Site icon أوروبا بالعربي

مسيحيو العالم يستعدون لعيد الميلاد وأعينهم على تدابير الأمن

عواصم- تقام الصلوات في الكنائس ويحتفل المسيحيون بعيد الميلاد في بلدان عديدة هذا الأسبوع تحت أنظار حراس مسلحين وأمام عدسات كاميرات المراقبة الأمنية بعدما هاجم مسلحون من تنظيم الدولة الإسلامية كنيسة في باكستان لحظة بدء قداس يوم الأحد.

وازداد التوتر في الدول ذات الأغلبية المسلمة ودول الشرق الأوسط على نحو خاص بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتزامه نقل سفارة بلاده في إسرائيل إلى مدينة القدس مما أثار حنق الكثير من المسلمين.

وفي إندونيسيا، أكبر دولة إسلامية من حيث عدد السكان، قالت الشرطة إنها عززت تدابير الأمن حول الكنائس والمواقع السياحية إذ لا تزال تعلق في الأذهان ذكرى هجمات شبه متزامنة على كنائس في البلاد وقت عيد الميلاد أودت بحياة نحو 20 شخصا.

وتأهب متطوعون مسلمون لتوفير المزيد من الأمن إذا طُلب منهم ذلك.

وقال ياقوت تشيوليل كوماس رئيس جناح الشبيبة في جماعة نهضة العلماء أحد أكبر التنظيمات الإسلامية في إندونيسيا “إذا كان أخوتنا وأخواتنا الذين يحتفلون بعيد الميلاد بحاجة… للحفاظ على سلامتهم في أثناء العبادة، فسنقدم يد المساعدة”.

وفي مصر، قالت وزارة الداخلية إن الشرطة ستجري عمليات تمشيط منتظمة للشوارع المحيطة بالكنائس قبل احتفال الأقباط بعيد الميلاد في السابع من يناير كانون الثاني.

وكان تفجير استهدف الكنيسة البطرسية الملحقة بمجمع كاتدرائية العباسية في القاهرة أسفر عن مقتل 25 شخصا على الأقل في ديسمبر كانون الأول من العام الماضي.

وتعرضت الأقلية المسيحية في مصر لعدد من الهجمات في السنوات القليلة الماضية منها تفجير عند كنيستين بشمال البلاد يوم أحد السعف في أبريل نيسان.

وأقامت قوات الأمن بوابات للكشف عن المعادن عند الأبواب الرئيسية لكنيسة البازيليك في حي مصر الجديدة، وهي كاتدرائية كاثوليكية في شمال شرق القاهرة، كما تمركزت مركبات للشرطة خارجها استعدادا لصلوات القداس المقررة في 25 ديسمبر كانون الأول الذي يوافق عيد الميلاد عند الكاثوليك والبروتستانت.

وفي ألمانيا استعانت الشرطة بخبراء وإنسان آلي متخصص في الكشف عن المتفجرات للتأكد من محتوى لفافة مريبة في سوق لمشتريات عيد الميلاد بمدينة بون يوم الجمعة.

وألمانيا ما زالت في حالة تأهب قصوى بعد مرور عام على مقتل 12 شخصا في هجوم نفذه تونسي استولى على شاحنة ودهس بها متسوقين في سوق لعيد الميلاد في برلين بعد أن رفضت السلطات طلب لجوئه.

تفجير في كنيسة

في مدينة كويتا الباكستانية عكف أتباع كنيسة ميثودية على إصلاح تلفيات بعد هجوم نفذه انتحاريان أثناء قداس يوم الأحد الماضي مما أسفر عن سقوط عشرة قتلى وإصابة ما يربو على 50 آخرين.

وكانت المقاعد المحطمة والآلات الموسيقية المهشمة متناثرة على أرض الكنيسة حتى يوم الخميس. وانتشر نحو 12 من أفراد الشرطة للحراسة.

وقال الأب سيمون بشير الذي كان يترأس القداس عندما نفذ الانتحاريان الهجوم لكنه لم يصب “نبذل الجهود لاستكمال الإصلاحات والتجديد قبل عيد الميلاد لكن هذا يبدو صعبا نظرا لحجم الدمار”.

وتعتزم حكومة إقليم بلوخستان، وعاصمته كويتا، نشر ثلاثة آلاف من أفراد الأمن داخل وحول 39 كنيسة يومي الأحد والاثنين.

وقال معظم جاه أنصاري قائد شرطة الإقليم لرويترز إن متطوعين من الكنائس يتلقون كذلك تدريبات على التفتيش الذاتي والتحقق من هويات المصلين قبل دخولهم الكنائس.

ويستهدف متشددون سنة من حين لآخر الشيعة والصوفيين وأبناء الأقلية المسيحية في باكستان والتي تمثل نحو واحد من المئة من عدد السكان البالغ 208 ملايين نسمة.

وقال مفتش المباحث حيدر أشرف إن كل كنائس مدينة لاهور بشرق باكستان ستضع كاميرات مراقبة في إطار الإجراءات الأمنية. وكان أكثر من 70 شخصا قتلوا في تفجير في ساحة عامة يوم عيد القيامة الماضي.

وفقد المسيحي كليم مسيح خالته في ذلك الهجوم الذي أعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عنه كما أصيبت زوجته لكنه قال إنهما سيحضران قداس عيد الميلاد هذا العام.

وقال “عيد الميلاد هو عيدنا المقدس. سنؤدي واجبنا الديني بالاحتفال به والابتسامات تعلو وجوهنا”.

مسألة القدس

في ماليزيا قال مسؤول بالشرطة إن قرار ترامب الخاص بالقدس فاقم المخاوف من وقوع هجمات.

وأضاف محمد فوزي هارون المفتش العام بالشرطة الماليزية “يساورنا القلق ليس فقط على أمن الكنائس ودور العبادة ولكن أيضا من أي تهديدات من قبل الدولة الإسلامية أو أي تهديد أمني آخر بعد مسألة القدس”.

وللقدس مكانة عظيمة في نفوس اليهود والمسيحيين والمسلمين على حد سواء وفيها المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين. والمدينة في قلب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني منذ عقود. واحتلت إسرائيل القدس الشرقية في 1967 وضمتها إليها فيما بعد في قرار لم يلق اعترافا دوليا.

لكن السلمية سادت الاحتجاجات على قرار ترامب في العالم الإسلامي وآسيا والشرق الأوسط.

وفي القدس نفسها قال متحدث باسم الشرطة الإسرائيلية إن السلطات لن تفرض إجراءات أمنية جديدة لكنها ستنشر قوات الشرطة كالمعتاد حول الأماكن المسيحية المقدسة ومن بينها كنيسة القيامة كما ستؤمن قوافل المصلين القادمين من مدينة بيت لحم مسقط رأس السيد المسيح والتي تخضع لإدارة السلطة الفلسطينية وتقع بالضفة الغربية المحتلة.

ويعارض مسيحيون كثيرون قرار ترامب ويقولون إنهم لا يخشون الهجمات.

وقال جورج أنطون وهو كاثوليكي يعيش في غزة التي تسيطر عليها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) “أغضب قرار ترامب جميع الفلسطينيين مسيحيين ومسلمين. فما الذي يدفعنا للشعور بأننا مهددون من قبل المسلمين؟”

Exit mobile version