لندن- اتهم التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية النظام السوري بالسماح لعناصر التنظيم بالتحرك في مناطق سيطرته “دون معاقبتهم”، وأكد التحالف أنه لا يعتزم مطاردة التنظيم في مناطق سيطرة النظام.
وقال الجنرال البريطاني فيليكس غيدني -وهو نائب قائد العمليات الاستراتيجية والخاصة بالدعم بالتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة- إن مقاتلي تنظيم الدولة “يتحركون على ما يبدو دون معاقبتهم في الأراضي التي يسيطر عليها النظام، ما يظهر بوضوح أن النظام إما لا يرغب أو عاجز عن هزم داعش ضمن حدوده”.
وحسب غيدني فإن التحالف لاحظ أن العديد من مقاتلي تنظيم الدولة الذين طردوا من الرقة، أبرز معاقلهم في شرق سوريا، انتقلوا إلى الغرب وأعادوا تنظيم صفوفهم في خلايا صغيرة ليتمكنوا من الإفلات من المراقبة بسهولة أكبر.
وأضاف -عبر دائرة الفيديو من بغداد- أن قوات التحالف الدولي وقوات الأمن العراقية “مدركة تماما أن تنظيم الدولة الإسلامية عدو صبور لديه قدرة كبيرة على التأقلم”.
وتابع “نعلم أنهم قد يحاولون تنظيم صفوفهم في خلايا صغيرة، وأنهم سيحاولون حتما تنفيذ عمليات إرهابية أينما وحينما يكون ذلك ممكنا”.
غير أن التحالف الذي تقوده واشنطن لا ينوي مطاردة مقاتلي التنظيم في مناطق سيطرة النظام السوري وحليفتيه روسيا وإيران.
وأضاف غيدني “سنواصل تنفيذ عمليات في المناطق التي حررها حلفاؤنا في سوريا، وندعو النظام السوري إلى التكفل بتنظيم الدولة الإسلامية في مناطق سيطرته”.
وإثر حملة الغارات الجوية التي تشنها الولايات المتحدة وكذلك روسيا، خسر تنظيم الدولة أبرز معاقله في المناطق الحدودية بين العراق وسوريا.
حصار وتفاوض
من ناحية أخرى، قال مسؤولون من المعارضة السورية إن مقاتلي المعارضة في جيب تتقاطع عنده الحدود السورية واللبنانية والإسرائيلية يتفاوضون على صفقة مع الحكومة للرحيل إلى مناطق أخرى تحت سيطرة المعارضة.
وقال أبو كنعان -وهو مسؤول في مجموعة معارضة محلية- إن هناك الآن مفاوضات على رحيل المقاتلين ومن يريدون الرحيل معهم.
وقال إبراهيم الجباوي -وهو مسؤول في فصيل تابع للجيش السوري الحر مطلع على الوضع- إن الفصائل تحاول إقناع مقاتلي المعارضة بالإجلاء إلى إدلب وإنه لم يتم التوصل لاتفاق حتى الآن.
ويتزايد ضغط قوات النظام السوري وحلفائها لإبرام اتفاقات إجلاء مثل هذه الجيوب من المعارضة قرب المدن الكبرى أو في مواقع استراتيجية أخرى بعد فترات طويلة من الحصار والقصف، حيث إن المنطقة المحيطة ببيت جن حساسة بسبب قربها من هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل.
وفرض الجيش السوري بدعم من القوة الجوية الروسية والفصائل الشيعية التي تدعمها إيران ومقاتلين من الدروز حصارا على الجيب الواقع حول بيت جن لأسابيع. وفي الأيام الأخيرة سيطر على عدة مواقع تاركا مقاتلي المعارضة محاصرين داخل البلدة نفسها.
إجلاء مرضى
من جانب آخر، أجلى الهلال الأحمر 12 حالة طبية حرجة لمدنيين معظمهم أطفال كدفعة ثانية من الغوطة الشرقية عبر مخيم الوافدين لتلقي العلاج في مستشفيات العاصمة دمشق.
ويأتي إجلاء هذه الدفعة في إطار اتفاق لإجلاء 29 حالة طبية مقابل إطلاق جيش الإسلام عددا مماثلا من الأسرى المحتجزين لديه من قوات النظام.
وكان المتحدث الرسمي باسم هيئة أركان جيش الإسلام قال إن النظام السوري رفض خروجهم بدون قيد أو شرط واشترط إطلاق أسرى في المقابل.
تجدر الإشارة إلى أن إخراج الحالات الطبية الحرجة من المناطق المحاصرة ودخول المساعدات إليها يعد أحد بنود اتفاق خفض التصعيد.