لندن- أشارت صحيفة إندبندنت إلى العناوين الرئيسية التي أعلنت مؤخرا أن أغنى الأفراد في العالم زادت ثروتهم في عام 2017 بمقدار تريليون دولار.
وقال الصحيفة إن مثل هذه العناوين لن تقابل بالضرورة بإطراء صاخب، في ظل الرواتب الراكدة التي يتقاضها معظم الناس في المملكة المتحدة وارتفاع أسعار المتاجر وعدم اليقين الذي يحيط خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وذكرت كاتبة المقال جوسي كوكس إن الأرقام التي نشرها مؤشر بلومبيرغ للمليارديرات -الذي يقيس ثروة أغنى خمسمئة شخص في العالم- مذهلة جدا، لأنها تظهر أن أغنى الأغنياء يتحكمون في ما مجموعه 5.3 تريليونات دولار في عام 2017، مقارنة بـ4.4 تريليونات كانت في عام 2016؛ بينما يبلغ الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة -أكبر اقتصاد في العالم- 19 تريليون دولار.
وأشارت الصحيفة إلى أن أبرز شخص في هذه المجموعة هو جيف بيزوس، إمبراطور التجارة الإلكترونية ومؤسس شركة أمازن المتربع على رأس قائمة أغنى الأغنياء، حيث قفزت ثروته من 34 مليار دولار إلى أقل من مئة مليار بقليل، بفضل زيادة أسهم شركته بأكثر من 50%، وهذه الزيادة وحدها تعادل الناتج المحلي الإجمالي لبوليفيا.
وعددت الصحيفة بعض الأسماء البارزة في القائمة، ومنهم رجل المال وارن بافيت الذي نمت ثروته بنحو 12 مليار دولار، وبيل غيتس صاحب شركة مايكروسوفت الذي زادت ثروته بمقدار تسعة مليارات، ومارك زوكربيرغ صاحب شركة فيسبوك الذي زادت ثروته بنحو 23 مليار دولار.
وعما يعنيه هذه الأمر لبقية الولايات المتحدة، أشارت الصحيفة إلى ورقة عمل نشرتها عام 2016 مجموعة من الأكاديميين في مؤسسات عالمية مرموقة، انتهت إلى أن الأغنياء يزدادون غنى وبقية الناس يزدادون سخطا.
والمنطق وراء هذه النظرية -كما يقول الباحثون- ليس معقدا، فعندما يصبح الأغنياء أكثر ثراء يكونون مسؤولين عن تسعير بعض السلع والخدمات البعيدة عن متناول بقية السكان، مثل الجامعات المرموقة وأفضل المستشفيات والممتلكات في الأماكن المرغوبة بشكل خاص.
وختمت الصحيفة بأنه كلما زادت سيطرة القلة الأكثر ثراء على غالبية دخل البلد، زاد شعور عموم السكان بالضيق والغضب والقلق.