامية وغربية احتجاجات منذ قرر ترامب في 6 ديسمبر/كانون الأول الجاري الاعتراف بمدينة القدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى المدينة المحتلة.